لقد أعلنت الحكومة، اليوم، على لسان متحدثها الرسمي السفير مجدي راضي أن موقعي (فيسبوك) و(تويتر) لم يتم حجبهم في مصر، ولقد أثار فضولي خروج الحكومة عن صمتها وإعلانها عدم حجب الموقعين بالرغم من تأكيدات كلِّ المستخدمين في مصر من عدم قدرتهم على تصفح الموقعين سوى عن طريق استخدام بروكسيات أو طرق أخرى، إذًا فما الذي يحدث؟ وما هي الحقيقة؟ الموقعان محجبوبان كما يدعي النشطاء أم غير محجوبين كما تدعي الحكومة الذكية؟

 

للإجابة عن هذا السؤال قمتُ بعمل تتبع لمسار الوصول للموقعيين أو تريس رووت Trace Root للتحقق من حجب الموقعين من عدمه، وهذه الطريقة تعمل بأن تصدر أمر التتبع من جهاز الحاسب الخاص بك TRACERT متبوعًا بالموقع المراد تتبع مسار الوصول إليه، ثم تنظر أين سيتوقف الوصول للموقع، وعادة ما يكون إحدى "سيرفرات" مجلس الوزراء كما حدث مع حجب (إخوان أون لاين) أثناء فترة الانتخابات، ولكن بعد إصدار الأمر وجدت أمرًا عجيبًا، فقد استطعت الوصول إلى سيرفر الموقعين، وهنا فطنت للخدعة الذكية من حكومة التزوير الذكية، فليس غريبًا على من زوَّروا إرادة الشعب أن يقوموا بمحاولة إقناع العالم بنزاهتهم ودعمهم وحمايتهم لحرية الرأي كما ادعى المتحدث الرسمي.

 

لقد قامت حكومتنا الإلكترونية بالسماح بمرور اختبار التحقق من الوصول للموقعين عن طريق التريس رووت "Trace Root" ولكنها في الوقت نفسه منعت إمكانية تصفح الموقعين، وبذلك تستطيع الحكومة أن تقسم بأغلظ الأيمان أنها لم تحجب الموقع، إنها حقًّا حيلةٌ ذكيةٌ من حكومة ذكية في التزوير وقلب الحقائق.

-----------

(خبير نظم المعلومات)