قرر مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين انتخاب كلٍّ من الدكتور محمد مرسي رئيسًا لحزب "الحرية والعدالة" الذي أنشأته الجماعة، والدكتور عصام العريان نائبًا لرئيس الحزب، والدكتور محمد سعد الكتاتني أمينًا عامًّا للحزب، على أن يترك كلٌّ منهم مسئولياته في مكتب الإرشاد، كما قرَّر الترشيح لمجلس الشعب في حدود 45 إلى 50%.

 

جاء ذلك في توصيات اجتماع مجلس الشورى العام يومي الجمعة والسبت 26/ 27 جمادى الأولى 1432هـ الموافقَيْن 29/ 30 أبريل 2011م، في المركز العام للإخوان المسلمين بمدينة القاهرة؛ حيث أعلن الدكتور محمود حسين، الأمين العام، أن المجلس اعتمد الإجراءات التي اتخذها مكتب الإرشاد بخصوص حزب "الحرية والعدالة"، كما اعتمد برنامج ولائحة الحزب مع إجراء التعديلات اللازمة.

 

وأكد عدم قيام الجماعة بترشيح أحد منها لمنصب رئيس الجمهورية، وكذلك عدم تأييد أحد منها إذا قام بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، وشدَّد على أن جماعة الإخوان المسلمين هيئةٌ إسلاميةٌ جامعةٌ، والعمل السياسي أحد مجالات عملها، والحزب السياسي هو أحد وسائل العمل السياسي، ويسعى إلى تحقيق رسالة الجماعة وأهدافها طبقًا للدستور والقانون؛ وأن هذا الحزب يعمل مستقلاًّ عن الجماعة، وينسِّق معها بما يحقق مصالح الوطن.

 

كما قرَّر مجلس الشورى تشكيل لجنة تحقيق في مخالفات أعضائها، مكونة من ثلاثة أصليين هم: محمد حسين، وأحمد عبد المقصود، والدكتور عطية فياض، وثلاثة احتياطيين؛ هم: محمد عبد المنعم، وحمدي إبراهيم، والدكتور محمد سعد عليوة.

 

وقال إن مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين انعقد في جوٍّ من الأخوَّة والحب، وسادته المشاعر الفياضة بحمد الله على نعمته وفضله.

 

وأكد فضيلة المرشد العام أن الوطن يحتاج كلَّ جهود أبنائه، وحثَّ جماعة الإخوان المسلمين- بكل مكاتبها وأقسامها- على أن يبادروا إلى وضع ما يمكن وضعه من دراسات موضع التنفيذ؛ ليكونوا قدوةً لغيرهم، وتقديم بقية الدراسات إلى مجلس الوزراء، كما ناشد كلَّ القوى الوطنية والمؤسسات العلمية الإسهام بإيجابية من أجل نهضة الوطن ورفع مستوى المواطنين في كل المجالات، وأشار إلى المبادرة التي سبق أن قدمها للقوى الوطنية، راجيًا أن يجتمعوا عليها لمصلحة مصر.

 

كما أشاد بثورة الشعب المصري المباركة التي غيَّرت وجه مصر، وحضَّ على الحرص على حيويَّتها وقوة دفعها والحفاظ على أهدافها؛ حتى تتبوَّأ مصر مكانتها التي تستحقها، كما حيَّا أرواح الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله من أجل تحرير الوطن، وسأل الله لهم أن يُسكنهم أعلى الدرجات في الجنة، وأن يرزق أهلهم الصبر والسلوان، وأن يعوِّضهم خيرًا.

 

ونوَّه بشدَّة بدور القوات المسلَّحة في الحفاظ على الثورة، والحفاظ على الدولة، والحرص على سرعة نقل السلطة إلى الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة، وأشار إلى ضرورة الحفاظ على تماسك القوات المسلَّحة ووحدتها وقوتها.

 

كما أثنى على قرار الحكومة بفتح معبر رفح، وإسهامها في المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإحياء الاهتمام الوطني بالقضية الفلسطينية؛ قضية كل العرب والمسلمين.

 

 الصورة غير متاحة

 د. محمد مرسي

من جانبه، أكد د. محمد مرسي- في المؤتمر الصحفي- أن اجتماع مجلس الشورى العام، اليوم، يعدُّ نتاجًا طبيعيًّا لأجواء الحرية التي تعيشها مصر، من حرية وديمقراطية، وقال: مجلس الشورى ناقش الكثير من القضايا، وصدرت عنه هذه القرارات التي تمنَّى أن تكون في صالح مصر في ظل دستور وقوانين نتمنَّى أن تكون في خدمة المصريين، مضيفًا أن الحزب سيكون مستقلاًّ تمامًا عن الجماعة في كل شيء.

