صورة متكررة مع بداية كلِّ عام دراسي.. ابن يصرخ ويستمسك بيد والده أو والدته، وتفهم في وسط صراخه طلبه العودة إلى المنزل، وعدم تركه في هذه الحضانة أو تلك المدرسة، إلا أنك لا بد أن تلمح خلال الصرخات المتعالية والمتوالية طفلاً أو اثنين يودِّعا الأهل في يُسر يشوبه بعض القلق من بكاء الأطفال الذي يبدو بلا نهاية.

 

وربما يغيب عن كثير من أسرنا أن تأهيل الطفل نفسيًّا ومعرفيًّا لمدرسته ودراسته والتعامل مع مدرسيه وأصدقائه، وحتى التعامل مع العاملات في المدرسة أمر مهم للغاية، يساعده على سرعة التأقلم والاطمئنان، ومن ثَمَّ تحصيل أقصى استفادة أكاديمية وتربوية في المدرسة، وسرعة المعالجة لأي مشكلة طارئة.

 

لذا يبقى مطلوبًا أن نُغَيِّر الصور المألوفة أو المعتادة لأب أو أم اكتشفا متأخرًا اقتراب موعد الدراسة، فغلب اللهاث حركتهما في الليلة السابقة للمدرسة في شراء احتياجات الطفل ولوازمه، والنتيجة نوم الطفل متأخرًا لتستيقظ الأسرة قبل موعد المدرسة بفترة لم تكن كافية، لذا تفشل الابتسامة التي يحاول الوالدان رسمها في إزالة توتر الطفل حين وصل إلى المدرسة؛ ليرفض الأخير البقاء ويبكي.. والأم أيضًا تبكي أو تكاد.

 

ولتغيير المشهد ننصح بـ:

* اصحبي طفلك إلى المدرسة قبلها عدة مرات لتهيئته

1- أثناء دفع المصاريف المدرسية.

2- خلال اجتماع أولياء الأمور.

3- زيارة خاصة للتعرُّف على مدرسيه قبل الدراسة.

4- زيارة إلى المدرسة كمبنى، وتعريفه بالمكان الذي ستنتظرينه فيه بعد انتهاء الدراسة، وتعرِّيفه على المباني والمرافق.

 

* اشرحي.. احكي.. وضحِّي

بالطبع أنتِ تعرفين أن معلومات طفلك عن المدرسة لا تتعدى كونها أن الكبار يذهبون إليها لتحصيل العلم، فيما عدا ذلك فإن صغيرك لا يعرف شيئًا آخر، إنما يلف الأمرَ كلَّه في عقله غموض تام؛ لذا عليك بالتحدُّث معه عدة مرات عن كل ما سيحدث فيها، بدايةً من طابور المدرسة، والوقوف فيه، والحصص والمدرسات، وماذا سيفعلون؟ وما دوره بينما يتحدثون؟ وكيف يُعبِّر عن نفسه إن أراد مثلاً دخول الحمام أو الأكل أو غيره؟ وكيف يقضي وقتًا طيبًا أثناء الاستراحة في الفسحة واللعب؟ وكيف يطلب من غيره مشاركته في تلك الأنشطة.

 

* استعيني بالقصص

فاشتر قصة عن الذهاب إلى المدرسة بصور ملفتة وطريفة وأقرؤها معًا كثيرًا، كذلك يمكنك تأليف قصة تحكيها له يكون اسم بطلها اسم طفلك نفسه، واجعليه فيها محبًّا لمدرسته، مقبلاً عليها بسعادة، يصادق الآخرين ويحبهم، ويتعاون مع الجميع، وينتبه إلى كلام مدرسته، كما أنه متفوِّق يحب دراسته؛ وذلك مع الحبكة القصصية المسلية.

 

* اصنعي له عادات

من المهم جدًّا أن يعتاد الطفل على بعض العادات المنضبطة بوقت؛ ليعتاد النظام، ولتوفير الوقت والجهد، ولتقليل أوامرك له قدر الإمكان، ويستغرق إكساب الطفل عادة ما بين أسبوع إلى 40 يومًا، حسب ماهية العادة المكتسبة، وطبيعة الطفل مع الحزم وعدم الإهمال ولو لمرة واحدة.

 

عند الظروف الطارئة والإجازات لا تُلغي له نظام العادات، ولكن عَدِّلي مواعيدها، وأخبريه بالسبب، وإليك بعض الأمثلة للعادات المطلوبة:

1- التعامل مع ملابسه وأحذيته.

2- غسل اليدين، ومواعيد الاستحمام، وغسيل الأسنان.

3- القراءة قبل النوم ولو لدقائق، ولا مانع أن تكون من درس مدرسي سيدرسه لاحقًا.

4- مواعيد مشاهدة التلفاز واللعب واستخدام الكمبيوتر.

5- كيفية ومكان وضع كتبه ومكان الاستذكار.

 

* طمأنيه

احرصي على طمأنته بطرق مختلفة قبل الذهاب إلى المدرسة، وفي الزيارات السابقة للدراسة وفي السيارة أول الأيام، وفي أيام مختلفة خلال العام الدراسي؛ وذلك عن طريق كثرة الاحتضان الدافئ واللمسات الحانية، والتأكيد عليه بأنه حين يذهب إلى المدرسة فإنه سيعود سريعًا؛ ليجد أنكِ في انتظاره، ويمكنك إعداد مفاجأة يومية له، خاصةً في أول أسبوع (أكلة مفضلة- لعبة- فسحة صغيرة- زيارة أسرية سريعة).

 

* الاستيقاظ السهل

* حددي لطفلك موعدًا للنوم، وآخر للاستيقاظ قبل الدراسة بأيام، كلما كثرت كانت النتيجة أفضل.

 

* درِّبيه على إعداد حقيبته وملابسه وحذائه، وحتى الجورب قبل موعد النوم بعدة ساعات

 

* ابدئي تهيئته للنوم قبل الموعد الذي تريدينه في السرير بساعة كاملة، نكون قد أنهينا قبلها طعام العشاء وغسيل الأسنان وغيرها.

 

* يفيد كثيرًا أن تنبهيه أنه بقي على موعد النوم نصف ساعة فقط؛ ليستعد، ويمكن أن ندلف إلى السرير نحكي أو نقرأ معًا خلال هذه 30 دقيقةً.

 

* اضبطا معًا المنبه الخاص به على موعد الاستيقاظ (يمكن أن تجعلي المنبه هديةً بداية الدراسة، وليكن شكله محببًا وصوته قويًّا)

 

* في موعد النوم كوني حازمة ولا تتكلمي كثيرًا... أطفئي الأنوار القريبة من غرفته وودعيه مع تحميسه ليوم الغد، احرصي على مواعيد النوم والاستيقاظ حتى في الإجازات.

 

لمسات بسيطة ولكن مؤثرة

* أبدي إعجابك بكل شيء خاص بمدرسته ودراسته (لا تبالغي)

* اصنعي رابطًا إيجابيًّا بالدراسة عن طريق ابتسامتك الدائمة وهدوئك، وإياك ورابط العصبية، وإنهاء المهمات في آخر لحظة.

* علقي لوحة لنسميها لوحة إنجاز مماثلة لجدول المحاسبة، واجعليها ملونة، وفيها صور جميلة ومشجعة، وفيها النقاط التي تبغي التركيز عليها مع طفلك.. اتفقي معه على النقاط وقواعد تحصيل نقاط على اللوحة، ولتكن المكافآت في نهاية الأسبوع.