على خلفية انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى السابقة والتي تمَّ حسمها زورًا لصالح مرشح الحزب الوطني، وهي الانتخابات التي أدرك الحزب فيها حجم الشعبية الحقيقية الضعيفة له في مقابل الشعبية الجارفة التي تتمتع بها جماعة الإخوان المسلمين، التي رشحت عنها الأستاذ فكري الأدهم عن دائرة مركز وبندر دمياط وكفر سعد.

 

على خلفية هذه الانتخابات مارَسَ الحزب الوطني بمشاركة أجهزة (الأمن) كل الحيل والإجراءات التعسفية والظالمة الممكنة لإسقاط مرشح الإخوان المسلمين الأستاذ فكري الأدهم وإنجاح مرشح الوطني، ونجح في ذلك بالتزوير المفضوح.. مارس التعسف في الإجراءات الإدارية، بدايةً من إجراءات الترشيح ومرورًا بأسطوانة كشوف الناخبين، ووصولاً إلى رفض تسجيل توكيلات المندوبين، أيضًا قام بمنع المؤتمرات والمسيرات وتمزيق اللافتات و..

 

وعلى رأس الإجراءات التي اتخذتها أجهزة الأمن- ومن أكثر الإجراءات ظلمًا وبشاعةً- كان اعتقال الشرفاء؛ حيث قامت قوات الأمن باعتقال الكثير من مؤيدي وأنصار مرشح الإخوان الأستاذ فكري الأدهم، اختطفتهم من الشوارع والبيوت، من بين أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم.. أرادوا اختطاف الفرحة من عيون الأبناء ليبدِّلوها بهمٍّ وحزنٍ لا تحتملهما سنوات أعمارهم المعدودة.. أرادوا انتزاع الأمل من قلوب الأمهات والزوجات ليحبطوهن ويثبِّطوا عزائمهن.. أرادوا تحطيم إرادة الشرفاء ليتخلَّوا عن مبادئهم.

 

ولكنهم لم يدركوا أن أطفال الشرفاء رجالٌ رغم قلة سنوات أعمارهم.. لم يدركوا أن الأمهات قد ربَّين أبناءهن على التضحية في سبيل المبدأ، وأن الزوجات كنَّ دائمًا الدافعَ خلف أزواجهن متمسِّكاتٍ بالأمل في غدٍ مشرقٍ ينعمن فيه بالسكينة والراحة بجوار أزواجهن.. أملٍ في الله لا ينقطع.

 

لم يدرك أولئك العسكر- بثياب مدنية وعسكرية على السواء- أن إرادة الشرفاء أقوى منهم ومن عصا الأمن ومن جميع مخططاتهم، فهي إرادة مستمدة من إرادة الله لأنهم أخلصوا النية له ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الروم: من الآية 47).

 

لم يدركوا كل ذلك، بينما أدركه المخلصون من أبناء الوطن فقاموا وتحدَّوا كل المعوقات وهتفوا بصوت واحد "معًا للإصلاح".. لم يتخلَّوا عن مبدئهم.. لم يفرُّوا من المواجهة في ميدان الكلمة.. ففضحوا التزوير وبيَّنوا الغش وأوضحوا الأكاذيب، وشهد العالم كله على ذلك، لم يعد هناك مجال للخداع والكذب والتضليل، لم تعد هناك حجة لأحد في الانسياق وراء الكلمات الجوفاء والوعود الكاذبة.

 

نجح الشرفاء في ذلك، رغم كل ما عانوه وعاناه معهم الأهل والخلان.. وبعد انتهاء الجولة.. بعد توضيح الحق.. بعد إثبات الوجود.. ما زال هناك نفر من المخلصين والشرفاء يدفعون الثمن عن طيب خاطر.. ما زالوا معتقلين في سجون النظام.. وتُهمتهم الشرف!!

 

لن ننساهم.. وسنقف بجوارهم، ونرعى أبناءهم وأهليهم.. فهذا حقهم وواجبنا.. لن نتخلى عمن يدفعون من حريتهم ثمن حريتنا.. ومن أنفسهم ثمن كرامتنا.. قافلة الشرفاء طويلة، فالوطنيون كثير..

 

ولكنْ دعونا نُلقي الضوء على ثلاثة فقط من هؤلاء الشرفاء، ثلاثة من أبناء محافظة دمياط ما زالوا يقبعون في سجن النظام ببرج العرب، فإليكم الأسماء:

 

د. فتوح أحمد فتوح

من مواليد محافظة دمياط عام 1961م، حاصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الزقازيق عام 1987م، عمل في المملكة العربية السعودية من عام 1990م، حتى 2002م، متزوج وله 5 أبناء (شيماء في الصف الثاني الثانوي، أحمد في الصف الثاني الإعدادي، إيثار في الصف الأول الإعدادي، عمر 5 سنوات، كريم سنة ونصف)، عضو مجلس إدارة نادي اتحاد المهن الطبية برأس البر (الحكمة).. اعتُقل من الشارع من أمام صيدليته بشارع فكري زاهر بمدينة دمياط، وتم ترحيله إلى سجن برج العرب الخميس 14/6/2007م.

 

د. محمود الراعي

من مواليد دمياط 1982م، حاصل على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة القاهرة عام 2004م، ويعمل مندوب دعاية بإحدى شركات الأدوية، اعتُقل أثناء إحدى المسيرات الانتخابية لمرشح الإخوان المسلمين لمجلس الشورى عن دائرة دمياط وكفر سعد الأستاذ فكري الأدهم من أمام مسجد عمر الموصلي بدمياط، وتم ترحيله إلى سجن برج العرب الخميس 14/6/2007م.

 

محمد العزوني

مدرس وحاصل على بكالوريوس التربية والعلوم قسم الرياضيات، بالإضافة إلى ميوله الفنية؛ حيث اشترك في تمثيل وإخراج العديد من الأعمال المسرحية على مسرح الهواة، اعتُقل أيضًا في مسيرة لمرشح الإخوان المسلمين بمنطقة باب الحرس، وتم ترحيله إلى سجن برج العرب الخميس 14/6/2007م.