لا يحتاج الحوار مع الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إلى مناسبة؛ فالجماعة التي يحتل مركزًا قياديًّا فيها هي واحدةٌ من أهم الجماعات المعارضة في مصر، وبالتالي فإن الحديث عن الجماعة ونشاطها مستمر لا ينقطع.

 

كما أن الدكتور محمد حبيب نفسه منذ أن انضمَّ إلى الإخوان في أواخر الستينيات وهو رقم مهم في معادلات الشخصيات الإخوانية "القيادية" و"الإعلامية"، وله آراءٌ مهمةٌ قد يختلف فيها البعض أو يتفق، حتى من داخل الإخوان أنفسهم؛ لكنها في كل الأحوال تستحق النقاش.

 

(الدستور) التقت الدكتور محمد حبيب مؤخرًا، وأجرت معه الحوار التالي:

* كيف احتفظت جماعة الإخوان المسلمين بكيانها طول هذه السنين؛ رغم القمع الذي تعرَّضت له على أيادي الحكومات المختلفة منذ الملك فاروق وحتى الآن؟

** تميز الإمام حسن البنا بالعبقرية في مجالين؛ الأول: مجال الصياغة الفكرية والفقهية، من خلال الرؤية الإسلامية الوسطية، وانطلاقًا من شمولية الإسلام كدين ودولة، الثاني: مجال التنظيم؛ فالتشكيل التنظيمي عند البنا يعتمد على التربية الإيمانية التي تحقق الربانية في الفكر والخلق والسلوك والمنهج، وهذان المجالان مثَّلا الأساسَين اللذين حفظا للجماعة تماسكها وصلابتها وثباتها في مواجهة كل الضربات القاسية التي واجهتها.

 

ولا أتصور أن أية جماعة تتعرض لـ10% مما تعرَّض له الإخوان من قمع وتتمكن من الصمود.

 

* ما المشروع السياسي للإخوان المسلمين؟

** يهدف الإخوان المسلمون إلى إقامة ديمقراطية حقيقية؛ تتركز على التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة؛ يكون الشعب فيها صاحب القرار الأصيل في اختيار ممثليه ونوابه في إطار اختياره للبرنامج الذي يعبر عن مصالحه.

 

فنحن نستهدف إرساء دولة مؤسسات حقيقية تشريعية وتنفيذية وقضائية؛ لا تجور إحداها على الأخرى، ونحن نتحرك لتحقيق ذلك بمنهج سلمي عبر الطرق القانونية والدستورية المختلفة؛ مثل خوض الانتخابات البرلمانية والنقابية والطلابية وغيرها، ونلاحق الفساد ونواجهه ونتصدَّى للاستبداد، كما أننا نستهدف أن يكون لمصر دورٌ مناسبٌ على المستوى القومي والدولي، وأن تدير مصر بشكل فاعل الملفات الخارجية المختلفة لنحقق الأمن القومي المصري، ونستهدف أيضًا أن يكون دورها مع القوى الدولية بما يخدم فكرة تعدد الأقطاب الدولية في عالمنا المعاصر، ويمكِّننا من الخروج من فكِّ الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وتهتم أيضًا بالقضية الفلسطينية، ونرى أنها يجب أن يكون لها دورها في تجميع وحشد جهود العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما نولي اهتمامًا خاصًّا لعلاقة مصر بالسودان؛ لأن السودان تمثل العمق الإستراتيجي لمصر، فضلاً عن كونها بوابةَ إفريقيا، وفي هذا الإطار إننا نشعر أن هذا المشروع السياسي الشامل يحتاج إلى دعم شعبي وسند جماهيري لتحقيق القدرة على تحقيقه، وأيضًا للضغط على السلطة سلميًّا؛ للاستجابة لاستحقاقات الإصلاح عند انسداد الأفق السياسي، وذلك بالتعاون مع جميع القوى السياسية المعارضة.

 

* وهل وجدتم تجاوبًا من القوى السياسية المعارضة لفكرة التعاون هذه؟

** طبعًا وقد تم تشكيل تحالف وطني عام 2005م ضمَّ العديد من القوى المعارضة، بجانب الإخوان المسلمين، كما تشكَّلت بعد ذلك الجبهة الوطنية للتغيير.

 

ومن ناحيتنا فنحن حريصون على العمل الجماعي بيننا وبين سائر قوى المعارضة رغم العوائق، بينما تسعى السلطة إلى عزل الإخوان عن سائر القوى السياسية، ونحن يهمنا وجود أحزاب معارضة قوية؛ لأن ذلك يصب في صالح الديمقراطية.

