إعداد: سامي كمال
مَأْدُبَةٌ رَمَضَانِيَّةٌ فِي بَيْتِ الْوَزِيرِ الأَدِيبِ "إِبْرَاهِيمَ الدُّسُوقِيِّ أَبَاظَةَ بَاشَا" بِحَيِّ "الْعَبَّاسِيَّةِ"، ضُيُوفُهَا أَعْضَاءُ "جَمْعِيَّةِ أُدَبَاءِ الْعُرُوبَةِ" الَّتِي كَانَ يَرْأَسُهَا الْوَزِبرُ الأَبَاظِيُّ: "مَحْمُودُ غُنَيْم" و"الدُّكْتُورُ "إِبْرَاهِيمُ نَاجِي" والشَّيْخُ الشَّاعِرُ "مُحَمَّدٌ الأَسْمَرُ" وَالشَّاعِرُ الأَدِيبُ "عَلِيٌّ الْجِنْدِيُّ" وَالشَّاعِرُ "مُحَمَّدٌ حَمَامُ" وَالصَّحَفِيُّ الأَدِيبُ "عَبْدُ اللهِ أَحْمَدٌ عَبْدُ اللهِ".
وَقُبَيْلَ الإِفْطَارِ تَلا "حَمَامٌ" مَا تَيَسَّرَ مِنَ "الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ"، وَكَانَ مَقْبُولَ الصَّوْتِ مُجِيدًا لِقَوَاعِدِ التِّلاوَةِ، وَجَاءَ الإِفْطَارُ، وَكَانَ الطَّبَقُ الرَّئِيسِيُّ فِيهِ: "الْعَدَسُ الأَبَاظِيُّ" الْمَشْهُورُ، وَهُوَ عَدَسٌ لَيْسَ كَكُلِّ عَدَسٍ، إِنَّهُ مَطْهُوٌّ بِطَرِيقَةٍ "أَبَاظِيَّةٍ" لا يَخْرُجُ سِرُّهَا عَنْ دَوَائِرِهِمْ، تَتَخَلَّلُهُ شَرَائِحُ الدَّجَاجِ، وَقَدْ تَرَبَّعَ عَلَى الْمَائِدَةِ- بِجِوَارِ طَوَاجِنِ الْعَدَسِ- دِيكٌ فَخْمٌ مِنَ الْجِنْسِيَّةِ الرُّومِيَّةِ.
وَكَانَ لا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الدِّيكُ الرُّومِيُّ وَالْعَدَسُ الأَبَاظِيُّ مَوْضِعَ مُسَاجَلَةٍ نَشَبَتْ بِالشِّعْرِ بَيْنَ "نَاجِي" وَ"غُنَيْمٍ"، وَانْبَرَيَا يَنْسِجَانِ شِعْرَهُمَا الظَّرِيفَ حَوْلَ نَجْمَي الْمَائِدَةِ: الْعَدَسِ وَالدِّيكِ.
أَشَارَ الدُّكْتُورُ "إِبْرَاهِيمُ نَاجِي" إِلَى "لَخْمَةِ" صَدِيقِهِ "غُنَيْمٍ" إِزَاءَ الظَّاهِرَةِ الْكَوْنِيَّةِ الْمُفَاجِئَةِ، وَهِيَ رُؤْيَتُهُ دِيكًا رُومِيًّا يُمْكِنُهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ، فَقال:
بَصِرْتُ بِهِ وَالصَّحْنُ بِالصَّحْنِ يَلْتَقِي فَلَمْ أَرَى أَبْهَى مِنْ "غُنَيْمٍ" وَأَظْرَفَا
تَرَاءَى لَهُ لَحْـمٌ فَلَمْ يَـدْرِ عِـنْدَهُ "تَدَيَّكَ" مِنْ بَعْدِ الطُّوَى أَمْ "تَخَرَّفَا"
وَأَوْمَـأَ لِي بِاللَّحْـظِ يَسْـألُنِي بِهِ: أَتَعْرِفُهُ؟ أَوْمَأْتُ بِاللَّحْـظِ مُسْـعِفَا
وَقَـدَّمْـتُهُ لِلدِّيـكِ وَهْـوَ كَأَنَّمَـا يَطِــيرُ إِلَيْـهِ وَاثِبـًا مُتَلَهِّفَـا
"غُنَيْمٌ". أَخُـونَا الدِّيكُ. قُدِّمَا ذَا لِـذَا فَهَـذَا لِـذَا مِنْ بَعْدِ لأْيٍ تَعَارَفَا