في تصريحه لصحيفة (القدس العربي) أكد الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن حماس ستوقع على ورقة المصالحة المصرية كما هي في نهاية الشهر الجاري، وهو تصريح يحمل العديد من الدلالات، خاصةً حين صدوره من شخصية بثقل ووزن الدكتور الدويك، المصالحة ما زالت تعاني المخاض الأليم في هذا الوقت الحرج من حياة المجتمع الفلسطيني والقضية سواء بسواء، والمصالحة كانت وما زالت ضرورة ملحة لكافة الفصائل والأطراف والأطياف رغم ما تعانيه من انسداد وما يقف أمامها من حواجز وسدود إلا أن الجميع يوقن أنه لا حلَّ دونها، بل إنها أصبحت الممر الوحيد والآمن نسبيًّا لمجموعةٍ من الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعب الفلسطيني على كل الأرض الفلسطينية، هناك مشكلات نعم، وتجاذبات نعم، وربما تنازلات لا تمس الثوابت، لكن لا فكاك عن المصالحة لاعتباراتٍ منها:

 

* فك الحصار الآثم عن المليون ونصف المليون من سكان غزة البواسل الذين تحملوا- دون ذنب- حصاد الخلاف بين الإخوة الفرقاء، وانعكس على توفر الحدود الدنيا من احتياجات ومتطلبات الحياة الإنسانية، في ظل صمت بل وتآمر الأشقاء والأعداء سواء بسواء!.

 

* إعادة الإعمار لغزة وهو استحقاق قانوني بنص المواثيق الدولية، ونضالي كمكافأة على الصمود الرائع والمبهر لهذا الشعب، وهذه المقاومة البطلة وإنساني، فضلاً عن كونه واجبًا شرعيًّا ودينيًّا على بلاد وأنظمة العرب والمسلمين.

 

* حماية النظام السياسي الفلسطيني من الانهيار، خاصةً بعدما تحولت غالبية مؤسسات السلطة من الشرعية إلى مؤسسات مجمدة أو تسيير أعمال، فالرئيس محمود عباس يحمل لقب المنتهى ولايته، والمجلس التشريعي مجمد، وحكومة حماس الشرعية تحولت إلى حكومة مقالة، وحكومة فياض فاقدة الشرعية، والباقية تأتي!!.

 

وأخيرًا، ضمانات الالتزام والنجاح غير كافية، فضلاً عن الانحياز غير الرشيد لطرفٍ دون طرف من الوسطاء والشركاء معًا، لكن تبقى السياسة "فن الممكن" هي الفرصة المتاحة ولو مؤقتًا.

---------

* كاتب مصري