الشعب المصري الذي كان يعيش في فزع وخوف وإهانات وتعذيب وتنكيل من قِبَل هذه الخدمة.. خدمة "عذبني شكرًا"؛ المتمثلة في جهاز أمن الدولة.. قد انتفض من غيبوبته، وأدرك أن هذا الجهاز اللعين لا يُحَلُّ إلا بطرد هؤلاء الكلاب الضالَّة من مواقعهم بأنفسهم؛ لأنه بمجرد انتهاء هذه الوزارة التي كان يرأسها الخادم لنظام مبارك الوفي لسيده بدأ هذا الجهاز في طمس وحرق الأوراق التي تدينه وتذهب به إلى حبل المشنقة.

 

ماذا كان يفعل هذا الجهاز العفن النتن؟!

كان يقوم على إعداد كلِّ ما يراه في صالح فرعون مصر الأكبر؛ لبقائه في السلطة والحكم؛ حتى يبقوا هم في الاستبداد والظلم والتعذيب والإهانات لهذا الشعب الذي كان مغلوبًا على أمره.

 

لقد كان هذا الجهاز الملعون يخطط لأن يكون شعب مصر شعبًا خانعًا راكعًا ساجدًا لهذا الفرعون، ونحن على يقين بأن الأجهزة المعنية سوف تحاسب هؤلاء على ما اقترفوه في حق شعب مصر؛ فلذا نقول لحضرتكم ماذا كان يصنع جهاز أمن الدولة!.

 

جهاز أُسس على الظلم والطغيان والاستبداد والتعذيب والتنكيل.. وإعدادات هذا الجهاز تتم باختيار ضباطه من القذرين المرتزقة معدومي الضمير والخلق، والترتيبات التي كانت تتم داخل هذا الجهاز تخطط من قِبَل لجنة مشكلة في وزارة الداخلية، وكان رئيس جهاز أمن الدولة همّه الأول الحفاظ على منصبه، والحفاظ على فرعون مصر وزوجة فرعون وأبناء فرعون.

 

ووزير الداخلية كان على رأس هذا الجهاز الفاسد؛ ليدعم الجهاز بملفات تدين الوزراء والمحافظين ورؤساء مجالس الشركات اللصوص.

 

وأيضًا تشكيل الوزارات كان من قِبَل أمن الدولة؛ ليتمَّ ترشيحهم حتى يكونوا تحت أعينهم وأيديهم؛ لينفذوا الخطة الموضوعة والمرسومة من قِبَل هذا الجهاز.

 

وكان الفرعون يخطِّط معهم لطمس هويَّة الإخوان والأحزاب والمثقّفين والمفكّرين الشرفاء؛ فنجح في طمس هويَّة الأحزاب وبعض المفكرين والمثقَّفين بافتعال الدسائس والفتن، وخير مثال- ولله المثل الأعلى- حزب الوفد وحزب الغد، وبقية الأحزاب التي حدث بها خرق وحرق وإتلاف واشتباكات أدَّت بهم إلى المحاكم.

 

شكِّلت فرقة من أمن الدولة لطمس هوية الإخوان ودعوة الإخوان، سواء بالمحاكمات العسكرية، أو الاعتقالات، أو التحفظ على أموالهم، ولكن.. بقي الإخوان على دعوتهم وعهدهم ولم ينساقوا وراء هذا المخبول فرعون مصر وجهازه اللعين، فصمد الإخوان حتى النهاية.

 

 الصورة غير متاحة

جهاز أمن الدولة فرم المستندات التي تدينه

وحتى وزارة الأوقاف لم تسلم من التحكم فيها من قِبَل أمن الدولة، وللأسف تحكَّموا فيها؛ لأن وزيرها المتربي في إحدى الدول الأجنبية كان ضعيفًا هزيلاً في شرع الله عزَّ وجلَّ، وضعيفًا عن الحفاظ على الإسلام وعلى المآذن وعلى "الله أكبر"؛ فتحكموا في الوزارة؛ من الخطب والتعيين والخطاب الديني، وتحكَّموا حتى في المناسبات الدينية وكأنهم أعلام فكر ودين، ولكنهم كانوا- للأسف- كلابًا ضالة.

