تقرير- حسين التلاوي

من الواضح أن الانتهاكات التي شهدتها انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى كانت فوق كل التوقعات، حتى إن الكثير من صحف العالم لا تزال حتى اليوم الخميس 14/6/2007م تُواصل رصْدَ تلك الانتهاكات، بالإضافة إلى التركيز على الخلافات المصرية الأمريكية فيما يتعلق بعملية ما يسمَّى "الإصلاح السياسي"!! إلى جانب تناولتها للاقتتال الداخلي في غزة، وكذلك تفجير مرقد الإمامَين علي الهادي والحسن العسكري المقدَّس لدى الشيعة في سامراء بالعراق.

 

والبداية مع الـ(واشنطن بوست) الأمريكية التي أشارت إلى أن اللجنة العليا للانتخابات أعلنت فوز الحزب الوطني الحاكم بأغلبية المقاعد التي تم التنافس عليها في الانتخابات، لكنها أوضحت أن تلك النتيجة تشوبها الكثير من الانتقادات بالنظر إلى حجم العنف والانتهاكات التي شهدتها الانتخابات على يد السلطات، والتي كان الهدف الرئيسي لها هو إقصاء جماعة الإخوان المسلمين، ومنع مرشحيها الـ19 من الفوز بأي مقعد، وهو الأمر الذي تحقق للحزب الوطني إلا أن التقرير أوضح أن الإخوان المسلمين سبق أن أعلنوا أنهم يتوقعون تلك الممارسات.

 

 الصورة غير متاحة

 الأمن يمنع النساء من الدخول للتصويت بإحدى اللجان الانتخابية

وذكرت الجريدة في تقريرها أن رصد الانتهاكات لا يتوقف فقط على الإخوان؛ حيث أكد العديد من الجهات الأخرى وقوع عمليات تزوير وغيرها من الممارسات خلال العمليات الانتخابية، ومن بين تلك الجهات جمعية "شايفينكو" لمراقبة الانتخابات التي قالت إن الموظفين الحكوميين الذين كلِّفوا بالإشراف على عملية التصويت في الانتخابات لم يكونوا على قدر المسئولية؛ حيث كانوا من الشباب وغير مدرَّبين على القيام بأعمالهم؛ الأمر الذي ساهم كثيرًا في وقوعهم تحت تأثير القوى الأمنية التي تلاعبت في النتائج كما تشاء.

 

وانتقل التقرير إلى الانتقادات الأمريكية للحكومة المصرية بسبب العنف الذي شاب الانتخابات؛ حيث أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية أعربت عن "قلقها العميق" من عمليات منع الناخبين من التوجه لصناديق الاقتراع، وذكر التقرير أن تلك التصريحات تأتي لتشير إلى وجود خلاف بين الجانبين المصري والأمريكي؛ حيث كانت الإدارة الأمريكية قد خفَّفت في السابق من ضغوطها على النظام المصري؛ بسبب خشيتها من تهديد القوى المعارضة لنظام الرئيس مبارك الحليف للأمريكيين.

 

 الصورة غير متاحة

 أيمن نور

ويشير التقرير إلى أن تعبير الإدارة الأمريكية عن "قلقها العميق" يأتي بعد أيامٍ من الانتقادات التي وجَّهها الرئيس جورج بوش الابن للنظام المصري؛ بسبب تضييقه على المعارضة وعدم إطلاقه سراح رئيس حزب (الغد) المعارض أيمن نور المسجون بتهمة التزوير، وهي الانتقادات التي رفضتها الحكومة المصرية؛ مما ينذر بوجود مرحلة جديدة من الخلافات بين الطرفين.

 

لم يذهب تقرير الـ(لوبوان) الفرنسية بعيدًا عن التقرير السابق حول الانتخابات، إلا أنه زاد عليه التشكيك في صحة الأرقام التي أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات فيما يتعلق بنسبة الإقبال؛ حيث كانت اللجنة قد أشارت إلى أن نسبة الإقبال تبلغ 31% إلا أن التقرير ذكر أن العديد من الجهات الحقوقية والمراقبين المحليين قالوا إن نسبة الإقبال لم