طالب العالم الإسلامي الكبير د. زغلول النجار أستاذ علوم طبقات الأرض بأخذ عيِّنات تقدَّر بميكرو أو 2 ميكرو من الحجر الأسود بالكعبة لتحليلها وإثبات ما ورد في السنة النبوية المطهرة من أنه ليس من أحجار الأرض، وإنما من أحجار الجنة؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وأكد في الندوة التي نظَّمتها نقابة الصحفيين بعد ظهر أمس بعنوان (الإعجاز العلمي في الحج) أن هذه العيِّنات لن تضر الحجر في شيء، مطالبًا علماء الأمة بتوظيف العلم توظيفًا حقيقيًّا.

 

 الصورة غير متاحة

د. زغلول النجار

وأكد النجار أن الحجر الأسود عبارة عن عدة قطع صغيرة مغروسة داخل مادة صمغية، مشيرًا إلى أن الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية أرسلت ضابطًا بريطانيًّا لاستطلاع هذا الحجر، وتأثر هذا الضابط بالمعاملة الطيبة للحجاج الذين أخذوه إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم اتجه إلى مكة لأنه مكلَّف بمهمة استطلاع الحجر الأسود؛ فيقول إنه لم يرَ منظرًا في حياته هزَّه من الأعماق إلا منظر الكعبة من على مشارف مكة.

 

وتحدث د. زغلول النجار عن مكة المكرمة، مؤكدًا أنها أشرف بقاع الأرض على الإطلاق؛ لأن الله كما فضَّل بعض النبيين على بعض وفضَّل بعض الرسل على بعض؛ فضل الأرض على بعض؛ فمكة ثم المدينة المنورة، ويليهما بيت المقدس.

 

مشيرًا إلى أن الله تعالى يريد أن يعطي لكل مسلم أجرًا كبيرًا، وأن يوجد في أشرف بقاع الأرض، وفي أشرف أيام السنة؛ ليتضاعف له الثواب ولو مرةً في حياته، وبالتالي إذا فهم المسلم قيمة هذا المكان وقيمة هذا الزمان واجتهد في العبادة في أشرف بقاع وأزمنة الأرض؛ يعود بحصيلة لم ينَلها في عمره كله.

 

وتطرَّق العالم الكبير إلى بعض آيات الله في الحج؛ فأوضح أن مواقيت الحج تذكِّر الإنسان بنهاية الأجل، كما أن الطواف يمثل انتظام حركة الأرض مع حركة كل أجرام السماء في اتجاه واحد.

 

وقال النجار: هناك مشاهد حسية كثيرة تؤكد كرامة هذا المكان؛ فهذه المرأة- السيدة هاجر- لديها ثقة في الله ويقين لا يتعطل ولا يتوقف، فيذكِّرنا ذلك بضرورة الثقة في الله.. نحن نخاف من أمريكا والصهاينة ونعمل حسابًا لبريطانيا وفرنسا، لكن معاني "لا إله إلا الله" تؤكد أنه لا سلطان في الوجود لغير الله؛ فالسعي بين الصفا والمروة تجسيد لهذا المعنى.

 

وبعيون باكية أشار د. زغلول إلى أن الله تعالى يباهي الملائكة بالحجيج؛ فيقول جاءوني شعثًا غبرًا، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، وينطق الحق في هذا اليوم ويقول أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم.

 

 الصورة غير متاحة

جانب من الحضور

وتناول أستاذ علوم طبقات الأرض بناية الكعبة، مشيرًا إلى أنها بُنيت في زمن لم يكن هناك أي أجهزة مساحية، وتساءل: من حدَّد هذا بالدقة غير الله سبحانه وتعالى؟

 

موضحًا أن آيات الحج لها دلائل حسية ومعنوية، وشرح أماكن قدم سيدنا إبراهيم، مشيرًا إلى أن هذا الصخر لا ينصهر في أقل من ألف درجة مئوية، وتساءل: من صهر هذا الحجر غير الله؟!
ومن العلامات الحسية أيضًا بئر زمزم، وهي صخور نارية متحولة لا مسامية لها، فهذا البئر يظل يفيض لأكثر من 4 آلاف سنة بالماء ولم يُعرف إلا بعد شقِّ الأنفاق حول مكة المكرمة؛ فوُجد أن هناك خطوطًا شعريةً دقيقةً؛ فعرفوا مصدر الماء، واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن بئر زمزم في حديثه الشريف "... إنها هزمة جبريل بعقبة وسقي الله لإسماعيل"، ويقول: "ماء زمزم خير ماء ولما شرب له؛ إن شربته لطعام أطعمك الله، ولسقي سقاك الله، ولشفاء شفاك الله، طعام طعم وشفاء سقم".

 

وتطرق النجار إلى بعض الآيات الكونية فيقول تعالى: ﴿وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ (الأنعام: من الآية 92)، مشيرًا إلى أن الآية لها دلالة معنوية عجيبة، وأن المستشرقين عندما سمعوا لفظ "أم القرى" قالوا إنها لا تزيد عن مكة والحجاز؛ فكيف تقولون إن الرسول أرسل للعالم كله؟ فتم إثبات أن مكة في منتصف الكرة الأرضية!.

 

كما قدَّم العالم حسين كمال الدين أحد كبار علماء المساحة الهندسية في العالم دراسةً أثبت من خلالها أن خط طول مكة المكرمة لا يوجد عنده انحراف مغناطيسي، وطالب بأخذ طول مكة المكرمة كخط طول الأساس؛ لأنه لا يوجد عنده انحراف مغناطيسي، بمعنى أن اتجاهاتها الأربعة حقيقية وليست مغناطيسية كاتجاهات البوصلة، كما أثبتت الدراسة أن مكة بينها وبين أطراف الكرة الأرضية الأربعة 13 ألف كم.