"لستم وحدكم، فصبرٌ جميل، أنتم الأحرار لا غيركم، ربح البيع معشر الإخوان، لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون، كل عام وأنتم مضحُّون، وبالعهد متمسكون، وعلى الدرب سائرون، هذا قليل من كثير"..

 

بهذه العبارات الموجزة لخَّص جماهير الإخوان المسلمين في مختلف محافظات مصر ما يكنُّونه في صدورهم من حُبٍّ وتأييد لإخوانهم وقياداتهم المحكوم عليهم- ظلمًا- في المحكمة العسكرية الأخيرة، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين.

 

وأرسل جماهير الإخوان برقياتٍ سريعةً حملت في طياتها شعار: "لن تموت دعوتنا" ما دام بها رجال كأمثال قيادات ورموز الإخوان المسلمين، ضحَّوا بأنفسهم، وتقدموا الصفوف من أجل الإصلاح وتحرير الوطن من الاستبداد والفساد وتحقيق العدل والمساواة وإطلاق الحريات ورفع المعاناة عن الشعب المصري".. فإلى التفاصيل:

 

القاهرة

 الصورة غير متاحة

د. غزلان حرص على حضور جلسات المحكمة للتضامن مع إخوانه

   كانت البداية من مكتب الإرشاد؛ حيث بعث الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد لإخوانه خلف الأسوار برسالة تغلفها معاني الصبر، قال فيها: "إخواني استعينوا بالله واصبروا، والفرج بإذن الله قريب، ولتطمئنوا، فلستم وحدكم من ذاق مرارة الظلم والأوضاع المتردِّية، فالحال خارج الأسوار لا يختلف كثيرًا عن داخلها؛ الأوضاع تتردَّى من سيِّئ إلى أسوأ، فالأوضاع السياسية والاقتصادية وكذلك الأخلاقية كلها في تردٍّ، فكم من جرائمَ بشعة أصبحت تُرتكب بحد من الاعتيادية يندى له الجبين.

 

هذا فضلاً عن حال المسلمين مع حصار الشعب الفلسطيني في غزة، فغير المسلمين كثيرًا ما حاولوا مرارًا وتكرارًا كسر الحصار عن غزة ببعض السفن، في حين أن الحكام العرب عجزوا عن فعل ذلك، بل منعوا مَن حاول إيصال الأدوية والأطعمة.

 

فلتعتبروا إخواني تلك الفترة هي فترة خلوة وصفاء مع الله تعالى لعله يتقبل منكم، وأنتم مظلومون، وأكثِروا من الدعاء وذكر الله، لعله يرحمكم ويعفو عنكم وعنا أجمعين، ويفرِّج عن الأمة الإسلامية ما هي فيه وما تمرُّ به".

 

الجيزة

 الصورة غير متاحة

سيد نزيلي

   ومن محافظة الجيزة توجَّه الحاج سيد نزيلي بالنداء للأمة الإسلامية جمعاء بالإلحاح في الدعاء لفكّ أسْر جميع المسلمين، ورفع الظلم عنهم بعد عام من الأحكام الجائرة، كما سأل المولى عزّ وجلّ الثبات لنا ولكل من في الأسر، ودعا نزيلي راجيًا الله أن يشمل أسرهم بالصبر الجميل والرضا، مذكِّرًا إياهم بالاحتساب والثبات.

 

ويضيف نزيلي أن الشدة والأزمات التي يمرُّ بها حاملو لواء الدعوة إلى الله عزّ وجل لا تعني بطبيعة الحال "الابتلاء"، ولكنها تعني أننا على الحق وأننا سائرون في الدرب الصحيح، الذي نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على أداء أمانته التي ارتضياناها وحملناها على عاتقنا، ومستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجلها.

