- وحيد عبد المجيد: المسلسل تعامل باستخفاف شديد مع الحقائق التاريخية

- مصطفى الشال: التغاضي عن كفاح البنا خالف دراما السير الذاتية

- الحسيني: البنا فكَّر قبل استشهاده في تأسيس شركة إنتاج سينمائي

- أحمد دياب: المسلسل تكرار لبرنامج "حالة حوار" قبل انتخابات 2005م

- منال أبو الحسن: المسلسل قضى على كلمة "المحظورة" في الإعلام

- الشرنوبي: تبقى الريادة لوحيد حامد؛ لأنه اقتحم بابًا محظورًا

 

كتبت- هبة مصطفى:

شنَّ سياسيون ونقاد فنيون وإعلاميون هجومًا حادًّا على مسلسل "الجماعة" الذي تمَّ عرضه على شاشات التليفزيون المصري، سواء القنوات الأرضية منها أو الفضائية خلال شهر رمضان، ووجهوا انتقاداتٍ واسعةً لوحيد حامد مؤلف المسلسل؛ ليس فقط لانحيازه الواضح ضد الجماعة، وإنما لتعمده تشويه التاريخ المصري الذي تُعد الجماعة إحدى ركائزه بقلب الحقائق وتسطيح الأحداث، مؤكدين أن العمل "سقط" تاريخيًّا وفنيًّا رغم الملايين التي أُهدرت على إنتاجه وعرضه.

 

واتفق المشاركون- في الندوة التي عُقدت بمقر الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين مساء أمس تحت عنوان "الجماعة.. بين التاريخ والدراما"- على أن مدى السطحية والاستخفاف بالمشاهد في عرض حقائق مغلوطة- سواء للمواقف التاريخية الموثقة أو للصورة الذهنية التي قدمها وحيد حامد عن "ملائكية" ضباط أمن الدولة- أتت جميعها بنتائج عكسية، ودفعت عموم المواطنين من مشاهدي المسلسل إلى الرجوع إلى الكتب والوثائق؛ ما زاد من اتساع رقعة شعبية الجماعة والإمام الشهيد حسن البنا.

 

معرفة الإخوان

 الصورة غير متاحة

 م. سعد الحسيني

   ودعا المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين الشعب المصري إلى إيجاد حالة من الحوار الداخلي بعد اللجوء إلى 29 مرجعًا الواردة في (تتر) المسلسل، واستنكر إغفال المسلسل أحداث حرب فلسطين ودور الإخوان الذين كانوا أول من دخلوها لطرد الصهاينة، وآخر من خرجوا منها، واستدعى الأمر أن يصدر قرار للإمام البنا عقب صدور قرار حل الجماعة، كان فيه نداءٌ للمجاهدين في فلسطين من الإخوان ألا تعبأوا بما حدث للجماعة في مصر، واجعلوا شاغلكم الأكبر هو تحرير فلسطين ومواصلة الجهاد.

 

وأكد أن معرفة التاريخ الحقيقي للإخوان هو معرفة مضيئة للتاريخ المصري إجمالاً، فالإمام البنا كان حافظًا للقرآن وكتب الحديث الستة، وكان في الوقت ذاته شديد الولع بقراءة الفقه الدستوري، كما قام الإخوان في عهده بإنتاج وعرض 6 مسرحيات على مسرحَي الأوبرا والأزبكية، وكان قبل استشهاده يفكر في إنشاء شركة إنتاج سينمائي.

 

وأشار إلى أن الإمام البنا لم يكن منفتحًا على المصريين والقوى الوطنية فقط، وإنما امتدت صدقاته وعلاقاته الطيبة إلى عدد من قيادات ونشطاء الدول العربية والأجنبية، موضحًا أن الإمام البنا لمن لا يعرفه هو صاحب شعار "الوقت هو الحياة"، وهو من قال: لا أكفِّر مسلمًا أقرَّ بالشهادتين، وهو من شدد على أن الإسلام منهج ونظام شامل لتنظيم أمور الحياة، وهو أيضًا من كان يعمل للدعوة بمنتهى الإخلاص، في الوقت الذي كان يمهِّد للنائب القادم من بعده، وجاء المستشار حسن الهضيبي، وهو منْ ربَّى الإخوان عل السمع والطاعة ما لم يكن الأمر معصية للخالق طبقًا لمبدأ "الالتزام الحزبي" لباقي الأحزاب والتيارات.

