تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حصارها المشدد على بلدتي بروقين وكفر الديك غرب سلفيت بشمال الضفة الغربية، لليوم الرابع على التوالي إذ تمنع الدخول والخروج وإدخال المواد الغذائية للبلدتين، مع مداهمات للمنازل وتخريب محتوياتها وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
ويأتي الحصار الصهيوني للبلدتين عقب عملية إطلاق نار وقعت الأربعاء الماضي، وأدت إلى مقتل مستوطنة إسرائيلية، تعالت بعدها الأصواب الإسرائيلية اليمينية بإنتهاج فعل عسكري مماثل لما يجري من حرب إبادة في غزة.
وقال رئيس بلدية بروقين، فائد صبرة، إن قوات الاحتلال تواصل فرض حصار مشدد على بلدتي بروقين وكفر الديك لليوم الرابع على التوالي، منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، عقب تنفيذ عملية إطلاق النار.
ونقلت صحيفة العربي الجديد عن صبرة، أن أن الحصار يمنع أي أحد من الدخول أو الخروج من وإلى البلدة، ويترتب على ذلك منع إدخال المواد التموينية والغذائية.
وأشار صبرة إلى أن قوات الاحتلال تقوم بمداهمات مستمرة للمنازل، إذ تُجري تفتيشاً وتخريباً لمحتوياتها وتنفذ تحقيقات ميدانية واعتقالات، كما استولت على عدد من المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وحجزت أطفالاً ونساءً ومسنين داخل غرف مغلقة مانعة إياهم من الحركة، كما أن هناك إبلاغات عن سرقة أموال من عدة منازل خلال تلك المداهمات.
وبحسب صبرة، فإن بلدة بروقين، تبلغ مساحتها نحو 18 ألف دونم، تُصنف 60% من أراضيها ضمن مناطق “ج”، وفق اتفاقية أوسلو، وصودر نحو 80% من هذه المناطق لصالح المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية. أما الـ40% المتبقية فتقع ضمن مناطق “ب” التي تشمل الأحياء السكنية ويستفيد منها السكان.
وأشارت إلى منع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم في مناطق "ج". وأوضح صبرة أن عدد سكان بروقين يبلغ 5200 نسمة، وتقع على أراضيها مستوطنة "بروخين" والمنطقة الصناعية الاستيطانية "أرائيل”.
من جانبه، أكد رئيس بلدية كفر الديك، إبراهيم الديك، مواصلة قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على بلدة كفر الديك، لليوم الرابع معرباً عن خشيته من تكرار ما جرى في مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتها في بلدتي كفر الديك وبروقين.
ولفت في حديث للصحيفة ذاتها، أن قوات الاحتلال، بعد فرضها الحصار على البلدة ومنع أي شخص من الدخول أو الخروج، تقوم بعمليات دهم وتفتيش للمنازل مصحوبة بسرقة أموال من بعض المنازل، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، إلى جانب تخريب محتويات المنازل وإجراء تحقيقات ميدانية.
وأوضح الديك أن مساحة كفر الديك تبلغ نحو 17 ألف دونم وصودر أكثر من 80% من أراضيها، وتُقام عليها مستوطنات "بدوئيل" و"ليشم" و"عالي زهاف" و"هار عالي زهاف" والمنطقة الصناعية الاستيطانية "أرائيل"، بالإضافة إلى بؤرتين استيطانيتين أقيمتا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأفاد بأن عدد سكان كفر الديك يبلغ 6500 نسمة، مؤكداً أن استمرار الحصار والإجراءات العسكرية يفاقم الأوضاع الإنسانية في البلدة.
وكانت مستوطنة صهيونية قُتلت إثر تعرضها لإطلاق نار، مساء الأربعاء الماضي، على شارع 446 المحاذي لمستوطنة بروخين، القريبة من قرية بروقين الفلسطينية في محافظة سلفيت.
ودعا وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، الخميس الماضي، إلى تدمير قريتي بروقين وكفر الديك على غرار ما فعه الاحتلال في حي الشجاعية وتل السلطان بقطاع غزة.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال ومستوطنيه اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس المحتلة، ما أدى إلى استشهاد 967 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.