 

سوهاج

ومن محافظة سوهاج توجه الدكتور همام علي يوسف إلى إخوانه المحكوم عليهم في العسكرية برسالة نصُّها: "إننا- وإن رزقنا الله بنفحات نعيشها الآن- نتوجَّه إلى إخوة لنا ساروا في طريق الله، وضحَّوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، لا ذنب جنَوْه إلا أنهم قالوا ربنا الله.. نتوجَّه إليهم بالتحية والتهنئة وكل ما نملك من عواطف ومشاعر لهؤلاء الذين قبعوا في تلك السجون الظالمة، لا ذنب لهم غير أنهم رفعوا راية الله.. فهم رجال بحق ضحَّوا بالغالي والنفيس؛ لذا نبلغهم تحيات جميع الإخوان في جميع بقاع الأرض، ونخصُّ منهم أهل سوهاج، داعين الله أن يخلفهم خيرًا، فثقتنا بالله عز وجل كبيرة، وكل هذه الأحداث لا تزيد المؤمنين إلا ثباتًا وتضحية، فالله تعالى مطَّلع على كل أمر ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)﴾ (غافر)، فما يحدث لكم يطَّلع رب العباد عليه وسيجزيكم أجركم خير الجزاء..

 

تهنئة من القلب يبعثها لكم إخوان سوهاج والصعيد لرجال رفعوا رءوسنا وزادونا عزةً، فلتعلموا أن كل فئات المجتمع الإخواني تدعو لكم بالثبات وبحفظكم أنتم وأولادكم..

 

أحبتنا.. نؤكد لكم أن ألم الطاعة يزول ويبقى أجرها، وألم المعصية يزول ويبقى إثمها، فكل بُعد وعذاب سيزول ويبقى الأجر والثواب من الله تعالى، عندئذ سيكون النصر والصبر، فلتفرحوا أيها الأحبة بما أنتم فيه، فهنيئًا لكم تلك الخلوة مع الله..

 

ونسأل الله تعالى أن يفرِّج عنكم وعن كل مسلم في كرب، فإذا كنتم في سجن صغير فالمسلمون جميعًا في سجن كبير، أما أنتم فأحرار؛ بما تملكون من عِزَّة وكرامة في قلوبكم، أنتم الأحرار وغيركم العبيد..، أنتم أعزة بحب الله..

 

إخوتنا.. نسأل الله أن يقرِّب النصر ويقرِّب لقيانا، فأنتم أساتذتنا ومعلمونا؛ حيث عشنا وتعلمنا كيف نحمل هذا الدين حقَّ الحمل على أيديكم وبين أكتافكم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل".

 

البحيرة

 الصورة غير متاحة

محمد سويدان

  ومن البحيرة بعث محمد سويدان لإخوانه برسالة ملخصها: "إلى إخواننا وآبائنا المعتقلين.. لقد قدمتم لنا نماذج للتضحية في زمن عزَّت فيه مثل تلك النماذج، إنكم قوم نستعيد معكم جيل صحابة الرسول الكريم، الذين ضحَّوا بأموالهم وأنفسهم وبكل ما يملكونه حتى يستشعروا "ربح البيع أبا سُليمان"، أسال الله تعالى لكم الثبات وأن تعودوا لنا سالمين غانمين".

 

وتابع سويدان مستنكرًا ما حدث مع معتقلي الإخوان، واصفًا إياه بأنه شيء يفوق الخيال في عصر طغت فيه المادة، وأصبح لزامًا على كل مصري أن يقدِّم ما ينفع به وطنه ويعزُّ به أمته، وعلى الجانب الآخر نجد شخصيات ناجحة ورفيعة المستوى، أمثال المهندس محمد خيرت الشاطر، والدكتور محمد علي بشر وغيرهما الكثيرون ممن ضربوا مثالاً للتضحية في سبيل دعم تلك الدعوة المباركة؛ يُلقى بهم في غياهب السجون بلا ذنب اقترفوه"!.

 

دمياط 

 الصورة غير متاحة

الحاج أسعد زهران

  وعن أهالي دمياط توجَّه الحاج أسعد زهران بالتهنئة للإخوان جميعهم بـ"عيدهم" الأول خلف أسوار الحرية، كما بعث بتهنئة حارَّة للأحرار المعتقلين في سجون الحرية؛ أنْ ثقوا في وعد الله ونصره ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران).

