- د. حسن نافعة: فتح مجالاً لتداول السلطة داخل كبرى حركات المعارضة

- د. عمار حسن: ترْك الفرصة أمام قيادة جديدة قرار جريء يستحق الإشادة

- د. عاطف البنا: مؤشر إيجابي يوضح قدرة الإخوان على ممارسة الديمقراطية

- د. رفيق حبيب: يعطي حيويةً للجماعة وينشط هيكلها التنظيمي والفكري

- عبد الغفار شكر: رسالة عميقة المغزى لقيادات العمل الوطني المصري

- د. عبد الجليل مصطفى: الدرس الإخواني صورة حقيقية للديمقراطية

 

كتب- محمد يوسف:

"علامة فارقة" سجَّلها فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين باكتفائه بفترة ولاية واحدة في موقعه، وهي المبادرة التي وصفها المراقبون والسياسيون بـ"المبادرة الجيِّدة"، ومع تصاعد الهجمة الأمنية والرسمية ضد الجماعة تأتي تلك الخطوة الشجاعة لتؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين صاحبة التاريخ العريض في الشارع المصري قادرةٌ على إحداث التغيير الذي ينتظره الشارع المصري.

 

اكتملت الصورة بإجراء انتخابات شاملة للمكاتب الإدارية للجماعة بالمحافظات ومكتب الإرشاد، يلحقه قريبًا انتخابات لمجلس الشورى العام، وهو ما وصفه المراقبون بالنقلة النوعية لجماعة الإخوان المسلمين كبرى حركات المعارضة المصرية، وأن تلك الخطوة رسالة إلى كل الشخصيات والمؤسسات والحركات والأحزاب مفادها تأكيد مبادئ الديمقراطية التي تسمح بتداول السلطة ومنح الأجيال المتعاقبة الفرصة في المشاركة الفعلية في صنع القرارات المصيرية، وأن المحاولات المتتالية للنظام الحاكم لتمرير مشروع التوريث سيقف له الشارع المصري بالمرصاد.

 

(إخوان أون لاين) استطلع آراء السياسيين وقيادات الأحزاب والمهتمين بالشأن العام حول تنفيذ فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابع لجماعة الإخوان المسلمين قراره باكتفائه بفترة ولاية واحدة، وحول مفاد الرسالة التي يريد أن تبعثها الجماعة للمجتمع المصري، وما تأثير تلك الخطوة على الممارسة السياسية للجماعة، وعلاقتها بالحركات والأحزاب السياسية.

 

موقف حرج

 الصورة غير متاحة

 د. حسن نافعة

يؤكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن قرار الأستاذ محمد مهدي عاكف بالاكتفاء بفترة ولاية واحدة جيِّدة للغاية، ويفتح مجالاً حقيقيًّا أمام تداول السلطة داخل كبرى الجماعات المعارضة في مصر.

 

ويُستبعد أن يكون هناك تنسيق بين الجماعة والنظام الحاكم على تمرير انتخابات مكتب الإرشاد الأخير أو المرشد الجديد، قائلاً: إن النظام المصري فقد عقله في التعامل مع قوى المعارضة، وأن خطواته السريعة لإنجاز ملف التوريث تجعله يتعامل بغلظة مع معارضيه، وأن خطوة مثل خطوة مرشد الإخوان السابع تجعل النظام في موقفٍ حرج، بغض النظر عن اللغط الذي ثار حول الانتخابات.

 

ويطالب د. نافعة الجماعة بأن تنشط في الفترة القادمة بشكلٍ خاص على الصعيد السياسي مع اقتراب استحقاقات تشريعية ورئاسية العام الجاري والقادم، ومواجهة ملف التوريث بالتضامن مع القوى الوطنية المصرية الشريفة، وممارسة الضغوط على عناصر الفساد في النظام ولإعادة مصر إلى مكانتها السياسية والتاريخية.

 

حيوية

 الصورة غير متاحة

د. رفيق حبيب يصافح أ. عاكف

ويصف الدكتور رفيق حبيب قرار فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف بالاكتفاء بفترة ولاية واحدة بالخطوة الجيدة، تقوم على مبدأ تجديد دماء القيادة والأشخاص، مشيرًا إلى أن اتخاذه هذا القرار من اليوم الأول وإصراره على تنفيذه يُحسب له، ويفتح بابًا واسعًا لتدوير المناصب، ويضيف على الجماعة حيوية، وينشط هيكلها التنظيمي والفكري.

