أكد المستشار "محمد المأمون الهضيبي"- المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- أن الأوضاع الراهنة في العراق وفي فلسطين كشفت كذب الادعاءات الأمريكية، التي روَّجت لها في الفترة الماضية، وقد ظهر ذلك بوضوح في الاعتداءات الأمريكية اليومية على الشعب العراقي، والتي كان آخرها قتل نحو 100عراقي أول أمس, فضلاً عن وصفها لعمليات المقاومة الفلسطينية- التي جاءت ردًا على محاولة اغتيال د. "عبدالعزيز الرنتيسي"- بأنها إرهاب، وذلك بعد ممارستها لحملة إعلامية حاولت أن تؤكد من خلالها على أنها قد جاءت للعراق؛ لتخليص شعبه من ديكتاتورية "صدام حسين"، فضلاً عن إرساء مبادئ الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وتصفية الخلافات بين الاحتلال الصهيوني وحركات المقاومة الفلسلطينية.
كما أوضح "الهضيبي" في تصريحاته ظهر اليوم "السبت 2003/6/14" لجريدة "المانيفاستو" الإيطالية أن الشعوب العربية والإسلامية كانت تدرك منذ الوهلة الأولى للعدوان الأمريكي أنه مجرد عملية استعمارية؛ لأن الشعوب قد تمرست في التعامل مع الاستعمار وتمتلك مقدرة إفراز أهدافه وأطماعه رغم تغليفها ببعض الإيجابيات، مشيرًا إلى أن هذه الدعاية المغلفة أصبحت الآن أكثر وضوحًا، بعد أن اكتشفت النوايا الحقيقية للغزاة والأمريكان الطامعين في ثروات بلادنا.
وعن تصدير الأمريكان لفكرة الديمقراطية إلى منطقة الشرق الأوسط نفى "الهضيبي" أن يكون لدى الأمريكان أي أدبيات أو فكر عن الديمقراطية، مؤكدًا أنه ليس معقولاً أن يأتي الاستعمار بالخير لبلد قام باحتلاله، أو أن ينصب حكومة معبّرة عن رغبات الشعب وأمانيه، بل يأتي بحكومات موالية له، مستشهدًا بنموذجي "حامد قرضاي" في أفغانستان، و"محمود عباس أبو مازن" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهاتان السلطتان لا علاقة لهما بالشعب أو بالنموذج الديمقراطي، وإنما يقتصر دورهم على العمل لصالح المستعمر.
وعن "خارطة الطريق" أوضح "الهضيبي" أن هذه الاتفاقية وُضعت في الأساس للقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية التي أيقنت أن سلاح المقاومة والعمليات الاستشهادية هو السلاح الوحيد لمواجهة المحتل الصهيوني, واستنكر فضيلته موقف الولايات المتحدة الذي يصف عمليات المقاومة بأنها إرهابٌ، في الوقت الذي لم تقبل فيه هذا الوصف في محاولة اغتيال "د. عبدالعزيز الرنتيسي", بل إن "بوش" ذهب إلى أبعد من ذلك، ودعا جميع دول العالم إلى التكاتف لمواجهة حركات المقاومة والقضاء عليها. وتساءل "الهضيبي" هل مقاومة الفرنسيين للقوات النازية المحتلة فترة الحرب العالمية الثانية تعتبر إرهابًا؟!! أم أن للفرنسيين الحق المشروع في مواجهة المعتدين؟!
وحول أثر الوجود الأمريكي في المنطقة أشار فضيلته إلى أن الوجود الأمريكي في قلب الوطن العربي يُشعر الشعوب العربية بعدم الأمان، سواء في سوريا أو في مصر أيضًا، فاحتلال العراق- إضافةً إلى تأثيره على الشعور بالأمن- أثر أيضًا على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبات واضحًا أن من أجندة الأهداف الأمريكية هو تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.