أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) أن كتائب القسام تمكنت من انتشال شهيد كان مكلفاً بتأمين الأسير ألكسندر عيدان، الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية.
وأضاف أبو عبيدة أنه "لا زال مصير الأسير وبقية المجاهدين الآسرين مجهولاً".
وشدد في منشورات مقتضبة على حسابه بمنصة "تيليجرام": "نحاول حماية جميع الأسرى والمحافظة على حياتهم رغم همجية العدوان... لكن حياتهم في خطر بسبب عمليات القصف الإجرامية التي يقوم بها جيش العدو".
ولفت إلى أن "الاحتلال يكذب في دعوى معاملة الأسرى بطريقة غير إنسانية، ويزور شهادات كاذبة لأسرى سابقين؛ بهدف التحريض على المقاومة والتغطية على فضيحة قتله لأعداد من أسراه والتسبب في استمرار معاناة بقيتهم".
وقبل ذلك، نشرت كتائب القسام اليوم مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي لديها بعنوان "قريباً... الوقت ينفد". الفيديو الذي بلغت مدّته 21 ثانية، حمل رسالة صوتية من محتجز صهيوني موجهة إلى والدته، قال فيها: "والدتي العزيزة، بالتأكيد أنتِ تحاربين من أجلي كما عهدتك".
ولم تظهر "القسام" في الفيديو صورة هذا المحتجز، ولم تكشف عن اسمه أو أي تفاصيل متعلقة به.
وختمت الفيديو بصورة لساعة رملية، كتبت أسفلها باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، "الوقت ينفد".
وفي وقت لاحق، نشرت كتائب القسام فيديو يوثق لحظة تحدث أسير صهيوني عبر الهاتف إلى عدد من أفراد عائلته، بينهم زوجته وابنه ووالدته وأخوه، الذي يحمل الجنسية الأميركية.
وعبر الأسير عن خيبة أمله بخصوص تخلي حكومة الاحتلال عنه بسبب تعنتها ورفضها التوصل إلى اتفاق يقود إلى الإفراج عن الأسرى الصهاينة. ودعا زوجته إلى مواصلة القيام بكل شيء من أجله. ووجه رسالة مباشرة إلى جيش الاحتلال الصهيوني دعاه عبرها إلى مواصلة توقيع العرائض الداعية إلى وقف الحرب على غزة وإطلاق سراح المحتجزين. وأضاف "أنا أدرك أنهم يهتمون بمواطنيهم أكثر من الحكومة".
كما تحدث إلى أخيه، ويدعى أوريئيل أنديكوف، وطلب منه الذهاب إلى البيت الأبيض من أجل محاولة التحدث إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وقال له "أنت مواطن أمريكي سيتسمع إليك"، مضيفاً "اسأله عن وعده للرهائن، وتوسل إليه أن يخرجني من هنا".
ولطالما حذرت كتائب القسام من المماطلة الصهيونية في استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وما تحمله من مخاطر على حياة المحتجزين، جراء تعمّد إسرائيل قصف المواقع التي يوجدون فيها، وفق بيانات سابقة للكتائب. والثلاثاء، أعلن أبو عبيدة، في بيان، فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف صهيوني مباشر استهدف مكان وجودهم.
وقال أبو عبيدة، في بيان، على منصة "تيليجرام": "نعلن أننا فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم وما زلنا نحاول الوصول إليهم حتى اللحظة".
وأضاف: "تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".
وجاء هذا القصف بعد أيام من بثّ كتائب القسام مقطع فيديو لألكسندر، يستنكر فيه وقوع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضحية لأكاذيب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما عرقل إطلاق سراحه هو وغيره من المحتجزين في القطاع. وقال ألكسندر، في الفيديو: "كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل الديكتاتور، بينما أنا أنهار جسدياً وعقلياً". ووجّه ألكسندر رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي، قائلاً: "الرئيس ترامب، كنت أؤمن بأنك ستنجح في إخراجي من هنا حياً"، معرباً عن مخاوفه من أن يُقتل نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة، مضيفاً: "لا أريد أن أصدق أنكم قد لا ترونني حياً مرة أخرى بعد هذا الفيديو".
وتقدّر حكومة الاحتلال وجود 59 أسيرا صهيونيا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من تسعة آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأبدت حركة حماس استعدادها لإطلاق جميع الأسرى الصهاينة مقابل وقف تام للحرب، وقال رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، مساء الخميس، إن "حماس" مستعدة للبدء في مفاوضات الرزمة الشاملة بإطلاق جميع الأسرى لديها، وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، مقابل الوقف التام للحرب، وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة، وبدء إعادة الإعمار، ورفع الحصار.