توغلت قوات صهيونية، فجر اليوم الأحد، من قاعدة العدنانية باتجاه بلدة جبا، في محافظة القنيطرة جنوب غربي سورية، بالتوازي مع توغلات مماثلة في قريتي الحرية وكودنة في ريف القنيطرة. وبحسب مصدر في القنيطرة، فقد اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني حي الصقري في بلدة جبا وفتشت منازل الأهالي بشكل دقيق، ما أثار حالة من الخوف بين السكان، خاصة الأطفال، وذلك قبل أن تنسحب بعد ساعات إلى قاعدة "المهدمة" داخل المنطقة منزوعة السلاح.

 

وأوضح المصدر أن جنود الاحتلال أقاموا حاجزاً عسكرياً على الطريق بين بلدتي خان أرنبة وأوفانيا بريف القنيطرة، وعرقلوا حركة السير تحت ذريعة البحث عن عناصر موالين لإيران، مضيفاً أن جرافات الاحتلال مستمرة منذ أيام في تجريف محمية جباثا الخشب الممتدة على 184 هكتاراً وتضم 30 ألف شجرة بلوط وسنديان، كما جرفت أراضي زراعية في كودنة وأتلفت شبكات ري، وصادرت قطيع أغنام لأحد المزارعين بالقرب من القحطانية.

 

كما توغّلت قوة من جيش الاحتلال، فجر اليوم، في قرية الحرية وخلعت أبواب المدرسة في القرية، وكسّرتها، وعبثت في الأثاث، ثم عمدت إلى تكسيره قبل أن تنسحب، من دون معرفة الدوافع أو الأسباب وراء هذا الفعل.

وكانت قوة صهيونية توغلت مساء أمس في قرية كودنة بريف القنيطرة، واعتقلت يافعين، أثناء اللعب في إحدى مدارس القرية، بذريعة تصوير جيش الاحتلال. كما شهدت سماء المحافظة موجة طيران صهيوني خلال التصدي للصواريخ الإيرانية المتجهة نحو تل أبيب.

 

وقبل أيام، احتجزت قوات الاحتلال ثلاثة عمال نظافة تابعين لمجلس مدينة القنيطرة بالقرب من بلدة القحطانية، وصادرت سيارتهم من دون إعلان أسباب واضحة. وصاحب العملية إطلاق نار في الهواء ونداءات عبر مكبرات الصوت تطلب من الأهالي البقاء في منازلهم. كما اعتقلت في الأيام السابقة سبعة شبان من بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي خلال توغل ليلي، وقتلت شابا وأصابت آخرين. وقد خرجت تظاهرة محدودة للمطالبة بالإفراج عنهم، وسط انتقادات لضعف التضامن الشعبي السوري.

وغالباً ما تترافق التوغلات البرية مع تحليق غير مسبوق لطائرات استطلاع صهيونية على مدار الساعة، خاصة فوق المنطقة العازلة. كما شهدت أجواء المحافظة عمليات تصدٍ لصواريخ ومسيرات إيرانية ما تسبب في سقوط شظايا وإشعال حرائق بأراضٍ زراعية في كودنة والرفيد.

 

ويعيش أهالي القنيطرة تحت وطأة الخوف الدائم، فقد أفاد ناشطون بحالات نزوح من قرى مثل كودنة خوفاً من الاقتحامات الليلية. كما أضر تدمير البنية الزراعية بسبل عيش المزارعين الذين فقدوا محاصيلهم ومواشيهم.

 

ووفقاً للمصادر، يتبع الاحتلال الصهيوني سياسة ممنهجة لتدمير مقومات الحياة في المحافظة، تشمل تجريف الأراضي، وتخريب شبكات المياه، ومصادرة المواشي، ما يدفع السكان إلى الهجرة، حيث تشهد القنيطرة تصعيداً غير مسبوق في الانتهاكات الصهيونية التي تجمع بين التوغلات البرية، والاعتقالات التعسفية، وتدمير الموارد الطبيعية، وسط غياب حماية دولية فعالة. هذه الإجراءات تُضعف قدرة السكان على الصمود، وتُعمق أزمة إنسانية تعكسها مقولة أحد أبناء المحافظة: "نحن لسنا خارج الوطن لنُنسى".