 

وتابع: الإمام البنا هو من أسهم في أعمال البر بدعم 500 مؤسسة، ودعم التعليم بـ1000 مؤسسة؛ ما دعا وزير الصحة المصري حينها إلى إرسال خطاب شكر لما أسهمه شباب الإخوان في مواجهة مرض الكوليرا، فضلاً على أن فرق الجوالة الخاصة بالإخوان انتشلت آلاف الشباب من المخدرات والانحراف ونمَّت بداخلهم حب الرياضة كما قال عنه المؤرخون الأجانب.

 

وفي نهاية كلمته دعا الحسيني للكاتب وحيد حامد بأن يتم الله عليه الشفاء والعافية من العملية الجراحية التي سيجريها.

 

مسلسل "هزيل"

 الصورة غير متاحة

د. وحيد عبد المجيد

   وقدم وحيد عبد المجيد نائب مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام) قراءة مختلفة للمسلسل، موضحًا من خلالها أن بناء المسلسل بشكل عام يعاني من أوجه القصور على المستوى التقني، فعلى الصعيد التاريخي والمعلوماتي من الواضح أن مؤلف المسلسل لم يلجأ للمراجع الـ29 التي وردت بـ(تتر) المسلسل إلا القليل منها، رغم أن قراءة تلك المراجع جيدًا كانت ستغير كثيرًا فيما تم تقديمه، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه من الصعب أن يكون العمل الدرامي محايدًا؛ لأنه خاضع لوجهة نظر كاتبه، ولكنه يستلزم استيفاء الشروط المهنية.

 

وتابع: الأزمة الحقيقية تكمن في أن صانعي المسلسل قدموا عملاً هزيلاً، من حيث الشكل والمضمون والديكور والملابس والأزياء، فمن الحلقات الأولى تعامل المسلسل باستخفاف شديد بفصل الأحداث عن الأجواء التي عاشت وحدثت فيها، فضلاً عن غض الطرف عن تفاصيل كثيرة في حياة الإمام البنا والأحداث السياسية المحيطة، وتصوير الجماعة وكأنها في جزيرة معزولة منفصلة عن بقية الأحزاب والتيارات السياسية.

 

وعلى الصعيد السياسي أكد عبد المجيد أن المسلسل حاول إثبات أن العنف جزء أصيل من تكوين الجماعة بتصويره ما أطلق عليه العرض العسكري للطلاب- رغم أنه كان عرضًا قتاليًا- بأنه ليس فقط امتدادًا للنظام الخاص وإنما امتداد لنهج الجماعة في اتباع العنف.

 

وأوضح أن مقتضيات الخط السياسي دفعت صانعي المسلسل إلى تهويل بعض الأحداث وإغفال وتصغير أخرى لإيصال الرسالة السياسية المنشودة من المسلسل بأن الإخوان جماعة تنتهج العنف، دون الالتفات إلى عمليات العنف "المشرفة" التي مارسها الإخوان كانت ضد قوات الاحتلال الإنجليزي والمؤامرات الصهيونية للاستيلاء على فلسطين.

 

ورفض مقارنة الإخوان بالجماعات الأخرى التي أعلنت صراحةً أنها تتبع منهج العنف؛ لأنه بالرجوع إلى نص مذكرة التحقيق في قضية اغتيال النقراشي تبيَّن حقيقة عدم تبنِّي الإخوان العنف بشكل عام.

 

تشويه الرموز

 الصورة غير متاحة

المخرج مصطفى الشال

   وأكد المخرج مصطفى الشال أن المسلسل تغاضى عن كفاح الإمام الشهيد حسن البنا ضد الاحتلال الإنجليزي، وحاول إظهار سلبيات ومساوئ غير حقيقية بشخصية الإمام؛ ما يعد مخالفًا لأدبيات العمل الدرامي الذي يهتم بعرض السيرة الذاتية، في محاولة لإلقاء الضوء على النقاط المضيئة في تاريخ الشخصية لتقديم القدوة للشباب في أحد المجالات.

 

وأضاف أن ما أتى به وحيد حامد في حلقات مسلسله كان هجومًا كاملاً على شخصية الإمام البنا؛ حيث افتقد المسلسل التحقيق التاريخي، وحمل مغالطات فادحة أخلت بالتاريخ المصري على عكس المعروف عن مسلسلات السير الذاتية، كمسلسل الشيخ الشعراوي، وأم كلثوم، قائلاً: "كنت أتمنى أن يحقق المسلسل هدفًا راقيًا لخدمة التاريخ بتقديم صورة حقيقية عن الإمام البنا تليق بما قدمه للعالم العربي والإسلامي، وأرجو أن تأتي الأعمال القادمة للسيرة الذاتية بصورة حقيقية للشخصية كما وردت في كتب التاريخ المختلفة وليس طبقًا لما يراه كاتب المسلسل".

