هزيمة جديدة تضاف إلى سجل الفشل الصهيوني تجاه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقياداتها، فرغم هجوم 5 طائرات أباتشى للعدو الصهيوني حوالي الساعة 11:20 من ظهر اليوم (الثلاثاء) على سيارة كان يستقلها الدكتور "عبد العزيز الرنتيسي" القيادي البارز لحماس إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وأسفرت عن إصابة المجاهد الرنتيسي وابنه الذي كان يرافقه بإصابات بسيطة، واستشهاد سائقه الخاص، واستشهاد امرأة وطفلها كانا يمران بالطريق أثناء عملية القصف الغادرة لسيارة "الرنتيسي"، كما أُصيب 25 فلسطينيًا جراء عملية القصف.

وكانت تحوم في سماء مدينة غزة طائرتان مروحيتان حربيتان من طراز "أباتشي" وعند ظهور الهدف الذي كانت تريده الطائرات الصهيونية في شارع "عز الدين القسام" شمال مستشفى الشفاء بالمدينة، أطلقت صاروخًا باتجاه "الجيب" التي كان يستقلها الدكتور "الرنتيسي" وكان جالسًا بالمقعد الخلفي، وأطلقت الطائرات الحربية الصاروخ الأول باتجاه الجيب حيث أصاب مقدمته، وعلى الفور تمكن الرنتيسي ومرافقه الذي يجلس بجانب السائق من الخروج من داخل السيارة، واتبعته الطائرات بإطلاق صاروخ آخر أصاب وسط "الجيب" مما أدى إلى استشهاد السائق.

وتمكن الرنتيسي من الانسحاب مع مرافقه إلى أحد الشوارع الفرعية حيث لاحقته الطائرات الإرهابية بصواريخها إلى الشارع الذي تمكن من الانسحاب إليه، وأطلقت باتجاهه أربعة صواريخ أخرى مما أدى إلى إصابته بجروح ونجاته -بحمد الله وقدرته- من موت محقق.

كما قامت قوات الإرهاب الصهيوني صباح أمس حوالي الساعة العاشرة صباحًا بحصار بيت الدكتور "عبد العزيز الرنتيسي" في "خان يونس" ، ولم يكن في البيت إلا النساء والأطفال، وأخذوا يطلقون الرصاص في كلّ الاتجاهات، ولقد اخترق الرصاص منزل الدكتور مما أدّى إلى إصابة الأطفال بالذعر، ولكن سرعان ما اشتبكت المقاومة الفلسطينية مع قوات الإرهاب الصهيوني مما أدّى إلى تراجعها.

وقال الدكتور "عبد العزيز الرنتيسي" تعقيبًا على هذا الحادث: "إن استهداف الاحتلال للأطفال جزء من البرنامج الإفسادي للصهاينة"، وأكّد أن "هذه الممارسات الإرهابية لن تزيدنا إلا قوة، وتصميمًا على مواصلة طريق الجهاد والاستشهاد حتى عودة آخر لاجئ فلسطيني، وتحرير آخر أسير فلسطيني، واسترداد آخر شبر من فلسطين".

وتعهد قياديون في حركة المقاومة الاسلامية حماس بالرد علي محاولة اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي فقال عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الاسلامية حماس الدكتور محمود الزهار إنه سيتم الرد على محاولة الاغتيال الفاشلة للرنتيسي اليوم في غزة، وأشار إلى أن الرنتيسي أصيب فى محاولة الاغتيال وهو في المستشفى حيث تُجرى له عملية جراحية، وأعلن الزهار في تصريح لقناة النيل المصرية الإخبارية انتهاء الجهود الهادفة للحوار من أجل التوصل إلى هدنة بوقف عملات المقاومة التي تستهدف الإسرائيليين، وقال إن قمة العقبة وقمة شرم الشيخ انتهت ونحن الآن أمام موقف جديد، وهدد بالرد على مسلسل القتل والاغتيالات الذي تنفذه "إسرائيل" تحت حجة خريطة الطريق0

من ناحية أخرى ندد "محمد نزال" عضو المكتب السياسي للحركة في تصريح لقناة الجزيرة القطرية بمحاولة اغتيال عبد العزيز الرنتيسي اليوم في غزة واصفًا إياها "بالآثمة"، داعيًا إلى التصدي لهذه "الجرائم الوحشية"، وقال نزال إن "هذه المحاولة الآثمة تثبت أن الذين يتحدثون عن السلام يتحدثون بلغتين: لغة السلام على طاولات المفاوضات، وعلى الأرض يمارسون استهدافاتهم للشعب الفلسطيني!!".

وأضاف أن هذه المحاولة توضح أنه عندما تقف حماس ضد خارطة الطريق فلأنها "مشاريع كاذبة وأوهام وأنها كالسراب يخاله الظمآن ماء"، وأكد أن "المطلوب الآن ليس الحديث عن خارطة الطريق أو الحوار الوطني، بل عن كيفية مواجهة الاحتلال وكيفية التصدي لهذه الجرائم الوحشية.

وفور انتشار أنباء محاولة اغتيال الرنتيسي تجمهر آلاف الفلسطينيين قرب مستشفى الشفاء، منددين بعملية الاغتيال، وسادت أجواء من البهجة والفرح عقب تأكيد نجاة القيادي الفلسطيني.