مرةً أخرى نعود للمشهد الثابت على الساحة الفلسطينية؛ حيث العدوان الصهيوني على غزة.. جولة جديدة من العدوان، لكن في ظرف تاريخي نوعي ومختلف على المستوى المحلي الفلسطيني والإقليمي والدولي؛ فما الجديد من أسباب العدوان؟ وما المتغيرات والموانع؟

 

المتغيرات الداخلية

** انكشاف الغطاء السياسي والأخلاقي عن العديد من رموز سلطة عباس "راجع وثائق ويكيلكس".

 

** أشواق وطموحات غالبية الشباب الفلسطيني في غزة ورام الله، بل في كل أنحاء العالم، في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية.

 

** مراجعة كل الفصائل الفلسطينية لأدوارها في القضية الفلسطينية على المستوى الوظيفي والتنظيمي ولغة الخطاب والعلاقات في ظل المتغيرات التي تجتاح المنطقة.

 

المتغيرات الخارجية

** التغير الإستراتيجي المتمثل في سقوط نظام مبارك؛ الذي كان يمثل الشرطي والحارس الأمين لحدود الكيان الصهيوني.

 

**  تسونامي سياسي جديد يجتاح المنطقة ويُسقط الأنظمة المستبدة الفاسدة غير الوطنية.

 

** هناك شرق أوسط جديد.. يتشكل شرق أوسط بمواصفات وطنية عربية إسلامية.. شرق أوسط خال من الكيان الصهيوني.

 

** حالة الانكشاف السياسي والأخلاقي الذي يعانيه الكيان الصهيوني بل المشروع الصهيوأمريكي برمته، والذي وضح جليًّا خلال التصويت الأخير في مجلس الأمن الذي وضع العالم كل العالم في كفة وأمريكا والكيان الصهيوني في كفة.

 

أسباب العدوان

** تعود في المقام الأول إلى سياسة تصدير الأزمات المعروفة عن الكيان الصهيوني، سواء الأزمات الداخلية "الاقتصادية والأمنية والسياسية" أو الإقليمية والدولية بعد الانكشاف السياسي الذي يعانيه المشروع الصهيوأمريكي برمته.

 

** محاولة خلط الأوراق وإرباك الأجواء بعد الاستحقاقات المطلبية لجموع الشعب الفلسطيني بضرورة إنهاء الانقسام.

 

** محاولة فرض واقع ميداني على الأرض لعلم الكيان بأنه سيضطر قريبًا على الجلوس مرغمًا للاستجابة للمطالب الفلسطينية المشروعة والعادلة والتي ظل لعقود يناور ويراوغ هروبًا منها.

 

موانع التصعيد

** فقدان الكيان للحارس الأمين "نظام مبارك" واللغة الوطنية والقومية الجديدة التي تكلم بها وزير الخارجية المصري، محذرًا الكيان لأول مرة منذ عقود.

 

** غياب المساندة والدعم الدولي وسط الخجل الأمريكي.

 

** التغير الحادث على خارطة المنطقة وتوقع دور أكبر للشعوب ووقتها لن تملك الأنظمة إلا التجاوب مع إرادة الشعوب.

 

** جاهزية المقاومة الفلسطينية للدفاع والصمود، كما تم في حرب 2008م، فضلاً عن العمليات العسكرية النوعية على غرار عملية القدس.

 

وأخيرًا.. رغم قسوة العدوان وكلفته الباهظة من أرواح وممتلكات شعب غزة البطل فإنها قد تكون القسط الأخير من فاتورة التحرر والاستقلال الوطني المنتظر.