 

خروج عن السياق

 الصورة غير متاحة

د. كامل عبد الفتاح

   وردًّا على الإيحاءات التي قدمها المسلسل بانتهاج الإخوان العنف أشار د. كامل عبد الفتاح الباحث التاريخي والحاصل على دكتوراه في تاريخ الجماعات الإسلامية والمسيحية إلى أن الحلقات الأولى من المسلسل واستخدام الفلاش باك، انطلاقًا من العرض الرياضي لطلاب الأزهر كانت محاولةً من الكاتب؛ لإعطاء انطباع للمشاهد أن جماعة الإخوان المسلمين تنتهج العنف منذ نعومة أظفارها، وحتى وقتنا المعاصر.

 

وأضاف أن تلك الإيحاءات أخرجت أحداث المسلسل عن سياقها، فالنظام الخاص الذي ركزت عليه معظم الحلقات، لم يكن عملاً يخص الجماعة وحدها؛ فكل حزب وتيار ديني وسياسي شكَّل تنظيمًا خاصًا به في تلك الفترة، وهو ما أعلنه الإمام البنا وقتها وأثبتته بعد ذلك الأحداث التاريخية، من أن التنظيم الخاص للجماعة كان له هدفان رئيسان، هما محاربة الإنجليز وطرد الاحتلال الإنجليزي من البلاد، وملاحقة الجماعات الصهيونية المتطرفة في مصر، والتي كانت تُمهِّد وتدعم نشأة الكيان الصهيوني في فلسطين، ثم محاربة تلك الجماعات على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

ولفت إلى أن أعمال العنف محل انتقاد الجماعة، كان لها ما يبررها عند صانعها؛ نتيجة تأثر الشخصيات بالمناخ السياسي والواقع الاجتماعي في ذلك الحين، ولكنه تساءل في الوقت ذاته عن الهدف من وراء تسليط الضوء عما ارتكبه بعض الأفراد الخارجين عن الجماعة من أعمال عنف دون الرجوع إلى قيادتهم، في الوقت الذي قامت فيه عدة جماعات وأحزاب سياسية بمثل تلك الأفعال، ولكن دون أدنى تسليط عليها، وكأن هناك حالة ترقُّب لوصم الإخوان بالعنف في محاولة يائسة؛ لإضعاف الجماعة.

 

مكسب للجماعة

 الصورة غير متاحة

السيناريست أحمد عطا

واستنكر تعمد إظهار وحيد حامد الإمام البنا بمظهر غريب وبشخصية فظَّة غليظة القلب، رغم أنه أول من دعا إلى أن نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه، وشدَّد على أنه رغم عيوب المسلسل التاريخية والدرامية إلا أنه كان له إيجابيات عديدة منها: أن اسم الجماعة أصبح يتردد داخل كل بيت، ولم تعد "محظورة"، كما أنه كان للمسلسل الفضل أن يلجأ المواطنون للبحث والقراءة حول تاريخ الجماعة؛ ما دفع إلى تغيير الأفكار والصورة لصالح الجماعة وليس العكس.

 

ووصف أحمد عطا الناقد الفني والسيناريست مسلسل "الجماعة" بأنه عمل شديد الخصوصية، وليس مجرد عمل درامي رمضاني عاد؛ فمنذ 30 عامًا لم يحظ مسلسل بمثل هذا المستوى من المشاهدة والإنتاج؛ حيث أُنفقت عليه أعلى الميزانيات الدرامية؛ ليلتقي كلٌّ من وحيد حامد مؤلف المسلسل ومحمد ياسين مخرجه على توجههم المعادي للتيار الديني، ونفى أن يكون العمل بعيدًا عن وصاية وتدخل وزارة الداخلية وأمن الدولة، مبررًا ذلك بأن عملاً بمثل تلك الحساسية كان بإذن وإشراف مباشر من الداخلية.

 

وأشار إلى أنه على المستوى الفني جاءت الحلقات الثلاثة الأولى بمثابة "صدمة فنية"؛ لانتقاء وحيد حامد من تاريخ الجماعة القديم والحديث قضية "غسيل الأموال"، التي اتهم فيها م. خيرت الشاطر وإخوانه، وأحداث طلاب الأزهر وعين شمس؛ ليبدأ بها أحداث المسلسل.