 

* لكن هناك بعض قوى المعارضة رفضت التعاون معكم.. أليس كذلك؟!

** لا، لم يرفض التعاون معنا سوى حزب (التجمع)، بينما توجد تفاهمات بيننا وبين الحزب الناصري، وكذلك بيننا وبين حزب الكرامة، وأيضًا حزب الوفد.

 

* كيف توجد تفاهمات بينكم وبين الناصريين، بينما التنافس قائم على قدم وساق في نقابة المحامين بينكم وبين سامح عاشور نقيب المحامين؟

** سامح عاشور ليس ناصريًّا، هو فقط محسوب على الناصريين اسمًا!.

 

* لو جرت انتخابات ديمقراطية حقيقية ونجح الإخوان فيها فهل سيلغون العملية الديمقراطية بسبب مرجعيتهم الإسلامية؟

** مرجعيتنا الإسلامية تعني ألا يصدر قانون من مجلس الشعب إلا بالتواؤم مع المادة الثانية من الدستور، ولا شك أن الشريعة الإسلامية تكفل حق المواطنة والمساواة أمام القانون؛ بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق، والإسلام كما أنه دين فهو حضارة، وكل الفئات عاشت في كنفه أكثر من ألف عام، وحفظ لها دينها وتوجهاتها.

 

 الصورة غير متاحة

إنهاء حالة الطوارئ مطلب الإخوان والقوى السياسية

* هل في هذه الحالة ستغيرون الدستور؟

** ما يهمنا الآن هو إنهاء حالة الطوارئ، إطلاق الحريات العامة؛ كحرية التعبير وحرية تكوين الأحزاب وحرية الاحتجاج والإضراب والمظاهرات وتكوين الجمعيات، إلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات، تحقيق الاستقلال الكامل للقضاء، إجراء انتخابات حرة ونزيهة يشرف عليها القضاء؛ لتفرز الممثلين الحقيقيين للشعب بعد ذلك؛ فإن مجلس الشعب الناتج من هذه الانتخابات في مثل هذه الأجواء من حقه تعديل الدستور أو تغييره، أما قبل كل هذه الخطوات فلا.

 

* أين الإخوان المسلمون من جميع الإضرابات الفئوية التي تعج بها البلاد من حين إلى آخر؟

** الإخوان موجودون على مستوى الإضرابات الفئوية، ولكننا نحذر من الخروج عن حيز مكان الإضراب، ونعزف عن اللجوء إلى المظاهرات في هذه الإضرابات حتى لا تستغل السلطة الموقف وتدفع بالبلطجية ليتلفوا الممتلكات العامة ويشوهوا الإضراب، وذلك لأننا حريصون على إنجاح هذه الإضرابات لتحقيق أهدافه الفئوية.

 

* يرى بعض المراقبين أن الإخوان خانوا حق الوطنية، ولم يقيموا مسئوليتهم تجاه البلاد، رغم أنهم هم الأقدر على قيادة عملية تغيير النظام الحاكم وترسيخ قواعد الإصلاح السياسي.

** دعنا نتفق أولاً على أن أي إصلاح سياسي لا بد أن يتم بحراك سياسي عام تحت غطاء وسند شعبي، وثانيًا إذا كانت الحركة الوطنية تريد منا أن نقوم بهذا الدور؛ فلا بد أن يعطونا حق الاختيار لمنهج وأسلوب التغيير والإصلاح السياسي.

 

ونحن من ناحيتنا لا بد أن نشعر بأزمة الناس، لكن مع ذلك لا بد أن نقود الناس إلى الخروج من الأزمة بأسلوب حكيم وإرشاد، ونعرف إلى أين نسير، وإلى أي هدف نسير، لا بد من صياغة أسلوب تغيير مناسب، بعيدًا عن التشنُّج والعصبية؛ لأننا بصدد حاضر ومستقبل أمة لها دورها ووزنها على المستوى العربي والإسلامي بل والدولي؛ فلا بد أن تكون كل هذه الأبعاد في حسباننا.

