السائل: زيزو- إسكندرية- مصر:

* هل يجوز الجمع بين الأضحية والنذر بقيمتين كبيرتين، ولكن في نفس البقرة، بمعنى أن واحدًا عليه نذر، ويريد أن يضحيَ أيضًا، فهل يمكن شراء بقرة كبيرة شاملة قيمة الأضحية وقيمة النذر؟

 

يجيب عن السؤال: فضيلة الشيخ سعد الدسوقي- من علماء الأزهر الشريف:

** الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7)﴾ (الإنسان).

 

فكان الوفاء بالنذر أول خصلة من خصال الخير التي التزم بها هؤلاء الأخيار؛ حيث لم يتركوا لأنفسهم الحرية في أداء النوافل من أنواع العبادات حسب ما يجدونه من النشاط في الأوقات، بل ألزموا أنفسهم أنواعًا من الطاعات؛ حتى يسدوا النوافذ أمام النفس والهوى والشيطان، ولمَّا علم المولى سبحانه صدقهم وإخلاصهم في هذا التوجيه لعبادته أعانهم على الوفاء بنذرهم؛ ليسلكهم في زمرة أحبابه وأصفيائه.

 

وربط النذر بالخروج من مأزق معين أو بطلب التوفيق في شيء معين يُكره؛ وذلك لأنه يدل على بخل الناذر وشُحِّه، وأنه لا يتصدق لله صدقةً إلا بمقابل.

 

لذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن ابن عمر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر، وقال: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل" (البخاري ومسلم).

 

 وقد أخبر الله تعالى بوقوع العقاب على مَن لم يُوفِ بالنذر، فقال سبحانه ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)﴾ (التوبة).

 

فالوفاء بالنذر لازم، وهو لازم عند الاستطاعة؛ فلو أخَّره الإنسان مع الاستطاعة فهو آثم.

 

واعلم أخي السائل أن النذر الواجب عليك هو أحق وأولى بالأداء، ولا يجوز الجمع بين الأضحية والنذر الواجب عليك؛ فهو أداء مستقل، فابدأ بالواجب إذا كان قد حان ميعاده، والله عز وجل يُجزيك بنيتك؛ فالأعمال بالنيات.

 

تقبَّل الله منَّا ومنكم صالح الأعمال، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله تعالى أعلم.