أشاد خبراء سياسيون بالدور الذي لعبته "جماعة الإخوان المسلمين" في نشر الإسلام بالقارة الإفريقية، وتعميق العلاقات مع شعوبها، بعدما تخلَّت حكومات الدول العربية والإسلامية عن هذا الدور، في الوقت الذي حرص فيه الكيان الصهيوني على توثيق علاقاته، وتقويتها بكل الأطراف هناك.

 

وأجمعوا خلال دورة التثقيف الحضاري التي عقدها مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة مساء أمس، على أن إهمال حكوماتنا لإفريقيا يعد سببًا مباشرًا في الأزمة الحالية بين مصر والسودان من جهة، ودول حوض النيل من جهة أخرى بشأن حصة مصر من مياه النيل.

 

وطالب الدكتور عبد الملك منصور المصعبي المفكر الإسلامي، ورئيس مؤسسة منصور الثقافية، ووزير الثقافة اليمني السابق؛ شعوب الدول العربية والإسلامية بالوقوف صفًّا واحدًا ضد الهجمة الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشددًا على ضرورة أن تتحد الأمة على مواجهة أعدائها.

 

ودعا المصعبي إلى رفض المفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني؛ لأنها لم ولن تأتي بخير، ولا فائدة علينا، مستنكرًا ما آلت إليه أحوال الأمة من انتشار للفساد في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 

وأرجعت الدكتورة حورية توفيق الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة سبب تدهور أوضاع المسلمين في القارة الإفريقية إلى عدم وجود اهتمام حقيقي من حكام العرب والمسلمين؛ للتواصل الفعال والمثمر لنشر الإسلام أكثر ولحل قضاياه، مشيرةً إلى موقف شيخ الأزهر عندما حدثته عن وضع الإسلام بإفريقيا، فرد عليها بقوله: "إحنا مالنا.. ومال إفريقيا"!.

 

وانتقدت ما تمارسه السلطات العربية من تعمد في تغييب الشعوب عن أوضاع المسلمين من حولهم، في الوقت الذي يتلذذ فيه الحكام بمشاهدة دماء المسلمين تسيل في أنحاء إفريقيا بأيدي أتباع الدين الواحد.

 

وأدان الدكتور محمد عاشور مهدي أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية عدم وجود رؤية كلية لتنظيم إسلامي موحد من كافة التيارات الإسلامية، بالإضافة إلى عدم تحديد الأهداف التي نريدها من القارة الإفريقية، موضحًا أن الكيان الصهيوني في المقابل يُحسن اختيار أشخاصه؛ ممن سيعطيهم المنح، ويتواصل معهم بعد عودتهم ويتابعهم، ويمضي معهم بخطى واسعة ومحددة وبرؤى مستقبلية لتنمية وتوطيد العلاقات.

 

وألمح د. عاشور إلى أن معظم الوافدين إلى الأزهر من دول إفريقيا- بدلاً من متابعتهم بعد عودتهم والتنسيق معهم- تتم معاملتهم معاملةً سيئةً، ويعودون إلى بلادهم، وقد أخذوا انطباعًا سلبيًّا عن مصر والمصريين؛ مما يؤثر على صورة الإسلام في إفريقيا.