حمَّل الدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين الأنظمةَ العربيةَ والدوليةَ مسئوليةَ ما يحدث في غزة من حصار وظلام، مؤكدًا أن الظلام الذي يعيش فيه أكثر من مليون ونصف المليون إنسان في أكثر مناطق العالم كثافةً سكانيةً؛ إنما يأتي لأنهم رفضوا الخنوع والخضوع للمقرَّرات الدولية الرامية إلى القضاء على القضية الفلسطينية.
وأوضح د. مرسي في تصريحات لـ(إخوان أون لاين) أن العالم كله مشترك في جريمة الإبادة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وأن الجميع متساوون في الإثم، وتساءل عن مبرِّرات الأنظمة والهيئات العربية التي تقف متفرجةً على ما يحدث للشعب الفلسطيني؟ ولماذا لا توجّه الأموال العربية لإنقاذ الأطفال والنساء والطلاب والشيوخ بدلاً من توجيهها للخسائر المستمرة في أسواق النفط والاقتصاد الأمريكي؟!
كما تساءل د. مرسي عن الوعود الأمريكية بحلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية؟ وهل هناك ارتباط بين هذا الحصار والظلام واجتماع اللجنة الرباعية بشرم الشيخ الأحد الماضي؟ وهل الصمت المصري والعربي تجاه هذا الظلام نتيجةَ رفض حركة حماس التوقيعَ على بياض على الورقة المصرية للمصالحة؛ فكان العقاب سريعًا من كافة الاتجاهات والأطراف؟!
قطاع غزة في ظلام دامس بعد انقطاع الكهرباء! |
كما دعا الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأزهر الشريف والفاتيكان وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية والإغاثية والهيئات البرلمانية، وخاصةً مجلس الشعب المصري، إلى اتخاذ مواقف جادَّة لنجدة الشعب الفلسطيني الذي يعيش في ظلام دامس، وأن يمارسوا ضغوطهم على الأنظمة العربية وخاصةً الحكومة المصرية لمدِّ الفلسطينيين في غزة بما يحتاجونه من الوقود، وألا تكون رقبتهم في يد السفَّاح الصهيوني المغتصب الذي أوجده الظلم والإرهاب الدولي؛ من خلال منظمة الأمم المتحدة والدول الكبرى ذات القوة الباغية على أرض فلسطين، وعمل على طرد أصحابهم منها، وهؤلاء الذين نصَّبوهم زعماء لهذا الكيان غير الشرعي يتخذون الشعب الفلسطيني- وخاصةً قطاع غزة- ورقةً انتخابيةً تحقق مصالحهم الإرهابية.
وأكد د. مرسي أن كرامة العرب والمسلمين في اختبارٍ قاسٍ؛ تحتاج إلى تحرك شعبي واعٍ لدفع هذه الأنظمة إلى إعمال مسئولياتها تجاه ما يحدث لهذا الشعب؛ الذي ما زال عنوانًا للعزة والكرامة العربية بصموده ضد الحصار والاحتلال.
ووجَّه د. مرسي التحية للشعب الفلسطيني المقاوم أينما وُجِد، وخاصةً في قطاع غزة، والذي أوجد بمقاومته حالةً من التوازن، وهو ما عبَّر عنه الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بقولته المشهورة: "لقد أوجدنا توازن الألم"، وكما قال الشيخ الشهيد أحمد ياسين: "إنه لجهاد.. نصر أو استشهاد".
وختم د. مرسي كلامه مؤكدًا أن المقاومة سوف تنتصر بإذن الله؛ لأنه وعد الله للمجاهدين الصابرين، موضحًا أن غدًا لناظره قريبٌ.. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.