أغلقت مراكز الاقتراع منذ لحظات أبواب التصويت أمام الناخبين في اليوم الأول للانتخابات الشاملة بالسودان، وقد استمر التصويت في بعض اللجان والدوائر حتى ما بعد الموعد الرسمي لأكثر من ساعتين، فطبقًا للنظام الانتخابي فإن عملية التصويت تنتهي الساعة السادسة مساءً، إلا أن المفوضية القومية للانتخابات أمرت باستمرار التصويت في عدد كبير من اللجان التي شهدت مشاكل فنية طوال اليوم تمثلت في تبديل بطاقات التصويت بين الدوائر بعضها ببعض، واختلاف في الرموز الانتخابية لعدد من المرشحين.

 

وقد عم الهدوء طوال العملية الانتخابية التي شهدت إقبالاً كبيرًا في الساعات الأخيرة قبل غلق باب التصويت وخاصة من الرجال الذين لم يتمكنوا من التصويت في الصباح.

 

ورصدنا خلال جولاتنا في عدد من الدوائر بمحافظات الخرطوم وأم درمان ومناطق بحري والشنقيطي تزايد المشاركة النسائية والشبابية في عمليات التصويت، والتي تصب كلها في صالح الرئيس عمر حسن البشير وتدعمه في طريقه إلى البقاء في منصب الرئاسة.

 

 الصورة غير متاحة

 البشير عقب إدلائه بصوته

وأكد لنا أحد الشباب ويدعى بكري مخلوف، وهو طالب بكلية تقنية المعلومات أنه مُصّرٌ على المشاركة رغم دعوات عدد من الأحزاب لمقاطعاتها، موضحًا أنها فرصة للديمقراطية حرم منها جيله وأجيال سابقة عليه طوال أكثر من 24 عامًا، موضحًا أنه منح صوته للرئيس البشير لعدة أمور أنه الأفضل بين الساسة الذين حكموا السودان، ولأنه متواضع مع شعبه ولموقفه من الولايات المتحدة، ولأن أهداف المعارضة لم تعد خافية على الشعب السوداني الذي يعرف جيدًا ما يدور حوله.

 

وتضيف رباب نافع (20 عامًا) أنها أول مرة تشارك في الانتخابات وهي سعيدة جدًّا بالتجربة، ومن وجهة نظرها ليس مهمًّا من الفائز، ولكن المهم أن تكون هناك انتخابات.

 

الإقبال المتميز من كافة الفئات وخاصة النساء والشباب، صادفه- كما يقولون- مشاكل فنية محدودة ولكنها غير مؤثرة على سير الانتخابات مثل عدم وجود أسماء لعدد من الناخبين وإصرار عدد آخر على التصويت رغم عدم وجود أسمائهم في الكشوف، وتبديل بطاقات التصويت بين عدد من اللجان، وأرجعوا ذلك لضعف الخبرة لدى مندوبي مفوضية الانتخابات.

 

واستبعد أحمد ياسين المذيع في الإذاعة السودانية حدوث أية مفاجآت في الانتخابات، موضحًا أن التصويت كان هادئًا وأن محاولات البعض لإحداث بلبلة داخل البلاد فشلت بدليل الإقبال الجماهيري على الانتخابات، موضحًا أن منصب الرئيس يكاد محسومًا للرئيس البشير، بينما التحدي الأساسي هو في انتخابات الولايات والمجالس التشريعية.

 

على صعيد آخر اشتكى عدد من المرشحين المستقلين من ضعف الدعم المادي المتوفر لهم إلا أنهم أشادوا أيضًا بالتجربة، وهو ما أكد عليه المرشح المستقل أحمد محمود والذي أشار إلى وجود أخطاء فنية متوقعة لغياب التجربة الانتخابية عن السودان طوال ربع قرن، إضافة إلى نموذج الانتخابات المعقد، ولكن في النهاية الأجواء جيدة أيًّا كانت النتائج، متوقعًا في الوقت نفسه إعادة الانتخابات في عدد من الدوائر.

الانتخابات السودانية.. صور حية