 

* لكن البعض يتهم الإخوان بأنهم يهتمون بالحفاظ على كيان الجماعة أكثر من اهتمامهم بالنضال لتحقيق مشروع الإصلاح السياسي في البلاد.. فما رأيك في هذه التهمة؟

** الإخوان المسلمون كتلة أخلاقية ودعوية وسياسية، وهذه السمات ضرورية لصلابة ومناعة الجماعة إزاء ما يواجههم من تحديات، كما أن وجود جماعة الإخوان ضروري لأمن مصر واستقرارها.

 

وجماعة الإخوان صاحبة مشروع نهضوي وحضاري إسلامي، وأية ضربات توجَّه إليها فهي تمثِّل تعويقًا لهذا المشروع في مصر، كما أنها تعوق الدور المحوري الذي ينبغي أن تضطلع به مصر في العالمين العربي والإسلامي.

 

وطبقًا للقواعد الأصولية التي تنص على أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؛ فإن الحفاظ على الجماعة وكيانها من اللوازم المطلوبة للقيام بالمشروع الإسلامي النهضوي الذي تتبناه الجماعة.

 

والخلاصة أن الجماعة تسعى إلى تحقيق إنجاز وتقديم تربوي ودعوي وسياسي بأقل قدر من الخسائر، وهذا ليس عيبًا.

 

 الصورة غير متاحة

المهندس خيرت الشاطر وإخوانه

 * البعض يتساءل: إذا كنتم لم تتمكنوا من اتخاذ أي رد فعل إزاء قمع السلطة لكم عند المحاكمة العسكرية يوم الحكم على خيرت الشاطر ورفاقه؛ فكيف ينتظر منكم الشعب أن تحرروه من الاستبداد؟!

** عندما تدخل معركة لا بد أن تعرف كيف تنهيها، وإلى أين ستوصلك، فإذا كانت المعركة ستقف عند أخذ الحق من مجموعة من الجنود والضباط ويقف الأمر عند هذا الحد فهذا شيء، ولكن إذا كانت المسألة ممكن أن يتم تصعيدها إلى معركة تكسير عظام، وبدلاً من أن يكون القمع للعشرات يصير بالآلاف؛ فمن الحكمة أن تقف عند حد معين.

 

أنت تتعامل مع نظام تفهمه جيدًا؛ عنفه وشراسته وردود أفعاله، وعلى هذا الأساس تحسب حسابك، والنظام ليس عنده مانع من اعتقال عشرات الآلاف من الإخوان، وهنا نعمل قاعدة: "إذا كان تغيير منكر ما سيؤدي إلى حدوث منكر أكبر منه فالأولى ترك هذا التغيير في هذه اللحظة".

 

* هل من الممكن أن تحدث تطورات فكرية لجماعة الإخوان المسلمين تؤدي بها إلى أن تقدِّم نموذجًا جديدًا يماثل نموذج حزب العدالة والتنمية في تركيا؟

** السياق التركي مختلف عن السياق المصري؛ ففي تركيا العلمانية تستخدم الفيتو ضد وصول الإسلاميين إلى الحكم، بينما في مصر الحكومة تستخدم الفيتو ضد وصول أية قوة سياسية إلى السلطة، حتى لو كانت علمانيةً، وفي تركيا توجد حريات عامة وشفافية في الحكم والانتخابات، بينما هنا يوجد قمع وتزوير، كما أن لتركيا وضعها الخاص؛ مثل علاقاتها بأمريكا والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي، وكل ذلك مختلف عن الوضع المصري؛ فنحن لا نعترف بالكيان الصهيوني ولا نُضفي شرعيةً على احتلاله لأرض العروبة والإسلام؛ فهل مطلوبٌ منا أن نسير مثل هؤلاء؟!

 

 الصورة غير متاحة

رجب طيب أردوغان

* لكنْ هؤلاء إخوان مسلمون أيضًا؛ فرجب طيب أردوغان تلميذ أربكان، وكلاهما إخوان.. أليس كذلك؟!

** رجب طيب أردوغان ليس من الإخوان.. هو تلميذ أربكان، وأربكان نفسه لم يكن من الإخوان المسلمين.

 

* حتى لو لم يكونا من الإخوان؛ فهما من التيار الإسلامي.. ألا يمكن أن تصبحوا مثلهما في يومٍ من الأيام؟

** دعوتنا قائمةٌ على شمولية الإسلام، وهو دين ودولة، وهو نظام شامل يتناول كل أوجه الحياة، وهذا كله يمنع من أن نصير مثل حزب العدالة والتنمية في تركيا.

