وصف الدكتور عبد الحميد الغزالي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم مسلك مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين في ندوة مركز الدراسات المستقبلية عن "المراجعات ومستقبل العمل الإسلامي في مصر" بأنه لا يعبِّر عن أسلوب الحوار المتحضر في الندوات العلمية، وإنما يصب في خانة الغوغائية ومقاطعة المتحدث.

 

وأكد أن تدخل مكرم كان دون وجه حق، مشيرًا إلى أن الكلمة كانت له، وتحدَّث في صميم عمل الندوة، ومن حقه أن يوضح رؤيته وأن يعقِّب عليها نقيب الصحفيين كيفما شاء.

 

وكانت مداخلة د. الغزالي أكدت أن مراجعات الجماعة الإسلامية ثم جماعة الجهاد تُعد خطوةً إيجابيةً يتعيَّن البناء عليها، وتشير إلى اتجاه هذه الجماعات نحو وسطية واعتدال وقوام الإسلام العظيم.

 

ونددت برد فعل النظام تجاه هذه المراجعات؛ حيث قال الغزالي: "كان رد فعل النظام عكسيًّا وسلبيًّا، ويغذي التطرف والإرهاب الذي نرفضه كإخوان مسلمين، وإجبار المواطن على الغرق في مشكلاتٍ مزمنة وطاحنة؛ على رأسها الفقر المدقع ومشكلة البطالة المتفاقمة ومشكلة التضخم السعري الجامح، خاصةً في المنتجات الضرورية بجانب ثقافة الفساد المنتشرة في شتى القطاعات".

 

وأضاف أن النظام لم يَرْضَ بذلك، بل توَّج هذه المشكلات بنكسةٍ دستوريةٍ شديدة تمثَّلت في تعديلات دستورية أطلق عليها فقهاء الدستور "الخطئية"؛ وذلك لضمان الاستيلاء الأبدي على السلطة وإقصاء الفصيل المعتدل في الشارع المصري، وهو الإخوان المسلمون، وأوضح أن انتخابات الشورى والمحليات ومجلس الشعب التكميلية بالإسكندرية ودسوق خير تطبيق لذلك.

 

وقال إنه على الرغم من أن النظام يصرُّ على استمرار المناخ الفاسد الذي كان تربة العنف والإرهاب والتطرف، ورغم التضييق الأمني الشديد والملاحقات الأمنية المستمرة للإخوان المسلمين إلا أنهم مصممون على التمسك بالوسطية والاعتدال والقوام من منطلق عقائدي وإيماني منبثق من إسلامنا العظيم.

 

وأكد أن للجماعة ثوابتَ جسَّدتها وثائق الجماعة العديدة منذ نشأتها وحتى الآن على مدار 80 عامًا، ومن أهم هذه الوثائق رسائل وكتابات الإمام الشهيد، مرورًا بكتابات وإسهامات المرشدين من بعده، وبالذات "دعاة لا قضاة" ومبادرة الإصلاح في 2004م، ثم القراءة الأولى لبرنامج الجماعة.

 

وأكد أن برنامج الجماعة يعد بكل المقاييس العلمية الصارمة أفضل الوسائل الحزبية في المشهد المصري الذي أكد مدنية الدولة وقدَّم رؤيةً في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية.