﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾ (آل عمران)، هذا ما كنت أتمناه وأرجوه.. هذه المنزلة العالية التي يذكرها رب العزة في قوله ﴿وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء﴾ (آل عمران: 140)، أستشرف إلى موكب الشهداء فأغبطهم على تلك المكانة السامية التي شرفهم بها رب العزة وما أجلها من مكانة.. أراهم أمامي، وقد حمل كل منهم روحه على كفه وخرج ينادي بحقه في حياة كريمة، ولكن يأبى الطغاة إلا أن يكافئوا هؤلاء الشرفاء بالقتل.

يا لها من مأساة تنم عن سوء المنبت وسوء الإدراك وسوء التربية.


هنيئًا لكم أبنائي الأبرار هذه الشهادة، وأسأل الله أن الحق بكم في الجنة.


وإليكم هديتي


 لهفي عليك ولوعتي .. ولدي الشهيد         يا غاليًا .. يا درة العقد الفريد

حققت آمال الحشود بعزة    وكرامة             فغدوت تهتف للفجر الجديد

حان الخلاص لأمة مقهورة                 عانت من الأهوال والظلم العتيد

ونهاية العهد الملطخ بالدما              وبزوغ عهد العز والعيش الحميد

وكتبت بالدم الغالي صحائفا               شهدت بها الأكوان في اليوم الوليد

يوم الشهادة يوم الشهامة   في الورى    يوم السماحة يوم إقصاء العنيد

سجلت تاريخًا جليلاً شامخًا           تزهو به الأجيال في اليوم السعيد

وهزمت بالعزم الأكيد مكابرًا       متغطرسًا متعاليًا شيطانًا مريد

وفتحت أبواب الكرام للعلا        ففضحت بالإيمان أذناب العبيد

ومضى الطاغوت يجر أذيال الخيانة        والمهانة شأنه شأن البليد

فاهنأ بمنزلة الخلود وبالرضى      من مالك الأكوان في يوم الوعيد

وابشر بتكريم الملائك في العلا        في ظل عرس خالد ..  يحميه رحمن مجيد

 

يا أمهات الشهداء، ويا آباء الشهداء، ويا أسر الشهداء، وأهلهم جميعًا.


نحن معكم وبكم لا ننسى أبناءنا الشهداء- نتاج غرسكم الكريم وتربيتكم- نشارككم مشاعركم نحن بكم ونتفاعل معكم سنكون معكم دائمًا في أفراحكم وأتراحكم، ونسأل الله أن نكون قادرين أن نقدم لكم ما نرد به على حسن عطائكم للأمة وأن يجمعنا مع الشهداء في مستقر رحمته ورضوانه..


﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)﴾ (البقرة).

-------------
* نائب المرشد العام للإخوان المسلمين