• الإصلاح السياسي ضرورة لتنمية الانتماء الوطني
  • تهديد سوريا رسالة لكل المنطقة

أكد اللواء أركان حرب كمال الدين عطية، الخبير الاستراتيجي والعسكري والمتخصص في الصراع العربي الصهيوني، أن الحل الوحيد الذي لم يعد أمام الدول العربية غيره، لمواجهة الوجود الأمريكي الصهيوني بالمنطقة، هو بناء قاعدة عسكرية عربية قوية تحمي دول المنطقة، وتكون نواةً لقاعدة إسلامية قوية تواجه الولايات المتحدة.

وأبدى الخبير الاستراتيجي دهشته مما حدث في العراق صباح الأربعاء 10 أبريل الجاري مؤكدًا أن العراق كان يمتلك القدرة على المقاومة والصمود شهورًا أخرى مما كان سيغير مجرى الحرب، ونبَّه على خطورة الآثار الناتجة لحرب العراق وتأثيراتها على الأمة العربية والإسلامية.

وأشار إلى أن النتائج المترتبة على احتلال القوات الأمريكية للعراق أكثر بكثير من الحرب نفسها وما حدث فيها، مشيرًا إلى أن الحلم الصهيوني بدأ في التنفيذ على أرض الواقع، وهو حلم "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" مؤكدًا أن الكيان الصهيوني كان شريكًا أصيلاً في الحرب الدائرة، وأن الولايات المتحدة منحت هذا الكيان إدارة العراق، وما يقال عن تعميره، حيث يتولى الصهيوني المتعصب "جاي جارنر" وهو أمريكي معروف بصلاته الشديدة بالليكود، كما أنه تولى قيادة فرقة صواريخ الباتريورت الصهيونية في حرب الخليج الثانية عام 1991 ويعتز بأنه خدم في جيش الدفاع الصهيوني.

ويضيف اللواء "عطية" أن الفريق المصاحب له لا يقل عنه تعصبًا للكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن إسرائيل استغلت انشغال العالم بحرب العراق، ودمرت فلسطين هي الأخرى، وأقرت فيها رئيسًا للوزراء؛ لينفذ أوامرها.
 
وعن تأثير تواجد الكيان الصهيوني بالعراق قال الخبير الاستراتيجي اللواء "كمال الدين عطية": الأمر لا يحتاج لتفكير كثير. فالأحداث تتصاعد بسرعة.. حيث بدأ التهديد الأمريكي لسوريا يأخذ نبرة أكثر عنفًا بعد دخول بغداد، ولأول مرة نسمع وزير الخارجية الأمريكي يتهم سوريا بأنها تمتلك أسلحة نووية وكيماوية، ولابد من وجود فرق تفتيش بها، كما قام مسئولو الليكود بالضغط على الإدارة الأمريكية بتعجيل ضرب سوريا، مرة بحُجَّة أنها تأوي قادة عراقيين، ومرة أخرى بأنها تصنع أسلحة نووية تؤثر على أمن إسرائيل، ومرة ثالثة باتهام "حزب الله" بأنه منظمة إرهابية له علاقة بتنظيم القاعدة، وبالفعل بدأت الولايات المتحدة في اتخاذ الخطوات اللازمة لعقاب سوريا، وسمعنا لأول مرة عن فرض عقوبات اقتصادية على سوريا؛ لأنها تنتج سلاحًا نوويًا.

ويضيف اللواء "عطية": وبالفعل لم تنتظر إسرائيل... حيث قامت خلال الأيام الماضية باختراق الأجواء اللبنانية، وقصفت مواقع على الحدود في محاولة لـ"جر شكل" حزب الله، وبالتالي سوريا.

وعن المخططات الأمريكية الرامية لـ"أمركة" العراق ووضع دستور أمريكي لها- كما فعلت مع اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية-، قال اللواء "عطية": ما نفذته الولايات المتحدة باليابان وألمانيا ونجحت فيه لن تنجح فيه مع العراق أو أية دولة عربية أخرى؛ لاختلاف الوضع بيننا وبين هذه الدول، سواء من حيث الفكر أو الدين أو البيئة والنشأة
 
أوالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، هذا فضلاً عما تريده الولايات المتحدة من الدول العربية تحديدًا. فاليابان مثلاً أصبحت دولة من الدول الصناعية العظمى، وهذا ما كانت تريده أمريكا، وكذلك ألمانيا. ولكن هل تريد الولايات المتحدة ذلك لأية دولة إسلامية قبل أن تكون عربية، أن تكون دولة اقتصادية عظمى؟!

وعن الدروس المستفادة من حرب العراق، أشار اللواء "عطية" أن هذه الحرب أظهرت مدى ما وصل إليه التفكك العربي، وهو ما يتطلب إعادة النظر لخريطة العلاقات العربية العربية، وترتيب أوضاعنا من الداخل، ونبذ الخلافات بين الدول العربية، ولابد أن ترى الدول العربية الخطر الذي يحيط بها ممثلاً في هذا الكيان الصهيوني.

ويضيف اللواء "عطية" إذا كانت الدول العربية تخشى المواجهات العسكرية مع الولايات المتحدة، فلا أقل من أن تستغل قوتها الاقتصادية؛ حتى تستطيع أن تقوى على هذه المواجهة، وهو ما يتحقق بالسوق العربية المشتركة، والتي سيَنتج عنها قاعدة عسكرية عربية مشتركة للدول العربية تحمي مصالحها وتعيد توازن القوى في المنطقة، وهو ما سيكون نواةً لدولة إسلامية قوية، تستطيع أن تقف أمام الولايات المتحدة وأطماعها في المنطقة.

وأكد اللواء "عطية" علي ضرورة الإصلاح السياسي داخل الدول العربية؛ حتى لا يتكرر بالدول العربية ما حدث بالعراق الذي شهد حكمًا ديكتاتوريًا طيلة 30 سنة؛ مما أفقده الانتماء لدى كثير من أبناء الشعب العراقي الذين سقطوا مع سقوط النظام؛ لأنهم ببساطة كانوا يدافعون عن النظام وليس عن الوطن.

وعن المقاومة العراقية بعد سقوط النظام العراقي يقول الخبير الاستراتيجي اللواء "كمال عطية": نتمنى أن تكون هناك مقاومة منظمة؛ لأن ما يحدث الآن لا يعدو عن كونه جيوب بسيطة للمقاومة، وقال إننا نأمل في الخير في الجبهة التي شكلها الوطنيون والقوميون للدفاع عن أرض العراق.