واصل العقيد الليبي معمر القذافي الذي يحكم بلاده منذ 40 عامًا حربه الشعواء ضدّ الآلاف من المتظاهرين الذين طالبوا بإسقاط نظامه الفاسد؛ حيث سقط اليوم المئات من المتظاهرين في مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا في مجزرة بشعة ارتكبها القذافي.

 

وقالت مصادر إعلامية اليوم، إن عدد الجثث في بنغازي ربما وصل إلى 300 شهيد إضافة إلى 1000 جريح, وتحدثت تقارير أخرى عن استعمال الجيش الليبي المروحيات لقمع المتظاهرين.

 

وقال شهود عيان إن هناك قصفًا عشوائيًّا يستهدف الرجال والأطفال والنساء في بنغازي؛ حيث يحاصر المتظاهرون نجل الزعيم الليبي الساعدي، وتبذل القوى الأمنية محاولات لإخراجه من المدينة.

 

وكما حدث في مصر، قامت الحكومة بحجب الإنترنت عن جميع أنحاء ليبيا، واعتقلت ليبيين أجروا مكالمات هاتفية مع وسائل الإعلام؛ ما جعل من الصعب للغاية الحصول على معلومات عن تطورات الأوضاع هناك.

 

من جانبهم طالب نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا، من خلال "نداء عاجل" لقوات الأمن بوقف عمليات القتل.

 

وضمّ النداء العلماء والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاته ومصراته والزاوية وبلدات، وقرى أخرى بالمنطقة الغربية.

 

وكانت منظمة "هيومان رايتس" طالبت اليوم الاتحاد الإفريقي والدول الإفريقية والعربية التي تربطها علاقات بليبيا، أن تناشد الحكومة الليبية وقف أعمال القتل غير القانونية بحقّ المتظاهرين على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

 

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "هيومان رايتس ووتش": "هناك كارثة إنسانية تحدث هذه اللحظة في ليبيا، مع مقاومة المتظاهرين بجرأة للرصاص والموت لثالث يوم على التوالي، ليبيا تحاول حجب المعلومات تمامًا عن العالم الخارجي، لكن لا أحد يقدر على إخفاء مذبحة".

 

وزعمت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن أجهزة الأمن ألقت القبض على "عشرات من عناصر شبكة أجنبية" من جنسيات عربية مختلفة، وأتراك، مهمتهم "ضرب استقرار" البلاد، وهي نفس الاتهامات التي واجهها ثوار مصر.

 

وقالت الوكالة: "إن هذه العناصر التي تنتمي لجنسيات تونسية ومصرية وسودانية وتركية وفلسطينية وسورية، مكلّفة بالتحريض على القيام بهذه الاعتداءات وفق برامج محددة!!".

 

في المقابل أظهرت فيديوهات تم تداولها عبر الموقع الاجتماعي (فيس بوك) صورًا لما وصف بأنهم "مرتزقة أفارقة" يرتدون زيًّا عسكريًّا ويتحدثون باللغة الفرنسية، وأكد شهود لموقع (العربية نت) أنه تم إلقاء القبض على بعضهم واعترفوا بأنهم تلقوا تعليمات من خميس القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

 

وجاءت الردود الدولية على ما يجري في ليبيا خجولة ومترددة إلى حدٍّ كبير، وكان أبرزها من بريطانيا التي وصف وزير خارجيتها "وليام هيغ" قمع المتظاهرين الليبيين بأنه "مروع وغير مقبول"، في حين قال رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني، إنه لا يريد "إزعاج" الزعيم الليبي معمر القذافي بشأن حركة الاحتجاجات.