 

طلاب الإخوان

 الصورة غير متاحة

طه عبد النعيم

   ووجَّه طه عبد النعيم "أحد طلاب الإخوان والطالب بالفرقة الخامسة بطب القصر العيني" رسالة إلى وحيد حامد قائلاًَ: "إذا أردت أن تعرف طلاب الإخوان فتعرَّف عليهم من قرب"، مشيرًا إلى مدى الحزن الذي أصاب الطلاب من محو المسلسل إسهامات طلاب الإخوان في طريق نهضة الوطن.

 

وشدَّد على أنه مهما تعرَّض طلاب الإخوان للعنف والإرهاب الأمني، فإن ذلك لن يثنيهم عن مواصلة حمل رسالة الخير لمصر، وسرد وقعة شخصية له بفصله من الجامعة عامًا كاملاً بتهمة تقديمه "بوكيه ورد" للدكتور أحمد سامح فريد عميد الكلية للتهنئة بالعام الدراسي الماضي، بعد أن وجهت له إدارة الكلية تهم الدعوة إلى العفة والطهارة والإيجابية والإصلاح، ووصف تلك الممارسات ضد طلاب الإخوان بأنها ضرب للفطرة السليمة عند الشاب المصري.

 

واتفق مع الرؤية السابقة أن المسلسل أتى بالخير على الجماعة مؤكدًا أنه في مطلع العام الدراسي الحالي فوجئ بأحد زملائه ويدعى مينا يعقوب طالب بالفرقة الأولى بالكلية يستوقفه ويسأله: "أنا جاي أشوف العنف بتاع الإخوان اللي وحيد حامد بيقول عليه"، وما كان من الطالب طه عبد العليم إلا أن ردَّ عليه قائلاً: الخدمات التي يقدِّمها طلاب الإخوان بدءًا من التهنئة بالعام الدراسي الجديد، مرورًا بالخدمات الدراسية وغيرها هي ما يقدِّمه طلاب الإخوان إلى زملائهم".

 

تحريف التاريخ

 الصورة غير متاحة

هشام حمادة

   واتهم الباحث التاريخي هشام حمادة صانعي المسلسل بتعمد تشويه وتحريف التاريخ، ووجود نية مبيتة لذلك، استنادًا لما صرَّح به وحيد حامد مؤلف الكتاب بتاريخ (13/11/2009م) لمجلة (الشرق الأوسط) قائلاً: "المسلسل سيغيِّر وجهه النظر عن الإخوان تمامًا"، وهو ما حدث عكسه تمامًا؛ كنتيجة لحالة التسطيح الشديدة التي عاني منها المسلسل، خاصةً فيما يخص طلاب الإخوان بعد أن أغفل دورهم في انتفاضة الطلبة عام 1935م.

 

وأضاف: المسلسل غفل عن التطور التاريخي لتلك الحقبة، ودور ونشاط الطلاب بشكل عام، ومن ضمنهم طلاب الإخوان، كما أن المسلسل أظهر الإخوان في صراع دائم مع حزب (الوفد)، وهو أمر مناف للحقيقة، وفيما يخص ما أثير حول انتهاج الإخوان العنف، أكد حمادة أن الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات اشتركا في عدة عمليات تطهير ثورية ووطنية ضد أعداء الوطن وقتها، ولم يُطلق عليهم أحد أنهم تبنُّوا العنف، كما حدث مع الإخوان!.

 

وشدَّد على أن الإخوان هي جماعة وطنية في المقام الأول، ولا فصل فيها للعمل الديني عن السياسي، متسائلاً: كيف أشارك في العمل الوطني وأتجنب السياسة؟!"، مؤكدًا أن ما ورد بالمسلسل هو مغالطات في التاريخ؛ لتشويه شخصية الإمام البنا وتاريخ الجماعة.

 

تخلف سياسي

 الصورة غير متاحة

د. منال أبو الحسن

   وعلى الصعيد الأكاديمي حذَّرت د. منال أبو الحسن "مدرس الإعلام بجامعتي الأزهر و6 أكتوبر" المشاهد من أن يستقي معلوماته من العمل الدرامي بشكل عام، لما يلعبه من تأثير على الصورة الذهنية، وأشارت إلى أن المسلسل حقَّق إنجازًا ضخمًا للجماعة، بدءًا من اختيار عنوانه دون أن يحمل لفظ "المحظورة"، غير أن المسلسل أتاح المجال للحوار والنقاش، وأتى بالخير على الجماعة بدفع أعضائها ومحبيها إلى محاولة تصحيح المفاهيم المغلوطة؛ لتحفيز الجماهير إلى الرجوع لأمهات الكتب؛ لمعرفة تاريخ الجماعة، بعد أن استقى المؤلف منها ما يدعِّم فكرته؛ بتشويه صورة الجماعة فقط.