 

* هل هذا أمر متفقٌ عليه في كل تيارات الإخوان، سواءٌ تيار المحافظين أو تيار الإصلاحيين؟

** لا يوجد شيء في الإخوان اسمه المحافظون أو الإصلاحيون؛ ففي موقف معين تجدني أؤيد رأيًا معينًا يتم تصنيفي على أساسه أنني إصلاحي، بينما في موقف آخر تترجَّح عندي رؤية معينة فيتم تصنيفي على أساسها أنني محافظ، لكن لا وجود لهذا التيار أو ذلك في الإخوان المسلمين؛ فكلنا إخوان مسلمون؛ نجتهد وفق الرؤية الإخوانية، كما أن الجماعة تُدار بشكل مؤسسي؛ ولهذه المؤسسات مستويات عدة؛ فلا تتم مناقشة شيء إلا من خلال هذه المؤسسات، ويتم حسم الخلاف عادةً بالشورى، ولا شكَّ أن التعددية تُثري الحوار.

 

* لكن ألم يجذب النموذج التركي أحدًا من الإخوان؟

** هناك عدد قليل جدًّا من شباب الإخوان؛ ليس بينهم أحد من أي مستوى قيادي، انبهروا بالنجاحات السياسية والاقتصادية التي حققها حزب العدالة والتنمية في تركيا، فبدءوا يميلون بعض الشيء إلى هذا النموذج، لكننا تناقشنا معهم وشرحنا لهم وجهة نظرنا؛ فاقتنع أكثرهم بها، وهم عدد قليل جدًّا، ورجع أكثرهم عن هذا الرأي.

 

* ما هي خريطة الطريق لديكم للإصلاح والتغيير في مصر؟

** نحن نراهن على جماهير الشعب المصري، وبقدر ما ننجح في التواصل مع الشعب والارتقاء بوعيه ومقوماته الأخلاقية والإيمانية بقدر ما سنكون قادرين على إحداث التغيير والإصلاح.

 

والإمام البنا حدد خطوات الإصلاح في الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع ثم الدولة؛ فهذا هو طريقنا.. المهم أن تتكوَّن قوة الرأي العام التي تكون قادرةً على فرض إرادتها الحرة على النظام.

 

* في رأيكم.. إلى أين يسير النظام الحاكم في مصر؟

** يسير من حالة انسداد إلى حالةٍ أكثر انسدادًا.

 

* ما رأيكم في سياسة الإصلاح الاقتصادي التي يطبِّقها النظام الحاكم في مصر؟

** سياسة فاشلة، تقوم على بيع المؤسسات العامة ونهب الأراضي، وتهريب المليارات إلى الخارج، كما تقوم على الخصخصة دون أدنى مراعاة للبُعد الاجتماعي؛ مما جعل مصر على فوَّهة بركان، ولقد حدث أكثر من مرة احتجاجٌ ضد هذه السياسات، وهذه السياسات لا يتم تطبيقها لصالح الشعب، وإنما يتم تطبيقها لصالح رجال الأعمال الملتفِّين حول الحكم؛ إذعانًا لأوامر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

 

* ولكنْ.. هناك مؤشرات اقتصادية تتعلَّق بالتنمية وتدفُّق الاستثمارات الأجنبية على مصر وحجم الاحتياطي النقدي وغير ذلك من المؤشرات الاقتصادية التي تشير إلى نجاح السياسات الاقتصادية الراهنة.. فما رأيك؟

** دعنا من هذه المؤشرات؛ فعندنا واقع عملي يكذِّب كل مزاعم الإصلاح الاقتصادي؛ مثل مشاكل البطالة، والارتفاع الجنوني للأسعار، وتدني الأجور، ومشكلات الإسكان والمواصلات والصحة وغيرها؛ فماذا أفادت مؤشراتهم إزاء هذا كله؟!

 

* هل أفهم من كلامك أنكم تعارضون عملية الخصخصة القائمة على قدمٍ وساق في إطار عملية الإصلاح الاقتصادي؟

** في هذا المجال نتبنَّى ما نسميه بالطريق الوسط؛ فنحن مع الخصخصة شريطةَ ألا تؤديَ إلى الاحتكار، وشريطة أن تُراعى فيها الأبعاد الاجتماعية، وشريطةَ ألا تُباع مصر عن طريقها للأجانب، كما يجب أن تُباع المؤسسات بثمنها الحقيقي؛ فالخصخصة- في رأينا- لها شروط ومعايير وليست كما يفعلون الآن.

