تحوَّلت أمس الجمعة منطقة مسجد الأتوبيس بمدينة دمنهور إلى ثكنة عسكرية مع حضور د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حفل عقد زواج المهندس خالد نجل الدكتور محمد جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان لتهنئته ومشاركة الإخوان أفراحهم.

 

الأزمة بدأت عقب صلاة الجمعة ودخل بعض ضباط جهاز أمن الدولة في حوارٍ مع د. حشمت للوقوف على النقاط النهائية لعقد القران عقب صلاة العصر مع تزايد أعداد المدعوين غير أن الجهاز الأمني بدأ يتراجع عن وعوده ونشر أكثر من كردون أمني حول المسجد يخضع مَن يمر من خلاله إلى تفتيش رجال الأمن؛ مما استدعى انتباه أبناء مدينة دمنهور وتجمُّع العشرات منهم في شرفاتِ منازلهم، فضلاً عن سيارات الأمن المركزي والمتابعة المستديمة من خلال اللاسلكي بين لواءاتٍ جلسوا حول المسجد الذي أُغلق لأول مرةٍ منذ افتتاحه ووضعت علامة عبارة "أُغلق للنظافة وسيُفتح في صلاةِ المغرب"!!.

 

الغريب أن جهاز الأمن رفض إقامة صلاة جنازة قادمة للصلاة في المسجد إلى مسجد الإفلاقي لعدم فتحه وبدا التعسف الأمني في إيقاف المارة وخلق عملية من الإرهاب في نفوس المدعوين، وفي الوقت نفسه قام بالاستيلاء على مكبرات الصوت، وأكثر من 50 كرسيًّا كانت في طريقها للقاعتين الضيقتين للغاية التي سمح بهما الأمن.

 

وبالفعل لم يفتتح المسجد في صلاة العصر وترجَّل الدكتور محمد حبيب ومحمد سويدان مسئول الإخوان بالبحيرة، والدكتور محمد جمال حشمت على أقدامهم من منزل الأخير إلى القاعتين ومروا من خلال 3 كردونات أمنية كانت تُفتح بسهولة بمجرد وصولهم، وظل الأمن يحاول بشتى الطرق عن طريق مخبريهم الحيلولة دون وصول مُكبِّرٍ للصوت.

 

وعقب العقد أكد د. حبيب في كلمته أن مصر التي كان معقودًا عليها الآمال أن تكون قاطرةً للدول العربية والإسلامية في حالة تستدعي الشفقة والرثاء، وأن الطبقية الموجودة وارتكاز جميع سبل الحياة في يد رجال الأعمال سبب الاعتصامات والإضرابات، مشيرًا إلى أن حال مصر لن ينصلح إلا إذا كانت احتياجات الناس وآلامها وطموحها هدف للمصلحين.

 

 الصورة غير متاحة

 د. محمد حبيب

ووجَّه رسالته للإخوان قائلاً: "إن الذين يحاربون الإخوان المسلمين يحاربون المشروع الحضاري الذي ينهض بمصر ووراءه العالم العربي والإسلامي"، مضيفًا: "إن الذين يوجهون الضربات من اعتقالاتٍ ومحاكماتٍ عسكرية ونهبٍ لأموال الشرفاء إنما يريدون إعاقتهم عن هذا المشروع، ولكن ثقوا في ربكم وأنفسكم وفكرتكم ومنهجكم، واعلموا أن الأمة تعقد عليكم آمالاً كبيرةً".

 

وعبَّر د. محمد جمال حشمت عن بالغِ استيائه من تدخل الجهات الأمنية بشكلٍ مستفز لإفساد فرحة نجله قائلاً: "هذا النظام ليس لديه عقل ولا منطق وجهازه الأمني يرتعش من عقد زواجٍ  فيه فرحة جميلة للأهالي والمدعوين"، مضيفًا أن هذا الجهاز الأمني نتاج نظامٍ أفسد أية فرحةٍ للشعب المصري وأجبره على تذوق مرارةِ المعاناة والغلاء ليل نهار".

 

وتجدر الإشارة إلى أنه ظلَّ على مدار 3 أسابيع دارت بين حشمت وأمن الدولة بدمنهور والقاهرة نقاشات ومداولات لتحديد ميعاد ومكان الحفل إلى أن أبلغوه بالميعاد، وقالوا "ألف مبروك" ليفاجأ د. حشمت بتلك الثكنة العسكرية التي تُحيط بالمسجد على عكس ما توقَّع!!.