- د. الأشعل: لو كانت الجماعة خطرًا على الأمن القومي لوقف الشعب ضدها
- د. رفيق حبيب: حملات لن تؤتي ثمارها وتزيد من شعبية الجماعة
- د. حلمي القاعود: أبواق مأجورة هدفها الإساءة للشرفاء من الشعب
- السفير إبراهيم يسري: القائمون على الهجوم خاسرون على طول الخط
- د. مجدي قرقر: مهاجمو الإخوان عرائس متحركة في أيدي النظام
- أبو العز الحريري: السلطة الحاكمة تتبع سياسية "لي الذراع" مع خصومها
تحقيق- شيماء جلال وإيمان إسماعيل:
مع تفاقم تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، يسعى البعض إلى وسائل يتحايل بها على تلك الأزمة، في شكلٍ يُطلق عليه البعض "سبوبة"، وهي أشبه بعملٍ إضافي لزيادة الدخل- كل حسب مجاله-، وعلى مدار السنوات الماضية، اتخذ البعض مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين كـ"سبوبة" للتربح من ورائها سواء ربح مادي "مباشر أو غير مباشر" أو ربح سياسي للصعود على سلالم السلطة.. ومع زيادة الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر سوءًا، تصدَّرت مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين قائمة التربح الاقتصادي والسياسي، سواء في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة أو داخل ما تُسمَّى بأحزاب الأنابيب أو الأحزاب الورقية، بل وصل الأمر إلى مهاجمة النخبة المثقفة من رموز الوطن المحبين لفكر الإخوان المسلمين وليسوا منهم.
الخبراء والسياسيون اتفقوا على أن حملات الهجوم المستمرة على الإخوان تعود برمتها إلى مجموعةٍ من الأقلام المأجورة من قِبل النظام ارتضت أن تُسيء وتمارس هجومًا على جماعة الإخوان من أجل أن تحظى برضا النظام والسلطة وأجمعوا على أن المتربحين من الهجوم على الإخوان لن ينالوا من الجماعة مهما كان هجومهم وأقلامهم المخادعة تلوي الحقائق.
رُضَّع النظام
د. عبد الله الأشعل
"الإخوان أكبر قوة سياسية في مصر، والمستفيدون من مهاجمتهم ما هم إلا مجموعة من الأطفال والرُّضُّع لنظام عقيم".. بهذه الكلمات بدأ الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، مستنكرًا الحملة الإعلامية والسياسية المُكثَّفة ضد جماعة الإخوان المسلمين، والتي زادت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة.
ويضيف د. الأشعل أن المستفيدين من مهاجمة الإخوان هم العلمانيون الذين لا يعترفون بالله والدين، وغيرهم ممن يخدمون المشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن النظام ينظر إلى الإخوان على أنهم خطر سياسي خوفًا من قوتهم المؤثرة، وخوفًا من انتشارهم وتوسع شعبيتهم.
ويقول د. الأشعل: إن النظام فشل في التعامل مع الإخوان على اعتبار أنهم تهديدٌ للأمن القومي، مؤكدًا أن الإخوان لو كانوا يمثلون خطرًا أمنيًّا لتضامن الشعب مع الحكومةِ في مواجهتهم، ولكن الواقعَ يُثبت غير ذلك من التفافِ العديدِ من قطاعات الشعب العريضة حول الإخوان وتعاطفهم مع الجماعة.
ويشير إلى أن تلك الحملات التي يقوم بها النظام وأعوانه لن تؤتي ثمارها ولن تُؤثِّر في قوة وفاعلية الإخوان، بل هي تثبت فشل الحكومة وتزيد من قوة انتشار الإخوان وتكسبهم مزيدًا من التعاطف والتفاف العديد من القطاعات حولهم.
قطاع صغير
د. رفيق حبيب
ويرى المفكر الدكتور رفيق حبيب أن الحملات الإعلامية ضد جماعة الإخوان المسلمين أصبحت ذات أهميةٍ كبرى لدى النظام؛ بحيث أصبحت تعادل في أهميتها لدى النظام الهجمات الاعتقالية التي يقومون بها، مضيفًا أن غاية النظام الكبرى في الفترة الحالية هي تشوية صورة الجماعة عن طريق الاعتقالات والهجمات الإعلامية.
