تناولت الصحف التركية الصادرة، اليوم، مظاهرات "الغضب" التي أظهرت نفاد صبر الشباب المصري من الحكم المستبد للنظام الحالي المستمر منذ 30 عامًا، في الوقت الذي رصدت فيه غالبية الصحف الأنباء التي تحدثت عن هروب بعض قيادات الحزب الوطني الحاكم إلى خارج البلاد.

 

وقالت صحيفة (أقشام) إن الشعب المصري استمر في التظاهر طوال اليومين السابقين؛ ما يعكس جدِّية الشباب في التغيير، بالرغم من العنف الذي تمارسه الشرطة المصرية، مطالبين بذهاب ورحيل النظام الحالي إلى الأبد.

 

أما صحيفة (برجون) فقالت إن الدور جاء على النظام المصري الذي يقبض على الدولة بقبضة الحديد الذي كمَّم خلالها أفواه شعبه طوال عشرات السنين، متوقعة استمرار الأنشطة المنددة بالنظام.

 

وأبرزت الصحيفة صورة محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، الذي تمَّ سحله أمام النقابة، أمس، وتناولت مطالبات الشعب المصري برحيل النظام الحالي، وما يريده الشباب الذين فجَّروا المظاهرات الغاضبة.

 

وقالت صحيفة (كونش) إن مصر انفجرت في وجه النظام المستمر منذ 30 عامًا في حكم الدولة المصرية، أما صحيفة (حرييت) فأشارت إلى أن الشعب المصري جادٌّ هذه المرة في مطالبه بطرد قادة النظام خارج البلاد.

 

من جانبها، قالت صحيفة (مللي كزته) إن الفقر والبطالة والاضطهاد والظلم هم السبب في هبَّة الشعب في كل مكان، لافتة النظر إلى عدم حكمة النظام المصري وتهوره مقابل الأنشطة السلمية للمحتجين.

 

 الصورة غير متاحة
 
وتنبأت صحيفة (ملليت) بسقوط النظام المصري الذي وصفته بأنه يترنح الآن بعد الغضب الشبابي في كثير من المدن المصرية؛ بسبب الفقر والظلم واليأس، وما قامت به الداخلية المصرية من تهديد للمتظاهرين، بأنها لن تتسامح تجاه أي نشاط احتجاجي.

 

وكشفت صحيفة (بوستة) عن رعب النظام المصري من شبكات التواصل الاجتماعي كـ(تويتر) وغيرها؛ مما أدَّى إلى إغلاقها في وجه الناشطين الشباب الذين أثبتوا جديتهم في مطالبهم.

 

أما صحيفة (صباح) فتحدثت هي الأخرى عن الأنباء التي أشارت إلى هروب قيادات من الحزب الحاكم من مصر، وإعاقة الـ(فيس بوك) و(تويتر).

 

وقالت صحيفة (طرف) إن "الفراعنة في مأزق بعد الاحتجاجات التي قام بها الشعب المصري ضدهم"، أما صحيفة (وطن) فنقلت مطالب المصريين بضرورة إسقاط النظام، وعرضت صحيفة (يني شفق) قوة الاحتجاجات الموجودة في مصر، ومدى تأثيرها على الساحة العربية والعالمية.

 

وفي حوار أجراه المندوب الإعلامي لوكالة (خبر إكس) مساء أمس، في مكالمة هاتفية، أكد الدكتور جمال حشمت أحد قيادات الإخوان أن المظاهرات التي خرجت أمس كلها بدأت سلمية، وأنه لم يتم الاعتداء على أي ممتلكات ولا على رجال الأمن، ولم يكن هناك أية نية من هؤلاء الشباب المتظاهرين لإلحاق أي ضرر أو إتلاف ممتلكات.

 

وروى حشمت ما شاهده خلال المظاهرات من الاعتداء على الشباب، واعتقال أكثر من 60 شابًّا صباح يوم الغضب 25-1-2011م فقط منهم نجله، وما قام به الأمن من تسليط أناس يلبسون الزيَّ المدني، ليشتبكوا مع رجال الأمن، وذلك لاختلاق المشاكل، وإيجاد حجة للتشابك مع المتظاهرين، واستخدام الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع.

 

وأكد أيضًا حشمت عدم وقوف أي فصيل سياسي معين وراء هذه الهبة الجماهيرية، ولكن قام بها شباب (الفيس بوك) وشباب الإخوان و6 أبريل وبعض الفصائل الأخرى من الشباب المتحمس العادي، الذي شعر بظلم شديد طوال 30 عامًا وحرمانه من حقوقه.

 

وكذَّب حشمت ما أخرجته وزارة الداخلية من أن الإخوان وراء تحريك كل هذه المظاهرات؛ بسبب وجود عدد كبير من نواب الإخوان وشخصيَّاتهم، وأن هذا الادعاء أخذوه مبررًا لما فعلوه أمس في المتظاهرين والتهجم على الناس.

 

ونادى حشمت العالم وكل الدول المحبة للعدل والسلام، وخصوصًا تركيا، ألا تعطي الشرعية لهذا النظام الذي يهتك حرمة شعبه، ويفتك كل معاني الإنسانية.

طالع ملفًا كاملاً عن يوم الغضب