في عددها الأسبوعي نشرت جريدة (الدستور) القاهرية يوم الأربعاء 30/5/2007م مقتطفاتٍ من تقرير لجنة تقصِّي الحقائق التي شكَّلها مجلس الشعب في قضية أكياس الدم الفاسدة التي تنتجها شركة "هايدلينا"، وأطلقت الصحيفة على التقرير وصف "الفضيحة"؛ لأنه لم يكتفِ بتوجيه الشكر لـ"هاني سرور" صاحب القضية، ولكن التقرير وصف الشركة- موضع الاتهام- بأنها فخرُ الصناعة المصرية.

 

كما توجَّه التقرير باللوم والمساءلة إلى الدكتورة فاتن مفتاح- مديرة المركز القومي لنقل الدم- التي كشفت فساد منتجات الشركة، إلى غير ذلك من عبارات الانبهار والتعظيم لأكياس الدم التي تنتجها "هايدلينا" بأجود الخامات العالمية من كبرى الشركات العالمية.

 

وإذا كانت (الدستور) تدَّعي أن هذا التقرير يمثِّل فضيحةً فعلى العكس تمامًا نعتقد أن هذا التقرير يمثِّل مرحلةً جديدةً في العمل البرلماني الوطني ستدرسه الأجيال القادمة إذا قدر الله- سبحانه وتعالى- وبقي أحد من الجيل الحالي ونفَد بجلده من الأكياس الملوَّثة، والدقيق المسرطن، والفاكهة المرشوشة بالمبيدات المميتة، أو نجا من الكبد الوبائي والحصبة الألمانية وأنفلوانزا الطيور وغيرها من الأوبئة والأمراض..!!

 

الحقيقة التي يجب أن تستوعبها (الدستور) وغيرها من الصحف أن الحكومة ترفع الشعار الذي أعلنه وزير العدل ومثَّله بيديه- والعهدة على ما نشرته جريدة (الوفد) في الصورة المشهورة- وهو "كايدة العزَّال"، فلا يمكن لمهاترات المعارضين الموتورين أن توقِف مسيرة الإصلاح التي أعلنتها الحكومة!!

 

والحقيقة الأخرى التي لا تقلُّ وضوحًا أننا شعب "نمرود"- للأسف- لا نعرف مصلحتنا، والسلالم التي صعدت عليها النساء في انتخابات 2005 خير شاهد على عدم معرفة هذا الشعب مصلحتَه في مقابل حرص حكومته عليه ومحاولتها المستميتة لتبعد عنه أعداءَه المعارِضين، وتحُول دون وصولهم للبرلمان، وتهديد الأغلبية المريحة التي تعدِّل الدستور وترفع الحصانة عن المناوشين في غمضة عين أو أقل من غمضة العين!!

 

لولا الشفافية التي تلفُّنا جميعًا لما استطاع الهرم الاقتصادي المصري ممدوح إسماعيل الخروجَ من مصر لاستكمال مسيرة النهضة التي أنشأها في أعماق البحار والمحيطات، ولما استطعنا أن نحافظ على الكثير من أمثاله الذين أفنَوا شبابَهم من أجل استغلال كل مليمٍ في أرض الكنانة أو مائها أو سمائها، فكيف يمكن أن نفرِّط في ثروتنا القومية بهذه السهولة التي تريدها (الدستور) أو غيرها من موتوري المعارضة؟!!
حقًّا نحن شعب لا يستحق النعمة!!