عشية الجريمة الصهيونية النازية الأمريكية البشعة التي ارتكبها الاستعمار الصهيوأمريكي ضد أحرار العالم؛ طلَّ علينا المتحدث باسم الخارجية المصرية السيد حسام زكي على شاشة قناة "الجزيرة" الفضائية متحدثًا من نيس الفرنسية معلِّقًا على المجزرة؛ فيا ترى ماذا قال سعادته؟ وبماذا علَّق؟!

 

تحدث السيد المتحدث بدايةً عن إدانة المجزرة، مستخدمًا عباراتٍ دبلوماسيةً يمكن أن نسمعها من المحللين الأمريكان أو الصهاينة، مثل الاستخدام المفرط للقوة وغيرها من المصطلحات التي تفقع مرارة كل مصري وعربي وحر.

 

وعندما سئل عن موقف مصر وخارجيتها التي يتحدث باسمها قال ما معناه: إن المطلوب ليس موقف مصر فقط، ولكن هناك موقف تركيا، وذكَّرنا سيادته بأن تركيا دولةٌ معنيةٌ بالأمر في المقام الأول، وذكر أنه يجب أن يكون هناك دورٌ عربيٌّ ودوليٌّ، وهكذا.

 

ونتساءل نحن المصريين: أين إجابة السؤال يا سيادة المتحدث باسم وزارة خارجيتنا؟! ما هو موقف الخارجية المصرية؟ لماذا تتحدث عن تركيا أو العرب أو غيرهم؟!

 

سيادتكم متحدث باسم الخارجية المصرية.. ما الخطوات العملية بعد استدعائكم للسفير الصهيوني الذي يدنِّس قاهرة المعز؟!

 

عندما لفت المذيعان نظر السيد زكي إلى مطالبات المصريين والعرب وأحرار العالم بفكِّ الحصار عن غزة وفتح معبر رفح المصري وطرد السفير الصهيوني؛ سمعنا منه أعجب ما يمكن أن يقال!، فقد قال سعادته ما معناه إن الكلام عن فتح المعبر كلام سياسي، به مغالطات.

 

والمذيع والمستمع والعاقل والمجنون يعرفون أن الكلام عن المعبر كلام سياسي لا ريب فيه ولا شك.

 

وشرح المتحدث باسم الخارجية المصرية ما يعنيه بقوله إن المعبر ليس مغلقًا حتى يُفتح!، ولا نملك إلا أن تردِّد يا حلاااااوة على طريقة ممثل الكوميديا مظهر أبو النجا.

 

وراح السيد زكي يشرح ما يعنيه بفتح المعبر بأنه قد تمَّ عبور 9000 آلاف شخص عبر هذا المنفذ، منه وإليه، خلال العام 2009م، كما أن المعونات المصرية تتدفق على غزة من خلال هذا المعبر المفتوح!.

 

هذا الكلام العجيب يذكِّرنا بتصريحات عباس رئيس السلطة الفلسطينية السابق لرؤساء تحرير الصحف المصرية بأنه لا يوجد حصار ألبتة على قطاع غزة، وأن جميع السلع متوفرة بغزارة لدى الغزاويين؛ وقد احتفلت جميع الصحف المسماة- زورًا وبهتانًا واستهبالاً- بالقومية بتصريحات الخيانة والعمالة تلك في حينها.

 

وصحفنا تهلِّل كل فترة لرحمة وشفقة القيادة السياسية وسماحها للمرضى الفلسطينيين والعالقين بالمرور من خلال معبر رفح.

 

والسيد وزير الخارجية ما زالت تصريحاتُه العنترية يحفظها المصريون والفلسطينيون عن ظهر قلب؛ التي أعلن فيها قطع رِجْل من تسوِّل له نفسه التسلُّل عبر حدود مصر، ورفضه أن تكون حدودنا سداحَ مداحَ.

 

ولعل أشهر مصطلح سياسي يتردَّد في السنوات الأخيرة هو "سداح مداح" يردِّده الكتَّاب والمذيعون ورجال الخارجية، وكأنهم عثروا على كنز مصري فرعوني عظيم؛ ولم يخجل أحدهم من تدنِّي مستوى لغتنا إلى هذه العامية الساقطة!.

 

ما يعنينا في كل ما سبق أن المعبر ليس مفتوحًا كما يدَّعي المتحدث باسم الخارجية المصرية.

 

وإذا استسغنا اللعب بالألفاظ والكلمات الدبلوماسية في الأوقات العادية؛ فلا يمكن أن نقبل هذا ودماء الشهداء لم تجف بعد.

 

لا يمكن أن تراق دماء متضامنين غير فلسطينين ولا عرب؛ من أجل قضية فلسطين والعرب، ويخرج علينا السيد زكي بمغالطات تُسيء إلى مصر وقيادتها وتاريخها.

 

وتبلغ المأساة أو الملهاة قمَّتها حين يقول السيد حسام زكي إن المعبر مفتوحٌ، ولكننا كمصريين لا نعرف أن نسوِّق لأنفسنا، وهو ما شجَّع البعض على المزايدة على قضية المعبر!!.

 

قد نصدق سيادته ونعتبر أن خيبتنا تكمن في عدم تسويق أنفسنا؛ لدرجة أن يرى جميع سكان العالم المعبر المفتوح مغلقًا، ولكننا سنضطر أن نسأله: في هذه الحالة من المسئول عن هذه الخيبة؟ أليست الخارجية والمتحدث باسمها على وجه الخصوص؟!

لماذا يدفع لك الشعب المصري راتبك؟

هل من المفروض أن يبحث المصريون عن مسوِّق لهم؟

يا سيد زكي.. لا تحاول استغفالنا بهذه الطريقة؛ لأن كلماتك تسيء إلى مصر وإلى شخصك في المقام الأول إذا كنت تعني ما تقول.

 

في النهاية تبقى نقطتان: الأولى أن الرقم الذي ذُكر دليلاً على فتح المعبر؛ ما هو إلا دليل بيِّن على غلقه؛ فـ9000 شخص من وإلى المعبر خلال عام؛ أي حوالي 300 يوم باعتبار الإجازات يعني 30 داخل وخارج؛ أي 15 فردًا في اليوم؛ يعني حمولة ميكروباص، وكما يعرف سيادة المتحدث إذا كان هذا الميكروباص مما يركبه المصريون فإن السائق لن يسير به قبل اكتمال الحمولة بعدد آخر من الركاب فوق المصرَّح به ليعوض ثمن الكارتة!.

 

النقطة الثانية نكتة يردِّدها المصريون بأن استدعاء السفير الصهيوني جاء بعد أن انتابت هذا الصهيوني نوبةٌ من الهياج والبكاء الهيستيري وراح يردِّد: استدعوني.. عايز حد يستدعيني.. اشمعنى أنا.. استدعوني زي بقيت إخواتي البُعدا.. استدعيني يا عم يا بتاع الخارجية المصرية.. إلخ.