تجددت الاشتباكات أسفل محور روض الفرج بين أهالي جزيرة الوراق وقوات شرطة الانقلاب، اليوم السبت، بسبب استمرار حصار الشرطة للمعدية التي تربط الجزيرة النيلية بمنطقة شبرا، ورفضها دخول أي مواد بناء مع الأهالي، في إطار ممارسات التضييق المستمرة على السكان، ضمن محاولات إجبارهم على إخلاء الجزيرة وبيعها للمستثمرين.
وأصيب عدد من أهالي الجزيرة بإصابات بالغة، نتيجة إطلاق قوات الأمن طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وذكر شهود عيان أن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة من الأهالي، الذين تجمعوا بأعداد كبيرة في مواجهة الأمن، مرددين هتافات منها: "اقتل واحد واحبس 100... الجزيرة مش تكية"، و"سيبوا إخواتنا المحبوسين.. إحنا عليها (الجزيرة) ليوم الدين".
وتقع جزيرة الوراق في قلب نهر النيل وتتبع إدارياً لمحافظة الجيزة، وهي تمتد على مساحة تتراوح ما بين 1500 - 1800 فدان. وتمثل الجزيرة نقطة التقاء جغرافية بين ثلاث محافظات كبرى هي القاهرة والجيزة والقليوبية، ويعتمد سكانها على الزراعة مصدراً رئيسياً لدخلهم.
وتسعى سلطات الانقلاب منذ سنوات إلى طرد سكان جزيرة الوراق الأصليين من أجل إقامة مشروع سكني فاخر تموله دولة الإمارات. ويدور النزاع في الجزيرة حول نسبة 21% من إجمالي مساحة المنطقة محل التطوير، بعد إعلان وزارة الإسكان إخلاء نحو 1024 فداناً من أصل 1295 فداناً، بما يعادل 79% من إجمالي مساحة التطوير.
وشرعت قوات الأمن في هدم المستشفى الوحيد الذي يخدم أهالي الجزيرة، ومركز الشباب الوحيد أيضاً، ضمن المحاولات المستمرة لتهجير أهلها قسراً، واستغلال أراضيها في إقامة مجتمع عمراني جديد باسم "مدينة الوراق الجديدة".