 

ووصفت توقيت عرض المسلسل، بأنه يعكس حالةً من "التخلف السياسي" الذي يعاني منه صانعو المسلسل، لما يحدث من زخم للكوميديا الهزلية في رمضان، أو توجُّه المواطنين وانصرافهم نحو العبادة، مؤكدةً أن العمل ناقض نفسه بعد أن خلا من المضمون والرسالة الحقيقية التي كان يجب أن تُقدَّم عبر هذا العمل الدرامي، وهو ما أكدته د. ليلي عبد المجيد عميد كلية الإعلام السابق بعد أن تركت منصبها قائلةً: "الإعلام المصري ينقصه الرسالة".

 

الباب المحظور

 الصورة غير متاحة

عبد الجليل الشرنوبي

   وقال عبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير (إخوان أون لاين) الذي قدَّم للندوة إنه تبقى الريادة لوحيد حامد؛ لأنه اقتحم بابًا محظورًا، متوقعًا ألا يتم عرض الجزء الثاني من المسلسل، خاصة بعد اختزال حلقات المسلسل التي أعلنها المؤلف من 31 إلى 28 في الجزء الأول.

 

وأوضح أنه من الناحية الدرامية فعلينا أن نرفع شعار إما الفن للفن أو الفن للسياسة، مشيرًا إلى أن أزمة المسلسل أنه ناقض أعمال مؤلفه السابقة كفيلم (البريء)، كما أن المسلسل انطلق من وجهة نظر أن الإخوان تبنوا العنف، وهو ما جعل صورة الحكومة وأمن الدولة صورةً طيبةً، وأن الإخوان هم الأشرار، وهو ما يؤكده اعتراف وحيد حامد في تصريح له بأنه اعتمد في كتابة مشاهد الطلاب والتحقيقات بالمسلسل على محاضر أمن الدولة.

 

وأعرب عن اندهاشه مما ورد في أحداث المسلسل بالرغم من أن لوحيد حامد بعض الكتابات التي تنتصر للحرية كـ(البريء، كشف المستور، حافية على جسر الذهب)، مضيفًا أن ما حدث منه في المسلسل الأخير كان متوقعًا بعد أن قرَّر وحيد حامد تبني التبرير لمخالفات الدولة، التي بدأها بفيلمه "اللعب مع الكبار" كما قرَّر تبرير أمن الدولة من التصنت على مكالماتنا الهاتفية وغيرها.

 

كما قدَّمت الزميلة إيمان عبد المنعم شهادتها حول تعامل جهاز أمن الدولة معها عندما ساعدت الزميل المصور عمرو عبد الله لكتابة شهادته حول العرض الرياضي بجامعة الأزهر، بعد أن أخذت القضية أكبر من حجمها، ففوجئت باستدعائها إلى أمن الدولة، ورغم أن المقابلة كانت الساعة 9 إلا أن الضابط المختص جعلها تنتظر حتى الساعة الواحدة، ثم استمر التحقيق لمدة ساعتين، كانت تعنيفًا لها؛ لأنها ساعدت زميلها في كتابة شهادته بهذا الشكل الذي أغضب الأجهزة الأمنية.

 

