ماذا نتوقع لأمة سادت فيها قيمُ العدل والمساواة؟! وماذا نتوقع لأمة ساد فيها العنف والظلم والفوضى؟!
لم تكن الإحداث التي مررنا بها في الأيام السابقة سوى حصاد لما زرعناه داخل المجتمع، وأصبح من الطبيعي أن نرى حاميَ القوم هو قاتلها، ومعلم القوم هو مفسدها، وفي وسط هذا الزحام فقدنا شيئًا ثمينًا، بل هو أثمن الأشياء، لقد فقدنا الأخلاق وفقدنا معها كل شيء.
"كاد المعلم أن يكون رسولاً".. هذه الجملة سمعناها كثيرًا ورغم أننا نرددها على أبنائنا إلا أنهم بالطبع يخفون بداخلهم سؤالاً ساخرًا، وهو: كيف يكون المعلم رسولاً وهو غير قادر على تجاوز اختبارات الكادر؟! ويَقتُل ويُشوِّه التلاميذ ليؤدِّبهم؟!
وكيف أطلب من أبنائي اللجوء إلى الشرطة حين يشعرون بأي خطر؟! فهم يعلمون جيدًا أن ضابط الشرطة المنوط به حماية المواطن يُشهر السلاح في وجهه ويستبيح قتله لأتفه الأسباب!.
أشفق على أبناء هذا الجيل وأيضًا أشفق علينا نحن الآباء؛ لذلك سأذكِّر أبنائي دائمًا بأنه من منا بلا خطايا أو عيوب؟! وأي المهن ليس بها أخطاء؟! ولكن يظل المرء بالأخلاق يسمو ذكره، والشريف إذا تَقَوَّى تواضع، والوضيع إذا تَقَوَّى تكبَّر؛ فالتاجر الجشع والضابط المتجبر والمعلم الفاسد فقدوا كل شيء في لحظة غضب، ولن يبقي لهم سوى عذاب الضمير.
-----
* عضو المجلس المصري للشئون الخارجية- [email protected]