كتب- عبد المعز محمد

أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة"، أنَّ حركة حماس أنقذت غزة من حرب أهلية وأنها لو لم تقم بخطوة الحسم الميداني في قطاع غزة؛ فإنَّ الأمور في القطاع كانت تسير بشكلٍ متسارعٍ نحو حرب أهلية واسعة النطاق؛ وذلك بالنظر إلى الاستعدادات وعمليات التحشيد والتجييش التي يقوم بها التيار الانقلابي المدعوم صهيونيًّا وأمريكيًّا.

 

جاء ذلك على لسان أنور رجا- عضو المكتب السياسي ومسئول الإعلام المركزي في الجبهة- الذي أكد أن الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، كانت قد وصلت إلى مرحلة استعصاء في ظل تصاعد عمليات الفوضى والفلتان الأمني للأجهزة الأمنية المحسوبة على التيار الانقلابي داخل حركة فتح الذي يقوده محمد دحلان، وفي ظل انعدام الجدية من قِبل رئاسة السلطة في حلِّ الملف الأمني الذي شكَّل على الدوام عبئًا ثقيلاً أُلقي على كاهل أبناء شعبنا الذي يعاني أصلاً من أوضاع مأساوية في ظل تواصل العدوان الصهيوني واستمرار الحصار الغربي.

 

وأشار رجا إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة كانت تتابع عن كثبٍ الأوضاع في قطاع غزة، وكنَّا على يقين بأنَّ التيار الانقلابي المشار إليه آنفًا قد وضع نصب عينيه هدف إفشال أية محاولة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة تعزيز صمود شعبنا واستمرار مقاومته وتطويق جميع مظاهر الفساد الوطني والسياسي والمالي والإداري والأخلاقي؛ وذلك لارتباط التيار المذكور بشكلٍ عضوي مع مخططات مشبوهة تديرها الحكومة الصهيونية والإدارة الأمريكية.

 

 الصورة غير متاحة

 حماس بسطت سيطرتها على غزة

موضحًا أنه على الرغم من المرونة الكبيرة التي أبدتها حركة "حماس" خلال الحوارات التي جرت بينها وبين رئاسة السلطة وحركة فتح على مدار العامين الماضيين في القاهرة ودمشق ومكَّة المكرمة؛ إلاّ أنَّ كل جولة حوار كانت تعقبها عمليات انفلات أمني وفوضى من قبل التيار الانقلابي ودائمًا بوتائر أعلى وأكثر خطورةً، وكانت تلك العمليات تنقل الساحة الفلسطينية في كل مرة إلى مرحلة أكثر تعقيدًا وأشد قسوةً على أبناء شعبنا.

 

وأوضح رجا في حديثٍ مطولٍ نشره المركز الفلسطيني للإعلام أن الأراضي الفلسطينية شهدت خلال الشهور الماضية حالة تناوب، شارك فيها الاحتلال الصهيوني والتيار الانقلابي في استهداف مشروع المقاومة، وأنه أمام هذا الواقع المرير، كان لا بد من خطوة سياسية حاسمة تنهي معاناة أبناء شعبنا الذي تكالبت عليه المؤامرات من كل حدب وصوب، ونحن هنا نؤكد أنَّ مشروع المقاومة لا يمكن له أن يستمر ويحقق أهدافه إذا لم تتم إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتنقية أجوائه من كل العناصر التي كانت تعيث فسادًا وإفسادًا.

 

وقال رجا: إن الجبهة ليست من دعاة توجيه السلاح الفلسطيني إلى الداخل تحت أي عنوان وأي مسمَّى، فسلاحنا له وجهة شرعية واحدة وهي صدر الاحتلال، إلا أنَّ المشهد الذي سبق توضيحه هو الذي دفع حركة "حماس" دفعًا إلى محاصرة المقار الأمنية وإخلائها من عناصر الفتنة التي تم تمويلها وتسليحها من قِبل الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية بهدف ضرب مشروع المقاومة، موضحًا أن ما حصل في قطاع غزة، كان خطوةً عمليةً لقطع الطريق أمام سياسة "الفوضى الخلاقة" التي تنادي بها الإدارة الأمريكية نهارًا جهارًا، تلك السياسة التي لم تجلب سوى الخراب والدمار للعراق، ونتمنى من الله عز وجل أن لا تنتقل عدواها إلى الساحة اللبنانية.

 

وبطبيعة الحال، نحن في الجبهة الشعبية "القيادة العامة" نُفرِّق بين التيار الانقلابي وبين الإخوة في حركة "فتح"، فحركة "فتح" لها تاريخ نضالي طويل، ومن رحمها وُلدت كتائب الأقصى التي سطَّرت ملاحم البطولة ضد العدو الصهيوني خلال "انتفاضة الأقصى"، فنحن عندما نتحدث عن التي