أنا فتاة عمري 15 سنةً، أشعر أن إيماني يتراجع؛ حيث لم أعد أصلي، وأصبحت تراودني أسئلة ما لها جواب، حاولت أن أتجاهلها كثيرًا مثل: لماذا خلق الله الكون؟ وطالما أن الله خلقنا، وكتب لنا الهداية والضلال؛ فلماذا لم نُصيَّر إلى الجنة أو النار دون أن تكون هناك دنيا.. فماذا أفعل؟

 

- يجيب عن السؤال: فضيلة الشيخ سعد الدسوقي- من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد..

 

فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت نفسها ما لم تعمل أو تتكلم".

 

وثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عما يخطر ببالهم من هذه الوساوس فأجابهم بقوله: "ذاك صريح الإيمان"، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يُقال: هذا، خلق الله الخالق؛ فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئًا، فليقل آمنت بالله ورسوله"، وفي رواية أخرى: "فليستعذ بالله ولينته" (مسلم).

 

فاعلمي أيتها السائلة أن هذه الوساوس من الشيطان، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولا تخافي منها، وتوجهي إلى الله بالتضرع والدعاء، وحاولي أن تصرفي ما يأتيك؛ لأنها وساوس يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف حولك؛ فثقي بالله واثبتي ولا تخافي، واعلمي أن هذا علامة الإيمان وأكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله علية وسلم، فهي تشرح الصدر، وتيسر الأمور كلها، وعليك بأذكار الصباح والمساء والوضوء باستمرار والصلوات على أوقاتها وكثرة الاستغفار ومصاحبة الأخيار من الناس وحضور مجالس العلم والله معك.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.