ويؤكد د. حبيب أن هدف النظام من هذا التشويه هو تخويف قطاع صغير من المصريين ممن لا يمتلكون علاقات مباشرة بالإخوان، ومحاولة منع الجماعة من الوصول إليهم عن طريق تلك الحملات الإعلامية وحتى يتم حصار المساحة التي يمكن أن يؤثروا وينتشروا فيها.
ويشير د. حبيب إلى أن تلك الحملات تتم بشكلٍ مُنظَّمٍ وتخطيطٍ متقن بقيادة وزارة الداخلية؛ لمحاولة التزوير والتشكيك والإساءةِ إلى سمعة الجماعة دون اعطاء الجماعة فرصة للرد؛ لأنها على علمٍ بأن الرد سيكشف تزويرها وألاعيبها.
ويستنكر د. رفيق تحول تلك الحملات من الصحف المستقلة إلى الصحف الخاصة، مشيرًا إلى أن الصحف القومية فقدت مصداقيتها؛ لذلك تحولت الحملات إلى الصحف الخاصة في محاولة منها لاجتذاب تصديق القراء ممن يطالعون تلك الجرائد على الرغم من أنها بدأت هي الآخرى تفقد مصداقيتها لدى القارئ لانحيازها الكامل للنظام.
ويقول د. حبيب: النظام يحاول باستمرار أن يصور الإخوان على أنهم مجموعة ذات عملٍ سري، يقومون بأعمال تهدد الأمن القومي، بهدف تشويه صورتهم، ويتخذ النظام من دور الإخوان المشرف في خدمة القضية الفلسطينية ركيزة أساسية في تشويه صورتهم بأن لهم اتصالاتٍ خارجية"، مؤكدًا أن تاريخ الحملات الهجومية على الإخوان يؤكد أنها لن تُؤتي بثمارها بل تزيد الجماعة قوةً وصلابةً، مضيفًا أنه منذ عام 1995م بدأت تلك الحملات على جماعة الإخوان المسلمين، وبعد عشر سنوات حققت أفضل نتيجة انتخابية في مصر بفوز الإخوان بـ88 مقعدًا في مجلس الشعب؛ فضلاً عن أنها تؤثر على فئة من المجتمع المصري ليس لديها تعامل مباشر مع الإخوان، وبالتالي فإن التأثيرَ يكون محدود والحملات لم تُحقق أغراضها بل تكسب الجماعة كل يومٍ شرعيةً أكبر.
مسرحية هزلية
د. حلمي القاعود
الدكتور حلمي القاعود الناقد الكبير وأستاذ الأدب العربي يبرز أن هناك مسرحيةً هزليةً نسج خيوطها النظام وقام بإخراجها بشكلٍ مضحكٍ مستخدمًا صحفه المأجورة لكي ينال من رجالٍ أفذاذٍ عُرفوا بأعمالهم ومجهوداتهم الإصلاحية، ويشهد تاريخهم الحافل على ذلك.
ويستنكر د. القاعود ما آلت إليه صحف النظام وبعض الصحف المأجورة من التشهير والإساءة لجماعة الإخوان المسلمين أو مَن يتفق بفكره معها، مشيرًا إلى أن المتربح الحقيقي من تلك المسرحية الهزلية هو النظام وأتباعه الموالين له؛ الذي يغدق عليهم الأموال بالملايين من أجل استئجار أقلام تسيء لجماعة تعمل على إظهار الحق وتقف في وجه الظلم مهما كانت عواقبه.
وفنَّد د. القاعود أهداف المتربحون من تلك الهجمات على جماعة الإخوان المسلمين، موضحًا أن تلك الأهداف تتمثل في ثلاث نقاط أساسية، وهي التغطية على الفشل الحكومي المتزايد، والعمل على تشويه صورة الجماعة؛ وذلك ضمن مسلسل التشويه المستمر الذي يمارسه النظام على الإخوان، أما الهدف الثالث لهؤلاء المتربحين فهو ظن واهٍ وضعيف لدى مَن يقومون بالإساءةِ للإخوان والهجوم عليهم بأنهم بممارستهم لذلك الهجوم سيحظون بثقةِ النظام وينتفعون بخيراته ويتربحون من أمواله التي هي في الأساس أموال الشعب الكادح.