 

فنحن الشعب مع حلِّ وطمس هذا الجهاز اللعين المنبوذ من كل فئات الشعب.

 

وماذا يمثل هذا المذيع الذي خرج علينا في محطة (أون تي في)، ويطالب بعدم حلِّ جهاز أمن الدولة؟ وإن دلَّ فإنما يدل على هذا المذيع كان منتفعًا من جهاز أمن الدولة.

 

فلا بدَّ من محاكمة هذا الجهاز محاكمةً علنيةً أمام الشعب؛ حتى يأخذ غيره العبرة إذا أراد أن يسير على نهج هؤلاء.

 

ونحن مع الشرطة إذا كانت الشرطة مع الشعب وفي خدمة الشعب.

 

إذا كان جهاز أمن الدولة انتهى فلا بدَّ للشعب أن يفهم معنى الحرية ليعيشها في الطريق الصحيح.

 

الحرية (الألف: الأمل والاستقرار* اللام: لنعيش * الحاء: حياة * الراء: رقيقة * الياء: يعلوها * التاء: تنمية واستقرار) فالحرية: الأمل والاستقرار لنعيش حياة رقيقة يعلوها تنمية واستقرار.

 

إلى الأمام وليس للخلف، ولندافع عن الحرية باستماتة، ولنقف أمام الثورة المضادة للشعب، ولنقف في وجه التخريب والتدمير من قِبَل هؤلاء الذين يعيثون في الأرض فسادًا من فلول النظام السابق، وأيضًا يجب محاكمة المجرمين من نظام مبارك الذي يتمثل في أمن الدولة محاكمةً عادلةً؛ لتقتص منهم ما اقترفوه في حقِّ هذا الشعب المصري العظيم، فلا بدَّ من إعادة الأمن والاستقرار من داخلنا، ولا نستحسن هؤلاء الذين يفكرون أنهم هم المنقذون لهذا الشعب، فنحن معهم إذا كانوا من أجل الشعب والحرية وفي خدمة الشعب، لا نريد مرة أخرى خالد سعيد ولا سيد بلال ولا آخرين ممن نُكِّل بهم، بل نريد شعبًا دائمًا يطالب بحقه بالطرق المشروعة والطرق القانونية: "لا للاستهتار، لا للتخريب، لا للتدمير، لا للعنف، لا للسلب، لا للنهب"، فنحن سوف نحافظ على حريتنا ومقدساتنا ومستشفياتنا والمصالح الحكومية الموجودة لخدمة الشعب.

 

وبقي من النظام المحافظون والمحليات ورؤساء المجالس الفاسدين، فلا بدَّ من إقالتهم؛ حتى يتم استكمال المطالب، وأيضًا حل هذا الحزب الفاسد؛ الذي ضحَّى بالشعب والبلد من أجل رجل فرعون مستبد وضيع، فضاعت أحلام الشباب والمفكرين والمثقفين والشرفاء، فلا بدَّ من حلِّه حلاًّ جذريًّا حتى لا يخوض الانتخابات القادمة تحت مسمى آخر.

 

وأيضًا الجمعيات الأهلية التي كانت تُدار من قِبَل رموز الحزب الفاسد لا بدَّ من وضع الأيدي عليها؛ ليديرها أُناس يُعرَف عنهم الشرف والأمانة وأيضًا الاتحادات الإقليمية.

 

حتى الإعلام لم يسلم من هؤلاء الفاسدين المستبدين.. جهاز أمن الدولة.. فهذه حقيقة، وهذه مستندات تدل على ذلك، ولكن نحذر من الفتن التي خلفها هذا الجهاز وراءه؛ ليجعل المجتمع كله يتشابك مع بعضه.

 

أخيرًا.. أقول لشبابنا وبناتنا ونسائنا ورجالنا: لن ينقذنا من هذا الأمر إلا الرجوع إلى الله، والمحافظة على هويَّتنا وديننا، وأن نستمع إلى صوت الحق وصوت الضمير وإلى الكلمات الرنانة الجميلة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قالها لبلال: "أرحنا بها يا بلال".

 

فلنتماسك ولنتشابك حتى تمر هذه المحنة بسلام وخير.