اتفقت الكثير من صحف العالم الصادرة اليوم الخميس 5/7/2007م على أن إطلاق سراح الصحفي البريطاني آلان جونستون- مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)- بعد 4 أشهر من الاختطاف في قطاع غزة كان انتصارًا ومكسبًا كبيرًا لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إلا أن التأويلات اختلفت باختلاف توجُّهات كل صحيفة ورؤيتها للملف الفلسطيني بصفة عامة.

 

الصحف الصهيونية نفسها لم تُخْفِ أن ما حدث كان إنجازًا لحماس، وقال علي واكد- مراسل الـ(يديعوت أحرونوت)، في مقال له-: إن ما حدث كان نجاحًا كبيرًا لحركة حماس، لا يمكن الاختلاف عليه، ويحوي رسالةً بالغة الأهمية لكل الأطراف الدولية، وهي أن سياسة الحركة لا تقتصر على الأعمال العسكرية فحسب، ولكنها حركةٌ قادرةٌ على إدارة المفاوضات السياسية وحلّ الأزمات، مشيرًا إلى أن ما تنتظره الحركة حاليًّا هو "رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني بعدما تم رفع الحصار عن جونستون".

 

وفيما يتعلق بالداخل الفلسطيني يقول الكاتب: "فإن حماس بعثت إلى الشعب الفلسطيني رسالةً تقول إنها قادرةٌ على الوفاء بوعودها الانتخابية التي تبلورت حول الإصلاح والتغيير وإحلال الأمن في الأراضي الفلسطينية، ويضيف واكد أن إطلاق جونستون بعد سيطرة حماس على القطاع سيدعم ما سبق أن قالته حماس من أن خاطفي جونستون على صلةٍ ببعض القيادات داخل الأجهزة الأمنية التابعة لرئاسة السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يقود إلى السؤال: هل عرقلت فتح إطلاق جونستون لكي تُظهر أن حماس عاجزةً على الوفاء بتعهداتها الانتخابية، وأن الملف الأمني أكبر من قدرات حماس؟!

 

 الصورة غير متاحة

هنية يستقبل جونستون في منزله بعد إطلاق سراحه

 إلا أن الكاتب يشكِّك في إمكانية أن يؤدي إطلاق جونستون إلى تغيير في تعامل المجتمع الدولي مع حماس، لكنه يقول إن نجاح الحركة في ذلك سوف يُسهم في رفع شعبيتها في أوساط الشعب الفلسطيني وتحسين صورتها في الخارج؛ مما قد يفتح الباب أمام احتمالات مستقبلية لحدوث التغيير في التعامل بين حماس والمجتمع الدولي.

 

ويضيف واكد في مقاله أن حماس بدأت في تمهيد الطريق أمام ذلك التغيير عندما قال رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية: إن حماس تريد إنهاء ملف الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الأسير لدى المقاومة بنفس الطريقة التي انتهت بها أزمة آلان جونستون، وهي المفاوضات؛ مما اعتبره الكاتب إشارةً من حماس إلى أنها قادرةٌ بالفعل على حلِّ مشكلات الفلسطينيين من خلال الحوار مع الأطراف الدولية.

 

وينتهي المقال بالقول بأن إطلاق سراح جونستون نجاحٌ لحماس، ويمكن للحركة استخدامه للدلالة على أنها قادرةٌ على تحقيق وعودها والالتزام بها؛ حيث تشير الحركة بذلك إلى أنها قادرة على أن تقود الفلسطيينيين في كل شيء عسكريًّا وسياسيًّا، "فقط إذا حصلت على الفرصة".

 

تعاملوا مع حماس

 الصورة غير متاحة

آلان جونستون يتشح بالعلم الفلسطيني

الـ(جارديان) البريطانية قالت في افتتاحيتها: إن جونستون أُطلق سراحُه نتيجة الجهود التي قامت بها حركة حماس التي يقاطعها الغرب والمجتمع الدولي، على الرغم من أنها فازت في الانتخابات التشريعية التي جرت في العا