صرَّح الدكتور محمد السيد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- بأنه بغض النظر عن موقف مصر الداعم لشرعية محمود عباس والقرارات المتسرعة التي اتخذها، وبغض النظر أيضًا عن نقل البعثة الدبلوماسية المصرية من غزة إلى رام الله، إلا أن الرؤية التي طرحها الرئيس مبارك في شرم الشيخ بضرورة الحوار بين فتح وحماس من منطلق صعوبة وتعقيدات الأزمة، فضلاً عن الحرص على وحدة الشعب الفلسطيني كأساسٍ للحفاظ على حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية كقضيةٍ مركزيةٍ ومحوريةٍ بالنسبة للعرب والمسلمين، أقول كانت هذه الرؤية صائبة وتتفق مع العقل والحكمة والواقع، وتحتاج من كلِّ المخلصين الغيورين على التأكيد عليها وتبنيها والدفع في اتجاهها.

 

وقال الدكتور حبيب: أنا أتصور أن مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا يمكن أن تقوم بدورٍ رئيسٍ في هذا الصدد.. واتساقًا مع ذلك لا بد أن يتوقَّف الفرقاء عن التصريحات، وأن يتم تجاوز هذه الأزمة بأسرع ما يمكن وأن نرتفع فوق مستواها وألا نظل أسرى ما حدث.

 

وأضاف الدكتور حبيب أن ما ينتظرنا لكثير.. وخطير.. وعلى الجميع أن يُدرك ذلك، وإذا كانت حماس قد طرحت الحوار منذ اللحظة الأولى، فعلى أبو مازن وفتح أن يحزما أمرهما للسير في هذا الاتجاه وأن يتجاوبا مع هذه الدعوة، فالعدو الصهيوني- المدعوم أمريكيًّا- متربصٌ بالجميع ولن يمد يده إلا بكل سوء، خاصةً في ظل هذا التمزق.

 

وأكد حبيب على أن وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة الفصائل هي الأساس، ومن ثَمَّ فإن الاعتراف والإقرار بشرعية أبو مازن وشرعية المجلس التشريعي أمران متلازمان، ولا يصح الفصل بينهما على أي نحو، كما أن الحفاظ على المؤسسات الدستورية والالتزام بالقانون الأساسي.. أمرٌ حيوي وضروري، خاصةً في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ القضية.