الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه..

يتابع الإخوان المسلمون بقلق شديد وانزعاج كبير استمرار الحصار الظالم على قطاع غزة، بعد عام كامل من العدوان الصهيوني البربري الوحشي الذي وقع عليهم بكل أنواع الأسلحة المحرمة، وبمساندة أمريكا وحلف الأطلنطي، وسط صمت كل الحكومات والنظم العربية، وعلى الرغم من صدور قرارات من جهات دولية عديدة كالأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية؛ بضرورة فك الحصار عن غزة، على الرغم من ذلك ما زال الحصار الظالم مستمرًّا.

 

والآن- ومع كل الأسف- يشتد الحصار بمساهمة مصر؛ ما يؤدي إلى زيادة المعاناة لأبناء فلسطين، ويجري بناء جدار فولاذي عازل على الحدود المصرية/ الفلسطينية، وبتخطيط وتصميم وتنفيذ الأيدي الأمريكية الصهيونية الآثمة، ويتذرع النظام بحجج واهية كلها باطلة، وبدعوى أن هذا الجدار من أجل الأمن القومي المصري.

 

إن المحافظة على الأمن القومي المصري تتطلب الوقوف أمام التهديدات الصهيونية، والعمل على مساندة ودعم الشعب الفلسطيني في مواقفه ورفع الحصار الواقع عليهم.

 

وفي ذات الوقت تمنع السلطات المصرية قافلة "شريان الحياة" الإغاثية من الدخول إلى غزة، ويتعلل النظام مرة أخرى بحجج واهية ومستفزة.

 

إن الواجب الشرعي والقومي والإنساني والقانوني يفرض علينا أن نهب لنصرة إخواننا المستضعفين المحاصرين، فقضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين جميعًا، والقدس من أقدس البقاع لدينا، والمليون ونصف الذين يعيشون في غزة إخواننا، وهم على الأقل بشر يحرم حصارهم وإيذاؤهم، فضلاً عن تجويعهم وخنقهم، وخصوصًا بعد التدمير الرهيب الذي لحق بالقطاع نتيجة الحرب الجائرة التي شنَّها عليهم الصهاينة في العام الماضي، وتركهم يبحثون عن المأوى والعلاج والدواء والطعام، وقد سبق أن صرَّح رئيس الجمهورية أنه لن يسمح بتجويع أهل غزة، وقد أفتى كثير من علماء المسلمين بحرمة إقامة هذا الجدار القاتل.

 

لقد آن الأوان أن نرفض إملاءات الأمريكان والصهاينة، وأن ننهض بواجباتنا، وأن نتقي الله في هذه القضية، وفي أرواح وحياة إخواننا في غزة، بل في الأمن القومي المصري، فمثل هذه الإجراءات تمهِّد الطريق أمام الصهاينة، وتفتح شهيتهم للسير في تحقيق مشروعهم القومي التوسعي العنصري الاستيطاني.

 

لذلك فإننا نطلب إيقاف تنفيذ الجدار القاتل حتى لا نشارك في هذه الجريمة، وضرورة أن يسمح لقافلة "شريان الحياة" الإغاثية بالدخول إلى غزة فورًا، فضلاً عن مطلب الأمة الدائم بحتمية فتح معبر رفح بصفة دائمة كنقطة حدودية طبيعية، وفي هذا إنهاء لمشاكل التهريب وغيرها.

 

﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)﴾ (المائدة).