 

ويؤكد أن تلك اللحظة التاريخية التي يمر بها الإخوان لها رمزية خاصة، وتشير إلى تحول قيادة الجماعة من جيل الرعيل الأول الذي عاصر الأمام المؤسس حسن البنا إلى أجيال جديدة عاشت أوضاعًا مختلفة لها ظروفها وإستراتيجياتها الخاصة في إطار المنهج الفكري المستنير للجماعة، مشيدًا بقدرة الجماعة على تفعيل القواعد في الانتخابات الأخيرة، واعتماد مبدأ المؤسسية والشورى في العمل داخل الجماعة.

 

ويضيف د. رفيق حبيب أن التغيير كان سيحدث بالقطع في أي وقت، لكن النجاح الحقيقي الذي يُحسب للأستاذ مهدي عاكف المرشد السابع هو قدرته على إخراج الجماعة وإبرازها إعلاميًّا، وتقوية الحوار الداخلي بين مؤسسات الجماعة، والخارجي بين الأطياف السياسية المختلفة.

 

مؤشر إيجابي

 الصورة غير متاحة

عاطف البنا

ويقول الدكتور عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة: إنه بالتأكيد قرار جيد، ومؤشر إيجابي يوضح قدرة جماعة الإخوان على ممارسة الديمقراطية، متمنيًا أن تحذو الأنظمة الحاكمة والمنظمات والهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية حذو الإخوان في تداول السلطة.

 

ويؤكد أن الجماعة مُقبلة على فترة مهمة في تاريخها الدعوي والسياسي وأمامها تحديات جسام، وعليها أن تستعد لها في الفترة المقبلة، وخاصةً مع وجود مُرشد جديد وقيادة جديدة، وقدرتهم على مواجهة تلك التحديات في ظل التعنت الحكومي والأمني ضد الجماعة، وأيضًا مع التحديات السياسية المقبلة مع اقتراب الانتخابات التشريعية بشقيها الشورى والشعب العام الجاري، والانتخابات الرئاسية العام القادم. 

 

إشادة

ويؤكد الدكتور عمار علي حسن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أن قرار الأستاذ عاكف تقليد مهم للغاية في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، وأنه كان شجاعًا لأقصى درجة في تلك الخطوة، مشيرًا إلى أن رحيله بقرار شخصي نابع منه تاركًا الفرصة أمام قيادة جديدة؛ قرار جريء يستحق الإشادة. 

 

ويضيف أن هذا القرار والخطوة الجريئة تبعث برسالة إلى رئيس الجمهورية وقيادات الأحزاب الذين لا يتركون للصف الثاني فرصة الانطلاق والظهور واعتلاء المناصب؛ لأن الإخوان بتلك المواقف المشرفة لا يشكلون محطة مهمة لهم فحسب بل تعطي مثلاً مهمًا في الحياة المصرية أمام مجموعة "المومبات" الحاكمة الذين أصبحوا "كأنهم خشب مسندة" ويصرون على التمسك بمقاعدهم حتى الموت.

 

ويشير إلى أن الخطوة التي أعقبها اختيار مكتب إرشاد جديد مهمة وأفضل بكثير من الانتخابات التي تجري في الدول العربية، والتي تتحكم فيها المصالح والتزوير والعصا الأمنية والقمع والاعتقال، وأفضل بكثيرٍ من التعيين والاختيار الذي قد تحكمه بعض وجهات النظر الشخصية.

 

درس وطني

 الصورة غير متاحة

د. عبد الجليل مصطفى

ويقول الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام السابق لحركة كفاية: إن تلك الخطوة الطيبة تستحق الثناء، ودرس سياسي ووطني يتعلم منه الجميع روح القيادة التي بثَّها الأستاذ محمد مهدي عاكف في جسد الحياة السياسية المصرية، مشيرًا إلى مبدأ تداول السلطة الذي يتبناه الإخوان في اختيارات قيادتهم.

 

ويقول: إن أكثر المشاكل التي تواجه النظام الحاكم في مصر هي تأبيد المسئولين في السلطة وتمسكهم بمقاعدهم وإقصائهم للوجوه الشابة و"الكاريزمات" المتميزة بتشويههم أو القضاء عليهم، مشيرًا إلى أن الحياة السياسية المصرية أصابها التكاسل والخمول في ظل تغول العصا الأمنية، قائلاً: "لعل ذلك الدرس الإخواني يعطي صورةً حقيقيةً عن الديمقراطية السلمية التي نفتقدها في حياتنا المصرية".

