طالب فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين النظام المصري بإجراءات إيجابية- وإن كانت متواضعة- لتبرئةِ ذمته أمام الله ثم أمام شعبه ثم أمام الشعوب العربية والإسلامية وأمام أحرار العالم، "وإن عليه أن يقود النظامين العربي والإسلامي في هذا المجال، وكذلك الضغط على النظام العالمي لوقف العدوان".

 

وأوضح فضيلته في بيانٍ إلى الأمة بشأنِ استمرارِ العدوان الصهيوني على غزة أن هذه الإجراءات تتمثَّل في "سحبِ السفير المصري من الدولةِ الصهيونية وطرد السفير الصهيوني وإغلاقِ السفارتين، وفتح معبر رفح لإدخال كل المعونات الإنسانية واستقبال الجرحى، بالإضافةِ إلى قطع الغاز والبترول عن العدو الصهيوني، مثلما كنا نطالب العرب بقطع البترول عن الدول المؤيدة للصهاينة سنة 1973م"، فضلاً عن قطع العلاقات الاقتصادية وإيقاف كل عمليات التطبيع مع الكيان الغاصب، مشددًا على ضرورةِ السماح للشعب المصري بالتعبير عن مشاعره لنصرةِ إخوانه الفلسطينيين دون قمع.

 

وأوضح البيان أن النظام العربي مطالب بتأييد المقاومة ودعمها بكل الوسائل وسحب ما تُسمَّى بمبادرة السلام المعروضة منذ سنة 2002م والمرفوضة من قِبل الكيان الصهيوني، وكسر الحصار عن غزة والضفة، وإحياء المقاطعة العربية الاقتصادية والسياسية مع هذا الكيان، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين هذا الكيان والدول التي لها علاقات معه، مشددًا على أهمية السعي إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية على أسس عادلة.

 

وذكَّر المرشدُ العام بثلاث حقائق؛ هي: أن أهلنا في غزة إخواننا في العروبة والإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله"، ومَن ثَمَّ يجب شرعًا دفع الظلم عنهم وعدم خذلانهم وعدم تركهم لعدوهم يستفرد بهم، لا سيما وفارق القوة المادية بينهما شاسع.

 

الثانية أن فلسطين بالنسبة لنا هي أرض المقدسات التي يجب علينا شرعًا تحريرها والحفاظ عليها، وأن قضيتنا بشأنها قضية عادلة لا يجوز التفريط فيها بحال، إضافةً إلى أنها تُمثِّل أخطر عناصر أمننا القومي الذي يجب الحفاظ عليه والدفاع عنه.

 

الحقيقة الثالثة: أننا إذا ما فرَّطنا في واجباتنا تجاه هذه القضية- لا قدَّرَ الله- فإنَّ الدولةَ الصهيونيةَ ستفرض هيمنتها على المنطقة وتتلاعب بالحكام وتُذل الشعوب وتسيطر على المُقدَّرات وتُثير العداوات والحروب بغيةَ تحقيق أهدافها الكبرى، وليس من المستبعد أن نرى ما يحدث في غزةَ يحدث في أية عاصمة عربية أخرى، متسائلاً: "فهل نستيقظ أو نُفيق؟!".

طالع نص البيان