 

 

الدقهلية

الرسالة التالية جاءت من أهالي الدقهلية.. المحافظة التي فازت بانتماء العديد من الإخوان المحالين للعسكرية إليها، كالمهندس خيرت الشاطر والحاج صادق الشرقاوي وغيرهما؛ لذا بعث الحاج طلعت الشناوي عن إخوان الدقهلية بكلمات قليلة ولكنها عميقة وصادقة، قال فيها: "أنتم لستم بخاسرين، ولكننا وإياكم في مكسب وربح مستمر- فقط- برضا الله والصبر على قَدَره وابتلاءاته، فاصبروا وصابروا واتقوا، وكل عام وأنت بخير، أهنئكم بتزامن هذه الأيام المباركة التي تبعث فينا معاني التضحية التي تقوِّي المؤمن وتُعينه على تقبُّل الصعاب وتحمُّلها والرضا التام بها؛ لأنها قدر الله وقضاؤه، مع عامكم الثاني في الأسر فعليكم بالصبر والرباط".

 

الشرقية

ومع تميزهم بالكرم ودفء المشاعر بعث إخوان الشرقية برسالة حملت كلمات رقيقة تمسُّ قلب القاصي والداني، جاءت تلك الكلمات على لسان عبد الحميد البنداري قائلاً: "إلى إخواننا الأحباب خلف الأسوار، يعلم الله وحده كم مرّت هذه الفترة علينا وأنتم بعيدون عنا، تدفعون ضريبة الحرية والعِزة والكرامة لهذه الأمة، وتسجلون في سجلات وصفحات التاريخ معاني الثبات والصبر والشموخ، وترفضون الذل والهوان، وترفعون رؤوسكمً خفّاقةً عاليةً أمام الظلم والطغيان، وتعلنون للأجيال على مرِّ العصور أن سلعة الله غالية، وأن الدعوة لها ثمن، وأن الإصلاح والتغيير يستحقان من البذل والعطاء أكثر وأكثر.

 

إخواننا.. جزاكم الله عنا وعن الإسلام ودعوته الخالدة خيرًا، ونحن نقدِّر تضحياتكم ونثمِّن جهودكم ونحن على الدرب سائرون، ولبيعتنا محافظون، ولمرشدنا مسدِّدون وناصحون، ولديننا عاملون وغير مبدلين.

 

ونقول لرفقائنا على درب الإصلاح والتغيير من الكتَّاب والمفكرين وأصحاب الرأى: أين هؤلاء الأبطال والقادة العظام من أدبياتكم وكتاباتكم، أليس هؤلاء العظام والأفذاذ أحق من غيرهم بالإبراز وإلقاء الضوء، في زمن عزَّ فيه الرأي وقلَّ الشموخ؟!

 

إخواننا.. لقد ضربتم أروع الأمثلة في الثبات، فاصبروا وصابروا ولا تخفضوا راياتكم ولا تحنوا رؤوسكم ولا تنقضوا عهدكم، فالله خير حافظًا ومؤيد لكم وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

كما توجه ببعض الكلمات لأسر المعتقلين، سائلاً إياهم أن يرى العالم بأسره منهم مدى حبهم لدعوتهم ودينهم، ومدى مؤازرتهم والتفافهم حول ذويهم وأزواجهم وأبنائهم.

 

واستطرد البنداري في رسالته: "قولوا لمن خلف الأسوار: لا تنشغلوا بنا فنحن في حفظ الله وكنفه، ونحن سنكمل بمشيئة الله دوركم مع أبنائكم، وسنكمل المسيرة تحت ظل هذه الدعوة غير مبدلين ولا مفرطين، ونحن بالعهد مستمسكون.

 

ونقول لمن حاكمونا وظلمونا: اتقوا الله في مصر، لقد أتيتم على الأخضر واليابس ونزعتم الأمل من نفوس الشباب وحطمتموهم ودمرتموهم. ولكننا لن نيأس ونستسلم؛ فالمستقبل لنا وليس لكم.

 

نعم فالمستقبل مشرق لهذه الدعوة ولأبنائها.. متى ستفيقون وتعودون إلى رشدكم؟! فالرسول صلى الله عليه وسلم يحذركم "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب"، فنحن نرى بشائر النصر قادمة مسرعة، وستقذف بأمر الله كل من يقف في طريقها، بل ستسحقه سحقًا، وعندئذٍ لن ينفع الندم..﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ (الإسراء: من الآية 51)، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) ﴾ (الروم).