أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أن البشرية اليوم في أمسِّ الحاجة إلى العدل الذي أقامه الإسلام على الأرض؛ لإسعاد الدنيا، وتصحيح مسار البشر، وإنه لا سبيلَ لاستقرار العالم إلا بالرجوع إلى العدل على كافة المستويات عالميًّا ودوليًّا وإقليميًّا ووطنيًّا؛ فرديًّا وجماعيًّا من المساواة والحرية والعدالة والإقرار بالحقوق لأصحابها.
وشدد في رسالته الأسبوعية تحت عنوان: "حاجة البشرية إلى عدل الإسلام" على أن الفوضى والاضطراب في العالم الآن يرجع السبب فيهما إلى الظلم، والمعايير الظالمة منذ أن استأثرت الدول الكبرى بحقِّ الفيتو مصرة على ضياع حقوق غيرهم من الشعوب، والدول بلا حسيب، ولا رقيب، وأن هذا الانحياز السافر الظالم، هو سبب كل الحروب التي تدور رحاها على امتداد الكرة الأرضية.
وشدد فضيلته على أن منطقتنا العربية والإسلامية لن تعرف الاستقرارَ في ظلِّ وجود الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، ولا أمانَ في ظلِّ هذا الظلم الدولي الذي يمالئ الظالم على ظلمه، ويرفض رد الحقوق لأصحابها، ولا يقرن شعارات العدالة الإنسانية بالتطبيقات العملية على الأرض.
وقال: "إن العدل هو مفتاح استقرار واطمئنان المجتمعات، وحافز على العمل والإنتاج، ومصدر لنماء العمران، وكثرة الخيرات والأرزاق، وزرع الثقة بين أفراد الوطن الواحد"، مستشهدًا يقول ابن خلدون: "اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم ذاهبٌ بآمالهم في تحصيلها واكتسابها، لما يرونه حينئذٍ من أن غايتها، ومصيرها انتهابها بين أيديهم، وعلى قدر الاعتداء، ونسبته يكون انقباض الرعايا عن السعي في الاكتساب والعمران".
وأضاف فضيلة المرشد العام أن العدل حين يسود تضيق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويسهل تدارك الفقر ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد، وتقبل الرأي الآخر؛ لأن أهم مقومات العدل الذي هو سبب الاعتدال وعدم التطرف، إحساس الإنسان بهويته وكيانه ومستقبله، وهو يرفض ما يفرض عليه من تلون أو تلاعب.