- د. عمار علي حسن: الشعب سئم من أساليب الحزب الفاشلة

- د. محمد البلتاجي: "الوطني" يستخدم أساليب قذرة مع خصومه

- المستشار محمود الخضيري: سنشهر إفلاس النظام قريبًا!

- د. كريمة الحفناوي: النظام الحاكم الآن يشبه "الديك المذبوح"!

 

تحقيق: مي جابر

30 عامًا.. لم تهدأ فيها حدة الحرب التي أعلنها النظام الحاكم ضد جماعة الإخوان المسلمين، باستخدام كل الوسائل التي يمتلكها من اعتقال لأعضائها، والتنكيل بهم، وإحالتهم إلى المحاكمة العسكرية، واستخدام العنف ضدهم، والتزوير في الانتخابات، ومحاولات إقصائهم من الحياة السياسية، فضلاً عن حملات التشويه التي يتبنَّاها، ظنًّا أنها تؤثر على شعبية الجماعة في الشارع المصري.

 

بلغت الحرب ذروتها في انتخابات مجلس الشعب 2010م، يواجه فيها الإخوان نظامًا بوليسيًّا وقمعيًّا، يستخدم الآلة العسكرية في حسم المنافسة مع خصومه؛ حيث قامت وزارة الداخلية باعتقال أكثر من 1206 من أنصار مرشحي الجماعة، بالإضافة إلى منع جولاتهم ومسيراتهم الانتخابية، وفضَّها بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاط، ما نتج عنه سقوط 4 شهداء، بالإضافة إلى مئات المصابين.

 

ومن الناحية القضائية يتجاهل النظام الأحكام التي حصل عليها مرشحو الإخوان؛ من حيث أحقيتهم بإدراك أسمائهم في قوائم المرشحين، ووقف الانتخابات ببعض المحافظات، وفي الوقت نفسه يلجئون للقضاء؛ لنزع حقهم في ممارسة الحياة السياسية التي كفلها لهم الدستور المصري بدون تمييز.

 

(إخوان أون لاين) عرض تلك النماذج على الخبراء والناشطين السياسيين؛ لمعرفة آرائهم في سطور التحقيق التالي:

 

بدايةً.. يشير الدكتور عمار علي حسن إلى أن ما يحدث في انتخابات مجلس الشعب من انتهاكات ما هي إلى صفحة من المعركة الطويلة والممتدة بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين، والتي استمرت منذ 3 عقود ماضية، مؤكدًا أن النظام يملك كل الوسائل للسيطرة على نتيجة الانتخابات قبل بدايتها؛ حيث إنه قام بإلغاء الإشراف القضائي وهيمنة الدولة، متمثلةً في وزارة الداخلية على العملية الانتخابية.

 

تنظيم الشرطة!

 الصورة غير متاحة

د. عمار علي حسن

ويضيف أن الإخوان يواجهون تنظيم الشرطة والبلطجية خلال ممارستهم للحياة السياسية التي كفلها لهم الدستور المصري، مبينًا أن الحزب الحاكم يريد تحجيم دور الإخوان في الشارع السياسي بشكل عام والبرلمان بشكل خاص، ولذلك قام النظام بتقييد الحياة السياسية خلال السنوات السابقة لصالح الحزب الوطني الأوحد!.

 

ويتابع: "هناك العديد من الترتيبات التي يعدها النظام منذ عدة سنوات؛ لانتزاع شرعية التغلب، وفرض نفسه عنوةً على الشعب المصري؛ وذلك لحماية مصالح فئة قليلة في الحكم".

 

ويوضح أن الشعب سئم دعاية "الوطني" المهاجمة للقوى المعارضة؛ وذلك لكثرة أكاذيب الحزب، فالقاعدة العريضة من الشعب المصري أصبحت لا تصدق، ولا تثق في خطاب النظام؛ لعلمهم بأنه لا ينتمي إلى الأفعال.

