دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الجيش الليبي وقوات الأمن الشرفاء إلى وقف المظالم التي يرتكبها بحقِّ الشعب، وحقن إراقة الدماء، وحماية الشعب من الظلم والطغيان والاعتداء، مناشدًا المتظاهرين الصبر والثبات على المبادئ، والحفاظ على سلمية التظاهر والأموال العامة والخاصة، والابتعاد كليًّا عن إراقة الدماء البريئة.

 

وأكد الاتحاد- في بيان وصل (إخوان أون لاين)- على أهمية إظهار ثوار الشعب الليبي للقيم الإسلامية والحضارية، كما كان عليها أشقاؤهم في مصر، وأن يكونوا على يقين بأن الله معهم وسينصرهم مصداقًا لقوله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ﴾ (آل عمران: من الآية 160)، داعيًا الشعب الليبي إلى الوحدة الوطنية الجامعة، والاعتصام بحبل الله المتين، محذرًا من أية دعوة قبلية أو حزبية تفرِّق ولا تجمع، وتؤثر في لحمة الشعب وسداه؛ ما يمهد لحدوث حرب أهلية وقبلية.

 

وطالب نظام القذافي بتقوى الله تعالى في الشعب الليبي الذي يحكمه منذ أكثر من أربعة عقود، وأن يترك لهم المجال لاختيار تقرير مصيرهم بأنفسهم، والقيام بالإصلاحات الجذرية المطلوبة، وإطلاق سراح المعتقلين، وخاصة العلامة الشيخ صادق الغرياني فورًا، وتحمّل مسئولية الحفاظ على حياته وأمنه.

 

كما طالب الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر ومؤسسات المجتمع المدني وجميع الشرفاء بالعالم للوقوف مع حقِّ الشعب الليبي في التظاهر السلمي، والمطالبة بحقوقه، وحمايتهم بكلِّ الوسائل المشروعة والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، ومن جرائم الحرب المحظورة التي ينتهجها القذافي.

 

وأكد أن إراقة الدماء البريئة بكلِّ بساطة دون اعتبار لحرمتها وخطورتها عقابها وخيم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً﴾ (المائدة: من الآية 32)، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93)﴾ (النساء)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يُصب دمًا حرامًا".

 

في سياق متصل طالبت جبهة علماء الأزهر في بيان وصل (إخوان أون لاين) اليوم المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية وكل منظمات الإغاثة الدولية والوطنية والعالمية والصليب الأحمر والهلال الأحمر بنجدة وإغاثة الشعب الليبي ودعمه بسيارات الإسعاف والطعام والدواء والشراب عن طريق بوابات السلُّوم.

 

ودعت الشعب الليبي إلى التوكل على الله، والثبات والصمود أمام طغيان القذافي وأعوانه، والتصدي لهم حتى تنالوا النصر والحرية، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)﴾ (المائدة23: من الآية)، وقوله تعالى: ﴿انفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)﴾ (التوبة)، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45)﴾ (الأنفال).