في حلقة جديدة من مسلسل الإرهاب السلطوي وتأكيدًا لسياسة العنف والاستبداد، وتكريس القمع تجاه جماعة الإخوان المسلمين؛ تم إلقاء القبض على 12 من قيادات الإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة في مقدمتهم محمد سويدان مسئول المكتب الإداري لإخوان المحافظة، والدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس الشعب السابق؛ وذلك أثناء وجودهم في منزل الدكتور عدلي حسين بمركز حوش عيسى.
وأجمع خبراء وسياسيون على أن تصعيد تلك الحملات يأتي في ظل تفاقم حالة القمع والاستبداد التي يمارسها النظام ضد جماعة الإخوان في محاولة منه لتكبيل أيدي الجماعة وملاحقة قياداتها بغية التأثير على شعبيتهم في الشارع المصري وتوجيه اتهامات ملفقة ومكررة إليهم، وأكدوا أن تلك الحملات القمعية تأتي بعكس ما يهدف إليه النظام حيث تزيد من شعبية الجماعة وتكشف النقاب عن الوجه القبيح للنظام المستبد.
وأمام مشهد الاعتقال الأخير لـ12 من قيادات الجماعة استطلع (إخوان أون لاين) آراء الخبراء والمتخصصين يعرضها لكم في سطور التحقيق التالي:
حملات متلاحقة
د. عصام العريان
يقول الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين إن هناك حملة متصاعدة منذ شهور ضد الإخوان منذ فترة وإن كانت تنم عن شيء فإنها تكشف عن عورة النظام الذي برز لنا جليًا أنه لا يحترم دستورًا أو قانونًا أو أي شأن حقوقي تقره مواثيق وحقوق الإنسان.
ويؤكد أن النهج الذي يتبعه النظام مع الجماعة لن ينال منها ولن يثني أفرادها عن الاستمرار في مجهوداتهم وأعمالهم الإصلاحية.
ويضيف أن شعبية الإخوان تزداد مع ازدياد وتيرة الحملات الاعتقالية؛ ولكن النظام يدفعه خياله إلى أنه قد يحدث بتلك الحملات ضعفًا أو إجهاضًا للدماء المتجددة بالجماعة.
ويستنكر العريان التقصير من جانب مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، موضحًا أن عددًا من جمعيات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الخاصة تجاهلت قضايا الإخوان وحملات الاعتقال العفوية التي تتم تجاهها ولعل هذا يؤكد مدى سيطرة النظام على كافة مؤسسات الدولة.
واختتم العريان كلامه قائلاً: "قد تكون تلك الحملات مقدمة مبكرة للانتخابات البرلمانية؛ رغبة من النظام في تحجيم دور الإخوان ولكن يحدث ذلك فكل شيء نهاية ولعل العهد الذي نعيشه ينبئنا بأن نهاية ذلك النظام الفاسد باتت وشيكة للغاية".
تخبط!
د. مجدي قرقر
الدكتور مجدي قرقر الأمين العام لحزب العمل يضيف قائلاً: إن الأمور تتطور إلى الأسوأ لدى النظام في تعامله مع كافة المعتقلين وعلى رأسهم الإخوان المسلمين، موضحًا أن الاعتقالات قديمًا لدى النظام كانت تتم عن طريق توجيه طلب بالتوجه إلى أمن الدولة ثم يتم التحفظ عليه، دون وجود ترويع لأهل المنزل ودون تصعيد غريب دون وجود مبررات.
ويعلق قرقر أن اعتقال شخص مثل جمال حشمت وهو شخصية وطنية، ويتم تقديرها واحترامها من كافة الأطراف، وله آراء يحترمها الجميع، ما هو إلا إهانة لمصر بأكملها، ووضع مرفوض وفي حاجه إلى إعادة نظر.
ويشدد على ضرورة أن يلجأ النظام إلى مواجهة صريحة وواضحة مع الإخوان ماذا يريد تحديدًا؟ وما هي نقاط الخلاف؟، مفسرًا عدم لجوء الأمن لهذا الأسلوب ما هو إلا اعتراف منه بفشله الذي فاق الحدود ويدل على حماقته وتخبطه.
ويؤكد قرقر أن هذا السيناريو ليس جديدًا على الأجهزة الأمنية المصرية بل قديم ويتبعه النظام مع الإخوان بشكل متلاحق، كمحاولة منه لتكبيل الجماعة وإشغالها بالالتفات إلى هذه الضربات بشكل متلاحق وعدم استكمال تحركتها ونجاحها.
إجرام!
صبحي صالح
ويقول النائب صبحي صالح عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب إن الأمن الذي استحل لنفسه أن يلقي مواطنًا من الدور الرابع من المتوقع له أن يقوم بالمزيد من تلك الأفاعيل الإجرامية. مضيفاً أنها من أساليب النظام التي لا تمت للقانون ولا للإنسانية بصلة والتي تزداد يومًا تلو الآخر وينوع في أشكالها.
ويؤكد أن النظام اعتاد الإجرام وجعله أسلوبًا ممنهجًا وعنوانًا يعرف به ولا ينفك عنه، مشيرًا إلى أنها أساليب ورسائل مرفوضة ضد الإخوان لأنهم لا يعاملون بمنطق التخويف أبدًا لأنهم أصحاب عقائد وفكر.