 

ويؤكد أن جماعة الإخوان لديها تنظيم أيديولجي واضح وخبرة في الحياة السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى قدرتها على التعبئة والحشد، ما يجعلها تهديدًا قويًّا لحزب فاقد للشرعية والشعبية، مشيرًا إلى أن وسائل مهاجمة الإخوان تصبُّ في النهاية لمصلحتهم؛ حيث تمكنهم من تكوين قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة.

 

حالة ذعر

 الصورة غير متاحة

د. محمد البلتاجي

ويرجع الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، سبب تخبط النظام في مواجهته لجماعة الإخوان إلى أنه يعاني الآن حالة ذعر عامة، وهو ما يجعله يلجأ لجميع الوسائل؛ لعدم ثقته في أن وسيلة واحدة ستأتي بالنتيجة التي يريدها، مشيرًا إلى أن الحزب الوطني يدرب أعضاءه على جميع الوسائل القذرة التي يمكن استخدامها ضد منافسيه.

 

ويتابع: "يشعر الحزب الحاكم بعدم الاطمئنان لقدرته على السيطرة على نتائج الانتخابات، وذلك لإجراء عملية التصويت في يوم واحد".

 

تشويه الخصم

ويقول: إن الجميع كانوا يتوقعون أن يتم تزوير نتائج الانتخابات تزويرًا ناعمًا، خاصةً بعد التعديلات الدستورية المشبوهة التي أدخلها عام 2007م، ومنها إلغاء الإشراف القضائي، بالإضافة إلى إسناد إدارة العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها إلى وزارة الداخلية، التي تتدخل في اختيار المرشحين والموظفين المشرفين على الصناديق الانتخابية، مضيفًا أنه رغم ذلك استخدم النظام أساليبه المعتادة؛ من تشويه خصمه، واستخدام العنف والبلطجة، واعتقال مَن يحاول إعلان تأييده للإخوان!.

 

ويؤكد أن وسائل الدعاية المهاجمة للإخوان لا تؤثر على شعبية الإخوان وسط الجماهير، التي أصبحت تميز بين الصادق والكاذب، والصالح والفاسد، مضيفًا أن التاريخ يثبت أن السحر ينقلب على الساحر، فجميع الدعاية الكاذبة التي هدفها تشويه جماعة الإخوان المسلمين تنقلب إلى صالحنا؛ حيث تزداد شعبيتنا، ويصل صوتنا إلى جميع البيوت المصرية.

 

إفلاس النظام

 الصورة غير متاحة

  المستشار محمود الخضيري

"النظام أفلس منذ 30 عامًا، وسنشهر إفلاسه قريبًا" بهذه الكلمات يصف المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق ورئيس حركة "مصريون من أجل انتخابات حرة ونزيهة"، الممارسات التي ينتهجها الحزب الحاكم في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى قلق النظام من شعبية الإخوان التي تزداد يومًا بعد يوم لنزاهتهم المعروفة؛ حيث لم يعد النظام يثق في أن وسيلة التزوير الناعمة للانتخابات سيأتي بالنتيجة المطلوبة.

 

ويضيف أن النظام يكرر أساليبه في تشويه صورة الإخوان، رغم أنها ثبتت فشلها في تحقيق هذا الهدف، مطالبًا الإخوان بالاستمرار في تقديم التضحيات؛ من أجل تحقيق الإصلاح والتغيير المنشود؛ حيث إن جماعة الإخوان اعتادت تحمل الصعاب منذ نشأتها وحتى الآن.

 

ويشدد على أهمية دعم الجماهير للجماعة والشرفاء من أجل القضاء على الفساد المنتشر في كل المجالات، وإعادة مكانة مصر الإقليمية والدولية بعد أن أهدرتها تصرفات النظام وممارساته.

