تحقيق- إيمان إسماعيل:

"أكثر من مليون فرد في الكيان الصهيوني يعانون من مشاكل نفسية خطيرة، 90% منهم يذهبون إلى مصحات نفسية شهريًّا" هذه النسب خير شاهد على أن جرائم الكيان الصهيوني المتعاقبة بحق الشعب الفلسطيني والعالم أجمع، والتي كان آخرها قصف أسطول الحرية المتجه إلى غزة ساعد فيها الاضطراب النفسي الشديد وصعوبة في إحكامه؛ نتيجةً للصراعات النفسية التي تتملك الكيان.. هذا ما أجمع عليه أطباء وخبراء نفسيون، مؤكدين أن نفسية الفرد الصهيوني يملؤها الجبن والخنوع والضعف، وتتكشف بالمواجهة وبمجرد تجرده من ترسانة الأسلحة الهائلة التي يحتمي خلفها.

 

وقد ثبتت أن لغة الدفاع عن النفس لديه هي السلاح وإسالة الدماء والتي لا يمتلك سواها أمام أي مخاطر أحاطته؛ مؤكدين أن هجوم الكيان على الأسطول في ظلمة الليل وعدم انتظاره الصباح، فضلاً عن قصفه لعزل في وسط البحر، وعدم انتظاره لمواجهة حقيقية معهم عند إرساء الأسطول دليلُ عجز الكيان ورعبه التام.

 

وأضافوا أن نفسية كل مَن كانوا على متن الأسطول الإغاثي تؤكد أنهم في أعالي قمة الهرم النفسي؛ حيث إنهم يتمتعون بقوة نفسية غير عادية جعلتهم يُقدمون على مثل تلك التجربة؛ التي جعلتهم يضحون بأنفسهم رغم علمهم بالمخاطر على حساب تحقيق النفع للآخرين وفك الحصار عنهم.

 

ووضع الخبراء "روشتة" عاجلة للشعوب العربية حتى يستطيعوا تحويل ذلك الحدث إلى قوة نفسية هائلة تحرِّك المشاعر وتجعلها متأصلة مستمرة إلى أن يُرفع الحصار عن غزة، ويحرَّر المسجد الأقصى الأسير.

 

في ألم شديد يقول الدكتور يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي: "قصف قافلة أسطول الحرية بذلك الشكل من المفترض أن يوقظ نفوس العالم بأسره، وينفضه من سباته العميق ويحي ضمائره، وإن لم يفعل فسيصبح يقينًا بأن ضمائر العالم بأكمله قد ماتت، وأنهم بقلوب خاوية، وعلينا أن ننتظر حربًا عالميةً ثالثةً تردع الكيان الصهيوني الغاصب".

 

ويضيف: تلك الضربة التي وجَّهها الكيان لأسطول الحرية ما هي إلا نتاج نفوس في غاية الضعف والاهتزاز لدرجة أوصلتها إلى تغيب عقلها، وعدم إدراكها لأبعاد وآثار أفعالها.

 

قوة خارقة

 الصورة غير متاحة

محتجون يطلبون الموت لإسرائيل ردًا عى الاعتداء أسطول الحرية

وترى الدكتورة فيروز عمر الطبيبة النفسية أن تحليل الهجوم الصهيوني على أسطول الحرية يكشف مدى القوة النفسية الهائلة التي يتمتع بها من كان على متن السفينة، والتي دفعت بهم لخوض تلك التجربة التي كانوا على علمٍ بمخاطرها، وعلى النقيض تبيَّن مدى الخوف والفزع المسيطر على قلوب أفراد الكيان الصهيوني في كافة مواقفه.

 

وتقول: إن تلك القوة التي يتمتع بها مَن كانوا على متن القافلة إنما تأتي من إيمانهم العميق واقتناعهم بما يفعلون؛ ما جعل كل الصعاب وكل المخاطر تزول أمامهم وتتساقط بمجرد تذكرهم لأهدافهم وغايتهم التي سعوا لتحقيقها؛ ما أكسبهم قوةً نفسيةً هائلة.

 

وتؤكد أنه إذا كان العالم يعتقد أن مَن هم على متن الأسطول الآن ذو نفسية "مهزوزة" أو مضطربة من جرَّاء ما حدث فهم مخطئون؛ لأنهم لديهم قوة نفسية هائلة تمكنهم من الصمود حتى وإن كان الجرحى ينزفون بجوارهم؛ وذلك لتأصل مفهومٍ في قناعة بعضهم أنهم يتقربون إلى الله بما يفعلون وهم في أحسن حالاتهم الشخصية، وأنهم يتقربون إليه بأفضل العبادات.

 

وتوضح د. فيروز أن منتهى الهمجية التي تعامل بها الكيان تأتي من ذعره الداخلي الذي جعله يهجم على القافلة في توقيتٍ متأخر من الليل، ولم ينتظر إلى أن يأتي وضح النهار، مع علمه أنهم عزل، وهو دليل جبن الكيان وخوفه من المواجهة.

 

وتضيف أن الكيان إذا كان يرغب بتلك العملية إرهاب مَن سيحاول أن يحذو حذوهم من العالم العربي والإسلامي في أن يصيبه بخوف نفسي من الإقدام على مثل تلك الخطوة فهو مخطئ تمامًا، والدليل انتفاضة الشعوب في شتى البلاد، متمنين أن يكونوا في موقفهم الحالي، فضلاً عن حُزنهم على العجز الذي أقعدهم في منازلهم.

