هل كان يدرك مبارك وحاشيته عقاب الله؟

هل كان يدرك مبارك أن قدر الله نافذ لا محالة؟

هل كان يدرك مبارك أن الله إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون؟

هل كان يدرك مبارك أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده؟

هل كان يدرك مبارك أن لكل ظالم نهاية؟

هل كان يدرك مبارك أن الله يقول لدعاء المظلوم "لأنصرنك ولو بعد حين"؟

هل كان يدرك مبارك دعاء الناس عليه بهذا الدعاء الجميل: "اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم"؟
كانت كل هذه اللقطات السابقة دائمًا ما كانت تجول في خاطري عنما أحس بالظلم، سواء لي أو أحس أن أحدًا من الناس مظلوم ولم أستطع أن أساعده!! وكنت أشعر بالمرارة في حلقي من شدة الظالم وتجبُّره وتكبُّره على عباد الله المستضعفين بسبب وغالبًا بدون سبب أي يستدعي هذا البطش والتنكيل.

 

وقد منَّ الله علي بالعمرة، وكنت في الطواف حول الكعبة أردِّد: اللهم عليك بالظالمين، وكان فضله علي أكبر أن قبَّلت الحجر الأسود، ودخلت إلى الملتزم، ووقفت به وقتًا طويلاً؛ نظرًا للزحام الشديد جدًّا الذي ينتظر وراءك، كلٌّ ينتظر دوره، وجدت نفسي أدعو على الظالمين، وبخاصةٍ مبارك وأعوانه، بالرغم من أنه الأولى في هذا المكان الذي التزم الله فيه بإجابة الدعاء؛ كان الأولى بالدعاء لنفسي إلا أن ذلك كان بقدر الله.

 

ولا أنسى طبعًا صورة الشهيد خالد سعيد عندما رأيت صورته لأول مرة، وعندما تتبعت أخباره على الإنترنت وما تبعه من أحداث وجدت نفسي أدعو في صلاتي على مبارك وأعوانه وعلى كل الظالمين.

 

وطبعًا هناك الملايين غيري كانوا يتضرَّعون إلى الله بالدعاء على كل ظالم متجبِّر، وكنت دائمًا أقول: لماذا لا يستجيب الله لدعاء الناس، إلا أنه كان يردِّد في السماء: "لأنصرنك ولو بعد حين"، ولن أنسى هذا الشاب الطاهر البريء الذي كان يقف بجانبي، والذي أخذ رصاصتين في صدره فوق كوبري قصر النيل ووجهه الذي شَعَّ نورًا عند وفاته يوم جمعة الغضب.

 

وهذا الحين (لأنصرنك ولو بعد حين) قد ظهر جليًّا.. أخذه الله أخذ عزير مقتدر!!!! انقلبت الموازين.. تغيرت المعادلات المتكبرة.. هذه هي سنة الله في كونه، يرفع اقوامًا ويخفض آخرين.

 

ومع سقوط مبارك ونظامه، اتضح  الدعاء الجميل: (اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم)..اتضح وفسر كلامه تفسيرًا واقعيًّا.