بتر وتشويه

 الصورة غير متاحة

إسماعيل ترك

   وفي مداخلته استعرض إسماعيل ترك الباحث التاريخي العديد من الأحداث التاريخية التي شوهها المسلسل وخاصة كفاح التنظيم الخاص الذي كان بمثابة جيش تحرير ضد المحتل الإنجليزي وضد الصهاينة في مصر وأرض فلسطين، مشيرًا إلى أن الإمام الشهيد حسن البنا استنكر الاغتيالات التي قام بها بعض أعضاء التنظيم دون علمه، وقال ذلك في بيانات مكتوبة، فلماذا يطالب البعض الآن الإخوان بالاعتذار، ولم يطالب أحد الرئيس جمال عبد الناصر أو أنور السادات وتنظيم الضباط الأحرار بالاعتذار رغم أن الرئيس عبد الناصر شارك في محاولة اغتيال سري باشا عامر وزير الحربية وقتها، وقام السادات باغتيال أمين عثمان باشا، بل إن النقراشي باشا وأحمد ماهر باشا قاما باغتيال السيردار الإنجليزي وكانا وقتها ضمن شباب حزب الوفد، وأعلن الزعيم سعد زغلول عدم مسئوليته عنهما، وقال أنا لست مسئولاً عن تصرفات بعض الشباب الذين تصرفوا من تلقاء أنفسهم، وفي الوقت نفسه كلف مصطفى النحاس باشا بالدفاع عنهما، وقد كان وتحول حكم الإعدام ضدهما إلى حكم بالبراءة، مشيرًا إلى أن الإمام الشهيد حسن البنا طلب من عبد الرحمن السندي وأمام قيادات الإخوان بعد مقتل الخازندار باشا ألا يقوم بأي عملية من هذا النوع إلا بعد إذن كتابي منه شخصيًّا حتى يتحمل المسئولية في الدنيا قبل الآخرة.

 

وأكد ترك أن المسلسل تلاعب بالأحداث التاريخية وشوهها وبترها من سياقها، وتلاعب في التوقيتات الزمنية وعلاقة الإخوان بالسعودية وأن السعودية هي التي كانت تمول الإخوان رغم أن المملكة السعودية لم يظهر فيها البترول إلا بعد استشهاد الإمام البنا، كما أن رحلة الحج التي عرضها المسلسل خالفت التاريخ حيث كانت رحلة الحج بعد وفاة الشيخ رشيد رضا بعام كامل وليس في وفاته كما جاء في الجماعة.

 

وقال محمد العزوني المخرج السينمائي الشاب أن المسلسل لقي دعمًا غير مسبوق من أجهزة الدولة، وخاصة وزارة الداخلية التي فتحت قسم شرطة الدقي ليتم فيه تصوير العديد من المشاهد الخارجية والداخلية، وكذلك وزارة الثقافة التي فتحت القاعة الذهبية لقصر محمد على لتصوير العديد من المشاهد وهو ما لم يتسنَّ لمسلسل الملك فاروق أو الملكة نازلي، مما يؤكد دعم الدولة للمسلسل، الذي أشرف وحيد حامد على 85% من تصويره ومونتاجه.

 

انقلب السحر على الساحر

 الصورة غير متاحة

د. أحمد دياب

   وفي ختام الندوة تساءل الدكتور أحمد دياب الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب: "لمصلحة من يُهال التراب على الرموز المضيئة في وقت نكون أحوج ما يكون لتلك الرموز؛ فالشباب أمامهم رموز الفساد والبلطجة والثراء الفاحش ونهب الأراضي وغيرها، ما يدفع أحدهم للإلقاء بنفسه في البحر ويُعرض نفسه للموت هربًا من هذا الواقع.

 

واستنكر الصورة التي جسدها وحيد حامد للإمام البنا في المسلسل، موضحًا أنه لو كان الإمام البنا على هذه الصورة ما انتشرت أفكاره في 90 دولة على مستوى العالم، وما كان لجماعته التي أسسها انتشارًا أفقيًّا في البلدان المختلفة ورأسيًّا داخل المجتمع المصري، وما كان الآن خُمس أعضاء مجلس الشعب من الإخوان المسلمين، وطالب بأن تُصان تلك الرموز الطيبة أمام الأجيال وتوضع أمامهم كقدوة.

 

وأضاف أنه كانت هناك حالة من الإلحاح من قبل جهات عرض المسلسل لإجبار المواطن على رؤيته عن طريق تكرار عرضه على مدار 24 ساعة في أوقات متعددة ومتعاقبة، كما حدث في برنامج (حالة حوار) قبيل انتخابات 2005م، واستضافته لخصوم الإخوان في وصلة من الخصومة على مدار ساعتين على الهواء ولكن في النهاية انقلب السحر على الساحر، وعلينا أن ننتظر بعد عرض 28 حلقة كاملة ماذا سيحقق الإخوان في انتخابات 2010م إذا أجريت بشكل نزيه.

 

ودعا خصوم الإخوان لكي تكون لغة الحوار هي السبيل لتصحيح الأوضاع، مشيرًا إلى أن جميع أخطاء الإخوان قابلة للنقد والتصحيح بالحوار وليس بالتشويه.

 

 

 الصورة غير متاحة

الصورة غير متاحة

 الصورة غير متاحة

الصورة غير متاحة

 

 

 

شاهد فعاليات الندوة