عرائس متحركة
د. مجدي قرقر
ويصف الدكتور مجدى قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل هؤلاء ممن يقومون بتلك الهجمات "بالعرائس المتحركة في أيدي الحكومة"، فأينما توجههم يهيموا على وجوههم، وينفذوا التعليمات بلا أدنى عقلٍ ولا أدنى ضمير، مؤكدًا أن أمثال هؤلاء ينتظرون فقط إشارة البدء حتى يبدأوا بالهجوم على الإخوان بمجرد إعطاء الأجهزة الأمنية لهم إشارة البدء.
ويضيف د. قرقر أن هؤلاء ممن يقومون بتلك الحملات الضارية يصدق فيهم قول الشاعر نزار القباني:
الحاكم يضرب بالطبلة وجميع وزارات الإعلام تضخم من فوق الطبلة
والصحف الصغرى والكبرى تعمل راقصةً في ملهى تملكه الدولة
وندد د. قرقر بأخلاقياتٍ هؤلاء ممن اتخذوا الإعلام وسيلة للتربح ويمارسون الإعلام كمهنةٍ بعيدةٍ عن أي قيم وتجافي ميثاق الشرف الصحفي، ولا يتحرون أي دقةٍ أو مصداقيةٍ فيما يكتبون فبعدوا تمام البعد عن أخلاقيات ومهام وأهداف المهنة الصحفية، وهي الكشف عن الحقيقة وعن الفاسدين والخائنين.
ويشير قرقر إلى أن هؤلاء العرائس في أيدي الحكومة يلهثون وراء مكاسب دنيوية زائلة فينتظرون مقابلاً ماديًّا أو ليثبتوا وضعهم في مؤسساتهم أو لإرضاء رؤسائهم، مؤكدًا أن هؤلاء العرائس في لحظات مواجهة مع أنفسهم لن يشعروا بأي راحة، وسيستشعر كذبه وسيعرف حقيقة نفسه.
"لي الذراع"
أبو العز الحريري
أبو العز الحريري عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع وصف سياسة المتربحين من الهجوم على الإخوان بأنها أشبه بسياسة "لي الذراع"، مشيرًا إلى أن النظام يهدف إلى إقصاء جماعة الإخوان المسلمين من المعارضة السياسية في الشارع المصري، وأن النظام لديه تصور خاطئ وفكر عقيم يمارسه خلال تعامله مع جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث إنه يسعى بكل السبل لتحجيم دور الجماعة بممارسة الاعتقالات المستمرة لأفرادها، بالإضافةِ إلى سياسة الضغط المستمرة على صفوفها وقياداتها، في حين أن تلك الممارسات القمعية لصفوف الجماعة تعمل على كسب مؤيدين كثر لها.
ويرى الحريري أن ملفَ التوريث الذي نحن بصدده يعدُّ من أهم العوامل وراء سلسلةِ الاتهاماتِ المتوالية على أفراد وجماعة الإخوان في الصحف الحكومية والخاصة من أجل تمرير الملف بأقل قدرٍ من الضغوط من قبل القوى السياسية، والتي تمثلها جماعة الإخوان بقدرٍ كبيرٍ في الشارع المصري.
خاسرون
السفير إبراهيم يسري
وفيما يتعلق بمكاسب مَن يقومون بالهجوم على الإخوان يؤكد السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مَن يقوم بتلك الحملات على جماعة الإخوان لا مكاسب لهم، وأنهم خاسرون على طول الخط- على حد قوله- مستشهدًا على ذلك بمشاركة الإخوان بأعداد غفيرة في الوقفة الاحتجاجية ضد تصدير الغاز التي كانت بنقابة الصحفيين منذ أيام؛ فتلك الوقفة قدمت فيها جماعة الإخوان درسًا واضحًا للنظام الذي دائمًا ما يحاول مراوغتهم وإقصاءهم، مثبتةً للجميع أنها نسيج مهم وضروري في المجتمع لا غنى عنه، وأن تلك الهجمات لن تنال منها مهما بلغت ذروتها.
ويوضح السفير يسري أن حملات الهجوم على الإخوان تعد عنصرًا مخربًا يحول دون تلاحم قوى الشعب، وأن تلك الحملات لن تمتد للإخوان فحسب، بل ستمتد لعديدٍ من الحركات الوطنية والشعبية التي تسير على خطى جماعة الإخوان.