أكد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الأمة الإسلامية إذا أرادت أن تعيد للإسلام مجده ومكانته وسابق عهده؛ فعليها أن تتلمَّس دروس الهجرة وما فيها من معالم وخطوات، وأن تسعى جاهدةً لتحقيق تلك المقومات في ذواتها وواقع حياتها.

 

وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "الهجرة.. ومقومات نهضة الأمة": إننا في حاجةٍ للمنظومة الأخلاقية الإسلامية التي أرسى قواعدها الإسلام الحنيف، مشيرًا إلى أن الأحداث التي نحياها تبيَّن مدى احتياج الحضارة الإنسانية لهذه المنظومة لإنقاذها؛ مما ألم بها ولتقودها نحو طريق النجاة، طريق الله القويم.

 

وشدد على أن أهم هذه المقومات التي ترفع من شأن الأمة هي الإخلاص التام لله، والتجرد الكامل لوجهه الكريم، واستشعار معية الله وحسن الصلة به، والثقة واليقين في نصره لجنده، وقوة الإرادة وعلو الهمة، والجهاد والتضحية والبذل والصبر والثبات، وحسن الإعداد والتخطيط، والتوظيف الأمثل، ويغلف كل ما سبق حب كبير وأخوَّة صادقة وأمانة ووفاء وسمو في العلاقة بين كل أفراد الصف على كافة المستويات.

 

وضرب فضيلته أمثالاً من الهجرة وما تبعها من مواقف حين قال: "الهجرة صورةٌ صادقةٌ تبرز أهم الملامح المميزة للمهاجرين الذي أُخرِجوا إخراجًا من ديارهم وأموالهم، أكرههم على الخروج الأذى والاضطهاد والتنكر من قرابتهم وعشيرتهم في مكة، لا لذنبٍ إلا أن يقولوا ربنا الله، ليجدوا الأنصار يقاسمونهم أموالَهم وإن كانت جهد المقلّ، ولكنَّ قلوبَهم وسِعَت كلَّ من وفد عليها، وهكذا تحقق معنى الوحدة الحقيقية، من معرفةٍ إلى صداقةٍ، ومن صداقةٍ إلى حبٍّ، ومن حبٍّ إلى إيثارٍ".

 

وأضاف: "لقد شهد العام الماضي ازدياد روح العنصرية الغربية لكل ما هو إسلامي ومحاربتهم للحجاب، والذي وصل ذروته لحد القتل على أساس الدين، وهو ما حدث بقتل صيدلانية مصرية لتمسكها بحجابها وتعاليم دينها، وكانت ثالثة الأثافي نتائج الاستفتاء السويسري على حظر بناء المآذن، وهو ما يؤكد تنامي روح العداء والعنصرية لكل ما هو إسلامي في الغرب، وهو ما يدعونا لمواجهته بالتمسك بالإسلام وتعاليمه والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وضرورة إعطاء الغرب والغربيين الصورة الصحيحة للإسلام بالقدوة الحسنة والسلوك القويم والممارسات السوية.

 

واستطرد: "قادة الفكر الغربي ينادون بتطبيق مبادئ الإسلام بعد أن تركناها نحن وتخاذلنا عن العمل بها، وتناسينا أن من أهم نتائج الهجرة إقامة الدولة الإسلامية وتقوية أركانها وبناء الاقتصاد الإسلامي وبناء السوق الإسلامية التي واجهت السوق اليهودية، إلا أن الحكومات والأنظمة، كما يحدث في مصر تستمر- وبكل أسف- في سياسة اعتقال الشرفاء من أبناء الوطن وتلفيق التهم الباطلة لهم والزج بهم في السجون دون مراعاة لأبسط حقوقهم الدستورية والقانونية.

 

واختتم فضيلته رسالته بتوجيه رسالةٍ إلى الإخوان قال فيها: "أنتم القلب النابض لهذه الأمة، وأنتم ضميرها الحي وعلى قدر وعيكم ونهضتكم تنهض الأمة؛ فاستشعروا عظم الأمانة وضخامة المسئولية الملقاة على عاتقكم، واعلموا أن من واجباتكم الأساسية: النهوض بالأمة والمساهمة الفعَّالة في أدائها لدورها الإصلاحي تحقيق مقومات هذا الإصلاح وواجباته في أنفسكم قبل دعوة غيركم.. فسيروا أيها الإخوان على بركة الله، عاملين على إعلاء كلمة الحق، التي يجب أن تتجه إليها قلوبكم وجوارحكم اتجاهًا قويًّا".

طالع الرسالة