 

الضرب "في المليان"

ومن جانب آخر، تقول الدكتورة كريمة الحفناوي الناشطة السياسية: إن النظام استخدم وسيلةً جديدةً خلال حربه مع جماعة الإخوان المسلمين، فإلى جانب الاعتقالات وحملات تشويه الصورة الذهنية أمام الجماهير، وتزوير نتائج الانتخابات، لجأ الحزب الحاكم إلى استخدام العنف المفرط ضد مرشحي الجماعة وأنصارهم ومؤيديهم، مؤكدةً أن النظام يرفع شعار "العنف هو الحل" في تعاملاته مع جميع معارضيه؛ حيث أصبحت سياسة الضرب "في المليان" اللغة الوحيدة التي يفهمها ويتقن التحدث بها.

 

وتضيف أن عنف النظام تطور ليصل إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي؛ لفض المسيرات الانتخابية السلمية للمرشحين، مشيرةً إلى أن هذا التصعيد في استخدام العنف مرفوض من كل القوى السياسية والمواطنين الشرفاء.

 

نكتة النظام!

وتتعجب د. كريمة من لجوء قيادات الحزب الحاكم للقضاء للطعن في شرعية ممارسة مرشحي الإخوان حقوقهم السياسية، بحجة أنهم ينتمون إلى تنظيم محظور، متسائلةً: هل تذكَّر النظام الآن فقط أن جماعة الإخوان تنظيم محظور رغم حصولها على 88 مقعدًا خلال الفصل التشريعي السابق، ورغم اعتراف كل رجال الحزب بأن هناك كتلةً برلمانيةً للإخوان في المجلس!.

 

وتستطرد قائلةً:" يخرج علينا النظام دائمًا بنكتة جديدة، فكيف يصادر حق أي مواطن مصري من ممارسة حقوقه السياسية بغض النظر عن مرجعيته أو انتمائه السياسي، رغم قانونية وضعه، فنواب الإخوان دخلوا المجلس بوصفهم مستقلين، كما دخل حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس، كما أن كلامهم يطعن في شرعية مجلس الشعب خلال السنوات الخمس الماضية، وبالتالي يطعن في كل القوانين الصادرة خلال هذه الفترة".

 

الديك المذبوح!!

وتشير إلى أن الحزب يحاول التلاعب بالقوانين، والعبث بها وفقًا لمصالحه الخاصة؛ حيث يستخدمها وقتما يشاء ويتجاهلها إذا كانت تضر بهذه المصالح، موضحةً أن النظام يمر الآن بفترة ضعف شديدة، ولا يرغب في تكرار ما حدث بانتخابات مجلس الشعب 2005م.

 

وتصف د. كريمة النظام في الفترة الحالية بـ"الديك المذبوح" الذي يحاول أن يحافظ على آخر دقائق في حياته؛ لتأتي جميع أفعاله متخبطة ومذبذبة، مبينةً أنه يحاول أن يدافع بشراسة عن مصالحه التي يشعر أنها تُنتزع منه؛ بسبب سياساته الخاطئة والفاسدة.

 

وتؤكد أنه لا يستطيع أحد إنكار أن جماعة الإخوان هي أكثر القوى المؤثرة في الحياة السياسية؛ ولذلك يحاول الوطني إقصاءها من البرلمان، واستكمال ديكوره ببعض الأعضاء الخاملين الذين لا يؤثرون في القرارات السياسية، فلا يريدون مشاهدة نماذج من أمثال صبحي صالح أو سعد عبود.

 

وتشبِّه مجلس الشعب بالأرض التي تم تسميدها بسماد فاسد؛ ولذلك يثمر ثمارًا فاسدةً وضعيفةً، مشيرةً إلى أن الحزب رتب الوضع الحالي لإنتاج هذا المجلس؛ حيث قام بغلق القنوات الفضائية والجرائد، ومنع التصوير في اللجان الانتخابية؛ لتمرير تزوير النتائج والنواب الذي يريدهم فقط.

 

وتقول: "يتمتع النظام بالغباء الشديد؛ حيث إنه تغافل أن التقدم الهائل في التكنولوجية أوجد إعلامًا بديلاً ينقل الأحداث بالصوت والصورة في نفس الوقت، وأن معظم الشباب يجيدون استخدام هذه الوسائل، وهي الوسيلة الفاعلة لمحاربة الدولة الإرهابية البولسية".