 

وتشدِّد على ضرورة ألا تنجرف الشعوب وراء حماس المُراهَقة الذي لن يجدي بشيء، مع ضرورة انتزاع روح اليأس من قلوب كل مَن حولنا؛ على أن يتم خلق روح نفسية متزنة تجمع بين القوة التي لا يحدوها وهن والأمل في النصر دون أن يعتريه يأس؛ مشيرةً إلى أن السياسة النفسية التي يجب أن نَتَخلق بها الفترة القادمة ونبثها في كل من حولنا هي سياسة النفس الطويل وعدم تعجل النتائج.

 

أيادٍ مرتعشة!

 الصورة غير متاحة

غضبة جماهيرية في تركيا ضد الاعتداء على أسطول الحرية

ويرى الدكتور هشام البحيري رئيس قسم علم النفس بجامعة الأزهر أن ما حدث بحق أفراد أسطول الحرية هو جريمة ناتجة عن أيادي الكيان الصهيوني المرتعشة، ودليل غاية جبنهم من مواجهة أفراد عزل لا يمتلكون أدنى وسائل الدفاع عن النفس، والتي من المفترض- إذا كانوا يدَّعون القوة كما يعلنون من قبل- أن يكونوا على قدر المواجهة وجهًا لوجه.

 

ويضيف أن من دلائل القوة التي يتمتع بها من كانوا على متن أسطول الحرية هي النوايا والدوافع الطيبة، والتي حملتهم على معاملة الكيان بلغة الإجبار والأمر الواقع.

 

ويحلل د. البحيري أسباب الحالة النفسية لمن صمت من الشعوب واكتفى بالمشاهدة أنها نتيجة حالة الذل والكبت التي يشعرون بها، والتي لا يجدون متنفسًا ومسلكًا للتعبير عن غضبهم ورفضهم، مستبعدًا أن يكون السبب في ذلك هو اليأس أو عدم الاهتمام.

 

قمة الهرم النفسي

 الصورة غير متاحة

متظاهرون ينددون بالعدوان الصهيوني الغاشم على أسطول الحرية

ويتفق مع التحليل السابق الدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق قائلاً: إن هبة تلك القافلة الإنسانية تنم عن أن الأشخاص الذين كانوا على متنها في قمة الهرم النفسي والوعي النفسي الكامل؛ حيث إنهم ضحوا بأنفسهم لتقديم يد العون للآخرين مع توقعهم لمخاطر مشابهة من قَبْل انطلاق القافلة؛ مشيرًا إلى أن ذلك هو قمة العطاء، وهو إلحاق الضرر بالنفس مقابل نفع الآخرين.

 

ويؤكد أن نفسية الكيان يومًا بعد يوم تؤكد ضعفها واهتزازها وعدم اتزانها؛ حيث إنه في كافة المواقف إما أنه يهاجم هجومًا غوغائيًّا حتى يغطي على حالة الهلع التي تنتابه، وإما أن يفرَّ هاربًا منسحبًا، وفي تلك الحالتين فهو دليل كافٍ على أن الكيان الصهيوني تمت نشأته على وَهْمٍ وعلى خطأ وعلى اغتصاب أراضي الغير، فكان من الطبيعي أن تكون نفسيته مذبذبة ومضطربة، وأن يكمن أكثر من 90% من أفراده في المصحات النفسية؛ لأنه وإن ضحك على العالم أجمع فإنه يُدرك في قرارة نفسه أنه ليس على الحق، وأن ما يقوم به مخالف لكافة القيم الإنسانية.

 

ويوضح أن استقبال الشعوب لتلك الرسالة بنفسية مضادة لما كان يتمناه الكيان من خضوع وخوف، هو دليل على فشل الكيان، وأن رسالته خاطئة وعملت في الاتجاه المعاكس؛ حيث إنها عملت على تأجيج المشاعر وتهييج النفوس في العالم العربي والإسلامي، وعملت على تعبئتها ضد الكيان.

 

الإعلام والحرب النفسية

ويحلل الدكتور مصطفى أبو العزايم استشاري الطب النفسي نفسية العدو الصهيوني قائلاً: إنه في ظل ضعف حال الحكام العرب وركوعهم تحت أقدام العدو وإحساسهم بالذل فكان من الطبيعي أن يجد الكيان قاعدة يركن إليها، ويتحرك منها بكل تكبر ودون أن يعمل حساب لأحد على الرغم من شعوره الدائم بالاضطراب.

 

ويرى أن الحرب النفسية أثبتت على مراحل التاريخ دورها الكبير في تركيع شعوب وإقامة أخرى، وهي التي يمكن من خلالها تركيع الكيان الصهيوني خلال الأيام القادمة.

 

ويضيف أن تلك الحرب النفسية يقع عاتقها الأكبر على الإعلام لما يحويه من وسائل إبهار عديدة تؤثر في النفسية بشكل كبير، والذي يجب أن يقود الحملة بالتنسيق بين الجهات الإعلامية المختلفة للتأثير على الكيان الصهيوني ودحره، ومن ثَمَّ رفع الروح المعنوية لدى العالم العربي والإسلامي بالقدرة على هزيمة الكيان، وأن النصر يكمن في الاستعداد النفسي للتضحية والثقة في النصر.