 

ويضيف أن جماعةً وطنيةً كبيرةً بحجم الإخوان المسلمين بمواقفها الوطنية تثبت مرونة حقيقية، مشيرًا إلى أن حركة ديناميكية تطرأ في مواقفها وسياستها لها أثر كبير على الحياة السياسية والعامة المصرية ولها مردود طيب، لا بد من حدوث حوار وتكاتف مشترك بينها وبين الأطياف السياسية الوطنية.

 

رسالة سياسية

 الصورة غير متاحة

عبد الله السناوي

ويقول عبد الله السناوي رئيس تحرير جريدة "العربي" الناصري: إن قرار المرشد العام السابق باكتفائه بولاية واحدة هو اعتراف منه بحقائق الحياة، إن العطاء بعد الثمانين ينتقص من كفاءة الأداء، وفي ذلك رسالة إلى مؤسسة الرئاسة التي يأبد فيها الحكم، ويمنع فيها تداول السلطة، بل أكثر من ذلك محاولته لإنجاز ملف التوريث.

 

ويشير إلى أن تلك الرسالة الإيجابية التي حملها قرار المرشد السابق تعد تطورًا كبيرًا في الأداء السياسي لجماعة سياسية كبيرة بحجم الإخوان المسلمين، وتُرسي قواعد ديمقراطية في الشارع السياسي المصري الذي يعاني حالةً من الكبت والقمع، متزامنة مع تغول الأمن في مناحي الحياة وسيطرة رءوس الأموال والاحتكار وتفشي الفساد.

 

وشدد على ضرورة أن تستكمل الجماعة طريقها الديمقراطي، وأنه على المرشد الجديد ومكتب الإرشاد المنتخب تقديم رسالة إيجابية فيها انفتاح على المجتمع، وتقديم تصور حول الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي تشارك فيه القوى السياسية العاملة على الساحة المصرية.

 

تجديد دماء

 الصورة غير متاحة

عبد الغفار شكر

ويؤكد عبد الغفار شكر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي نائب رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية أن مبادرة المرشد العام السابق بتخليه عن موقعه إيجابية للغاية، تحمل في طيَّاتها رسالة سياسية عميقة لقادة العمل السياسي المصري، مشيرًا إلى أن تلك المبادرة في الأساس- بحسب وجهة نظره- موجهة إلى مؤسسة الرئاسة بقصد إحراجها، ويرى أن تلك الخطوة لا بد أن يتستتبعها تغيير في المادة 77 بحيث يتم اقتصار مدة الرئاسة على فترتين فقط؛ بحيث يُسمح لآخرين بتولي المسئولية وتجديد الدماء والوجوه.

 

ويضيف أن تنفيذ الأستاذ مهدي عاكف وعده باكتفائه بولاية واحدة في منصبه كمرشد عام سابع للجماعة يعطي مصداقية له ولجماعته في الشارع المصري، قائلاً: "وسيكون مردودها واسعًا، وكأنها تقول: اللي عاوز يتكلم عن الديمقراطية عليه أن ينفذها ويطبقها كما فعل الإخوان".

 

وعد فأوفى

ويضيف المستشار مرسي الشيخ القيادي بحزب الغد الليبرالي، ورئيس مركز العدالة الإنسانية لحقوق الإنسان أن الأستاذ عاكف "وعد فأوفى"، فبغض النظر عن سنه الكبير واحتياجه الضروري للراحة بعد سنوات طويلة من النضال الوطني؛ الأمر الذي يحمل رسالة سياسية إلى النظام المصري بضرورة تداول السلطة ومنح المواطنين الحق في المشاركة الفعَّالة في الحياة العامة والسياسة.

 

ويضيف أن تلك الرسالة أعطت انطباعًا مغايرًا عما يثيره البعض حول الإخوان وفكرهم، وأن الانتخابات الأخيرة لمكتب الإرشاد واختيار الدكتور محمد بديع مرشدًا ثامنًا للجماعة تدل على أن الإخوان كجماعة تتطور، وأن مؤسساتها تتقدم في ثقة.

 

المؤتمر الصحفي لإعلان المرشد العام الثامن للإخوان

بيعة أعضاء مكتب الإرشاد للمرشد الجديد

المؤتمر الصحفي العالمي لإعلان المرشد العام الثامن للإخوان (ألبوم صور)

كلمة متلفزة للمرشد العام