ويرى النائب أن توقيت الاعتقالات ليس غريبًا على النظام لأن مصر قادمة على فترة عصيبة من توريث وانتخابات وأزمة فلسطين مما جعلها في مأزق فكل ما تمتلكه هو القيام بحملات طائشة وهمجية، مما يشير بقوة إلى إفلاس النظام لكل ما يمتلك من وسائل بعدما عجز عن مناقشة الإخوان.
ويضيف أن النظام بهذا ممثلاً في الأجهزة الأمنية والذي قام بتحويل كل أفراده لأجهزة أمن ومخابرات، يضرب بيده على الماء لمحاولة النجاة بعدما أثبت فشله وعجزه من خلال سياسته العبثية.
ويعلق أبو العز الحريري القيادي بحزب التجمع على هذا الأمر قائلاً إن النظام يهدف بهذا إلى قصقصة ريش الجماعة، ورغم ثبوت فشله بهذا الأسلوب طوال السنين الماضية في المساس من قوة الإخوان إلا أنه ما زال يتبع نفس الأسلوب بل يصعد منه ويتنوع في التفنن في أساليبه.
ويستنكر الحريري تطور الأساليب وتنوعها ضد الإخوان في القبض عليهم من كسر أبواب ومن القفز فوق أسطح الجيران ودخول البيت من النافذة بدلاً من الباب، على الرغم من أنه حتى الآن لم يثبت أن تم العثور على مفرقعات في منازلهم أو وجود أي شيء مخالف، فضلاً عن عدم وجود أي مقاومة تذكر من جانب الإخوان الذين يتم القبض عليهم بل ينفذون الأمر في الحال.
ويتوقع الحريري أن الفترة القادمة ستشهد مزيدًا من التصعيد من جانب النظام على الإخوان وأن الوضع سيتردى كثيرًا، مشيرًا إلى أنها عملية شد وجذب وضغط نفسي على الإخوان حتى يتوقفوا عن أداء رسالتهم ذات التأثير الذي لا يستطيع أن ينكره أحد.
نظام بلا مصداقية
عبد الحليم قنديل
الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية، بدأ حديثه عن حملة الاعتقالات الأخيرة قائلاً: "إننا أصبحنا أمام نظام أمني متضخم لا يملك أي مصداقية أو أسلوب سياسي هادئ ولكن كل ما يملكه هو عصا الإرهاب والاعتقالات الوحشية والهمجية ولعل استمرار مسلسل الاعتقالات تجاه جماعة الإخوان يؤكد على ضعف وهشاشة ذلك النظام في مواجهة جماعة بثقل جماعة الإخوان المسلمين".
ووصف قنديل اعتقال النظام لقيادات ورموز جماعة الإخوان بأنه عنصرية متشددة، مشيرًا إلى أن حملات الاعتقال تأتي بأسلوب عنصري وهمجي تجاه جماعة الإخوان بالتحديد بغية إنهاك الجهاز التنظيمي لدى الجماعة ظنًّا منهم بأن تلك الاعتقالات قد تنال من الجماعة أو تضعف منها.
وفي ذلك السياق أكد قنديل أن تلك الحملات تكشف عن إفلاس النظام وأنها تحقق عكس ما يهدف له النظام؛ بمعنى إنه إذا كان يهدف النظام لإضعاف الجماعة والعمل على تقليل شعبيتها فإن ما يحدث يكون العكس حيث يزداد التعاطف مع الإخوان بشكل أكبر؛ لا سيما أن حملة الاعتقالات التي أجريت مؤخرًا بشكل وحشي لمنازل عدد من قيادات الجماعة بمحافظة البحيرة تكشف النقاب عن أنياب النظام المستبد أن يمارس الإرهاب والعنف تجاه الأفراد المشهود لهم بالكفاءة والاحترام في أعمالهم وعلى المقابل يترك النظام المفسدين بالبلاد ولا يلقي لهم بالاً بل يدعمهم ويقوي شوكتهم.
حينما سألنا الدكتور قنديل عن موعد لنهاية ذلك المسلسل الإجرامي تجاه الجماعة أوضح أن المسلسل ذو أبعاد مستمرة ولن ينتهي ما دامت الجماعة مستمرة في نشاطها وعملها في محاربة الفساد والظلم؛ فضلاً عن أن القمع والاستبداد أصبح أداة من أدوات النظام المصري.
تعسف وفجاجة
عبد الغفار شكر
ومن جانبه أبدى عبد الغفار شكر القيادي بحزب التجمع اندهاشه مما آل إليه النظام المصري في التعامل مع جماعة الإخوان، واصفًا ما يحدث من اعتقال وانتهاك لحرمات منازل مثلما يحدث مع الإخوان أصبح أمرًا فجًّا ولا يمكن احتماله وكأنه أصبح عرضًا مستمرًا تمارس فيه الحكومة القائمة ونظامها الفاشي دور المستبد والقامع للحريات؛ ومع مرور العديد من السنوات على عمر جماعة الإخوان فلم يتوان النظام في تقييدهم وإلقاء التهم المزورة عليهم بلا وجه حق.
وعن هدف النظام من وراء تلك الحملات القمعية أشار شكر إلى أن النظام بدأ رحلة الاستعداد للانتخابات بشكل مبكر؛ ولذلك لم يكن غريبًا عليه أن يجري أي حملات قمع أو اعتقال تجاه قيادات الجماعة في تلك الفترة خاصة أن النظام أصبح لديه هاجس من جماعة الإخوان المسلمين.