أدانت مؤسسات حقوقية مصرية وعربية وعالمية الهجوم الصهيوني الهمجي على أسطول الحرية لغزة، فجر اليوم؛ الأمر الذي أسفر عن استشهاد 19 متضامنًا معظمهم أتراك وإصابة 29 آخرين، من بينهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر.

 

وأكد هيثم مناع المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان أن الجريمة الصهيونية البشعة تجاوزت كافة الخطوط الحمراء وضرب فيها الكيان عرض الحائط بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.

 

وبلغة تهكمية، قال مناع- في مداخلة مع فضائية (الجزيرة)-: إنه يفكر بعد تصاعد الإجرام الصهيوني جديًّا في الاستقالة من اللجنة العربية، والاستعانة بقراصنة الصومال في مواجهة القرصنة الصهيونية في المياه الدولية.

 

وانتقد مناع تسارع مجلس الأمن في عقد الاجتماعات وإصدار القرارات عندما يتعلق الأمر بشيء لا يخص العرب والمسلمين، في الوقت الذي يمتنع فيه عن الاجتماع أو يتلكأ عندما يخص الأمر اعتداء صهيونيًّا على نشطاء من دول مختلفة.

 

ضمير الأمة

وأدان المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان الجريمة الصهيونية، مؤكدًا- في بيان وصل (إخوان أون لاين)- أن الممارسات الصهيونية مخالفة للقانون الدولي وللمواثيق الدولية وللأعراف الدينية والإنسانية.

 

وطالب مجلس الأمن الدولي بسرعة الاجتماع والعمل على استصدار قرار إدانة للجريمة الصهيونية، مطالبًا الجامعة العربية بالاجتماع العاجل على مستوى القادة للخروج بقرارات فعلية على الأرض، كما طالب الدول العربية المطبعة مع الكيان بسحب سفرائها وتجميد العلاقات الدبلوماسية.

 

ودعا المركز المجتمعات العربية بالتعبير عن ضمير الأمة وضمير الإنسانية والوقوف إلى جانب مصاب الأهل والأصدقاء الجلل بالتبرع وبالتظاهر السلمي؛ لإسماع العالم الحر صوت أهل غزة وإظهار معاناتهم.

 

مجرمو حرب

وانتقد تجمع "منظمات حقوق الإنسان السورية" ردود الأفعال الدولية والعربية، ووصفها بأنها لا ترتقي لحجم هذه الجريمة المروعة بحق الإنسانية، وطالب في بيانه المجتمع الدولي بكافة هيئاته باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمحاكمة القادة الصهاينة المسئولين عن ارتكاب هذه المجزرة أمام المحاكم الدولية؛ باعتبارهم مجرمي حرب.

 

وأكد أن الهجوم الصهيوني على مدنيين وناشطي سلام في المياه الدولية جريمةٌ جديدةٌ ضد الإنسانية، تضاف إلى سجلِّ الجرائم المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين الأبرياء.

 

فوق القانون

وقالت الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد): هذه الجريمة ارتُكبت أمام أنظار ومسامع المجتمع الدولي، وقد نفَّذ كيان الاحتلال تهديداته من أجل قمع حالة التضامن مع قطاع غزة المحاصر، وأن هذه الجريمة- وما سبقها من تهديدات- ليست جديدةً على نهج وسياسة الاحتلال واعتداءاتها وانتهاكاتها المتصاعدة بحق المدنيين الفلسطينيين والمتضامنين معه.

 

وأكدت أن الاعتداء الصهيوني الهمجي يدلِّل على عنصرية الكيان ودمويته ويشكِّل اعتداءً على المجتمع الدولي ويخالف كل القوانين والأعراف الدولية، مطالبًا دول العالم بالتحرك السريع لمعاقبة قادة الاحتلال على جريمتهم، والعمل على توفير الحماية للمتضامنين الذين يرمزون للحرية والكرامة الإنسانية ورفض الظلم بكل أشكاله وألوانه ومصادره من كيان يعتبر نفسه فوق القانون.

 

مصر

وفي مصر، أدان الدكتور بطرس بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان العدوان الصهيوني ضد قافلة الحرية، رغم أنها قافلة تنقل مواد الإغاثة والمعونة الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني المحتل.

 

ووصف الدكتور غالي هذا العدوان بأنه انتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وكافة المواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.

 

وأكدت "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان" أن لجوء الكيان الصهيوني للاستخدام المفرط وغير المبرَّر للقوة وما أسفر عنه من ضحايا أبرياء على أسطول الحرية؛ بمثابة جريمة ضد الإنسانية وفقًا المادة السابعة (فقرة 1، 2) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وضد القانون الدولي الإنساني وشكل من أشكال القرصنة الدولية.

 

وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والسريع والتحقيق في الأمر ومعاقبة الجناة المرتكبين وسرعة تقديمهم للمحاكمة الجنائية الدولية، وقيام كل من مجلس الأمن وجامعة الدول العربية بعقد اجتماع فوري لبحث تداعيات العدوان على أسطول الحرية؛ بغية توفير الحماية الدولية للمتضامنين مع الفلسطينيين.

 

ودعت المنظمة إلى ضرورة التحقيق والتدخل الفوري لإجبار الاحتلال على وقف كافة أشكال العدوان والإفراج عن المحتجزين، ومن بينهم نائبان في البرلمان المصري، هما: د. محمد البلتاجي أمين عام مساعد الكتلة البرلمانية للإخوان ود. حازم فاروق عضو الكتلة.

 

واستنكر "الاتحاد المصري لمنظمات حقوق الإنسان الشابة" الصمت المخجل للأنظمة العالمية والعربية، الذي وصل إلى حدِّ التواطؤ، مشددًا على أن الهجوم على سفن المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى غزة والحاملة على متنها عددًا كبيرًا من المدنيين من شتى بلدان العالم- بينهم أطفال ونساء- أخطر جرائم تُرتكب بحق الإنسانية، وأفعال لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب والعنصرية.

 

وطالب الاتحاد كافة الحكومات العربية باتخاذ موقف حاسم وجاد تجاه جرائم الكيان الصهيوني بحق قطاع غزة والجريمة التي ارتُكبت فجر اليوم ضد قافلة الحرية.

 

ودعا إلى أهمية التحرك عبر دولة لبنان العضو العربي الحالي في مجلس الأمن بالتحرك العاجل وتفعيل كافة قرارات مجلس الأمن التي تدين الحصار الجائر على المدنيين والجرائم في حق نشطاء السلام.