 

 الصورة غير متاحة

الإخوان يرفضون بشدة توريث الحكم

* ما رأيكم فيما يُقال عن توريث الحكم لجمال مبارك؟

** نحن رفضنا هذا الأمر تمامًا.

 

* قيل إنكم يمكن أن توافقوا في لحظةٍ ما على عملية التوريث لصالح جمال مبارك.. فهل هذا صحيح؟

** لا.

 

* ألا يمكن أن يرشح جمال مبارك نفسه لانتخابات الرئاسية القادمة فيصير أسلوب توليه الحكم موافقًا للديمقراطية؟

** لكي يكون الأمر ديمقراطيًّا لا بد أن تُزال جميع الحواجز والقيود التي تمنع ترشيح أي مواطن لرئاسة الجمهورية بتعديل المادة 76 من الدستور، وفي الوقت نفسه تُقيَّد مدة الحكم بفترتين فقط؛ لا تزيد مدة الواحدة منهما عن 4 سنوات فقط، ويتم إنهاء حالة الطوارئ، ويشرف القضاء على جميع مراحل العملية الانتخابية بعد أن يكون قد نال استقلاله الكامل.

 

* في ظل معارضتكم لتوريث جمال مبارك الحكم.. هل ترون أن عملية التوريث ستتم بنجاح أم أنها ستفشل؟

** هناك قوى تسعى إلى إنجاح عملية التوريث، وهناك من لا يرى تحقيقَ مصالحه إلا بالتوريث، لكن كل هذه الأماني تصطدم بكثيرٍ من العوائق والصعوبات؛ فجمال مبارك مرفوضٌ من قِبل مؤسسات كثيرة، كما أنه مرفوضٌ من غالبية الشعب المصري، وأتصور أن هناك حساباتٍ متشابكةً ومعقدةً ستعوق هذا التوريث.

 

* كيف ترون واقع الأمة العربية والشرق الأوسط؟

** المشروع الأمريكي قسَّم المنطقة إلى محورين: محور أسماه بالمتعدل، ويتمثَّل في دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والكيان الصهيوني، ومحورٍ أسماه بالمتطرف، ويتمثَّل في إيران وسوريا وحزب الله وحماس والجهاد الفلسطيني، والولايات المتحدة تحفِّز محور الاعتدال وتهيئه ليكون معها في حربها ضد محور التطرف.

 

وقد حدث انهيار في النظام الإقليمي العربي، وهذا الانهيار هو هدف المشروع الصهيوني الأمريكي كي تتم شرذمة وتفتيت المنطقة ليسهل السيطرة عليها وعلى ثرواتها.

 

وفي ضوء ذلك كله فإننا نرى أن النظام العربي والمنطقة يسيران من سيئ إلى أسوأ، ونحن كنا نعوِّل على دور مصر لإنقاذ المنطقة، ولكن مصر رهينة بمشاكلها الداخلية.

 

* هل للإخوان المسلمين مشروع فقهي ما؟

** نحن لسنا مدرسة فقهية بقدر ما نحن حركة لها خيارات فقهية في بعض المواقف، وكل المذاهب الفقهية ممثَّلةً في أعضاء الإخوان.

 

* على أيٍّ من العلماء تعتمدون في خياراتكم الفقهية في المواقف المعاصرة والتي تحتاج اجتهادًا جديدًا؟

** نحن نعتمد على المؤسسات المعروفة، كالأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجامع الفقهية، واتحاد علماء المسلمين في كثيرٍ من الأمور، لا سيما أن مشكلات هذا الزمن تحتاج اجتهادًا جماعيًّا، ونحن لا نكتفي بعلماء الإخوان بقدر ما نعزِّز علاقاتنا بعلماء مستقلين للاستفادة منهم.

 

* ما ضوابط التجديد والاجتهاد الشرعي؟

** توجد ثوابت ومتغيرات؛ فالثوابت مُجمَع عليها، ولا يختلف عليها أحد، وهناك متغيرات كثيرة، وهذه يختلف حكمها من عصر لعصر، ومن مكان لمكان.

 

* ولكن لماذا لم تُخرج جماعة الإخوان فقهاءَ كبارًا بعدما أخرجت سيد قطب والغزالي والقرضاوي؟.

** لدينا حاليًّا مشروع تعليمي للمساعدة على تخريج فقهاء بمثل هذا المستوى، لكن المشروع لم يصل منتهاه بعد.

-------------

* [email protected]