 

وقال د. عصام العريان إنه من حق أي حزب سياسي مستقل التنسيق مع الجماعة، وسيكون لحزب "الحرية والعدالة" جزءٌ من هذا التنسيق؛ لأن أي فصيل سيغفل عن هذا التنسيق سيضيع على نفسه ومصر الكثير.

 

وأكد د. محمد سعد الكتاتني أن الجماعة قرَّرت هذه النسبة في الترشح؛ لأنها لا تسعى إلى الأغلبية؛ تطبيقًا للمبدأ العام "مشاركة لا مغالبة"، مشيرًا إلى أن هذه النسبة لا تغني عن المبادرة التي أطلقها فضيلة المرشد العام بتكوين قائمة موحدة، مشيرًا إلى أنهم سيجتمعون مع القوى الوطنية في وقتها لإقرار هذا التنسيق.

 

وفي ردِّه على سؤال حول أن النسبة زادت عما تمَّ إعلانه مسبقًا أنها ستكون حوالي 30%، قال د. العريان إن ما أعلن اليوم هو قرار مجلس الشورى العام الذي يعبِّر عن رأي الجماعة، وإن ما أُعلن قبل ذلك إنما هي اجتهادات من أصحابها، وأضاف: "قدمنا مبادرة لعمل قائمة انتخابية وطنية، وأهلاً بالتنسيق مع أي من القوى في هذه القائمة".

 

 الصورة غير متاحة

 د. محمد سعد الكتاتني

وحول موقف الحزب من انضمام المرشحين للرئاسة لها، قال د. العريان: "إذا أراد أحد المرشحين الانضمام للحزب، فهناك خطوات معروفة يجب أن يتبعها، إما إن اشترط أن يكون مرشحًا للحزب في الرئاسة فهذا أمرٌ سابقٌ لأوانه، سيبحث في حينه".

 

وقال د. محمد مرسي إن المرجعية الإسلامية للحزب لا تتعارض مع القانون والدستور المصري، مشددًا على أن الحزب مدني، ولا مجال لأن يكون غير ذلك.

 

وحول اختيارات مجلس الشورى العام لقيادات الحزب، أكد د. الكتاتني أن الحزب في بدايته نشأ من رحم الجماعة، ولها أن تختار رئيسه، مشيرًا إلى أن لائحة الحزب تكفل حرية اختيار بانتخابات كل المناصب.

 

وأضاف: "الجماعة صاحبة حق، ومجلس شوراها كلَّف الثلاثة بإنشاء الحزب واستكمال إجراءاته، وإدارته في المرحلة الأولى"، مشيرًا إلى أن الحزب والجماعة يدرسون جميع التجارب، وسيستفيدون منها، دون استنساخ من تجربة بعينها.

 

وحول قبول الحزب بمرشحين كانوا منتمين للحزب الوطني، قال د. العريان إن هذا سؤال ضد الثورة، ولن يقبل الحزب هذا الأمر.

 

وفي ردِّه على سؤال حول تصعيد أعضاء جدُد بمكتب الإرشاد، قال د. محمود حسين إن لائحة الجماعة تنظِّم المواقع الانتخابية، سواءٌ بالتعيين أو الانتخاب.

 

 الصورة غير متاحة

 د. عصام العريان

ونفى د. العريان أن يكون الإخوان رفضوا تسمية مرشح للرئاسة استعلاءً منهم، وإنما دراسة منهم للواقع الحالي، وإدراكًا منهم لحجم وملابسات المرحلة، والأحداث الإقليمية والعالمية، وقال: "نحن لا نمنُّ على أحد، وإنما نحن خدَّامٌ لهذا الشعب، نخدمه ونضحِّي من أجله".

 

وقال د. مرسي إن الحديث عن دعم مرشح للرئاسة سابقٌ لأوانه، خاصةً أن هناك عدة قوانين لم تصدر بعد كقوانين مباشرة الحقوق السياسية وقانون مجلس الشعب، فلكل حدث حديث وتوضيح.

 

كما أكد د. مرسي أن منهج الجماعة لا يتغيَّر، وستظل هيئةً إسلاميةً جامعةً، مشيرًا إلى أن موقفها القانوني سليم، خاصةً أنه لا قرار بحلِّ الجماعة.

 

وأوضح أنه تمَّ الانتهاء من برنامج الحزب ولائحته التنفيذية، وسيعلن عنها بعد التعديلات خلال أيام.

 

وقال: "إن كل ما عرضه الإخوان خلال الشهور الأخيرة ناقشناه في مجلس الشورى، وسيوصله أعضاء المجلس إلي جموع الإخوان".

 

وأوضح د. مرسي أن الحزب سيضمُّ أقباطًا ونساءً وشبابًا، مشيرًا إلى أن الجماعة هي أكثر من رشَّح النساء والشباب عبر تاريخها.

 

وأكد د. سعد الكتانتي أن أعضاء الحزب هم من سيختارون قياداته، مشيرًا إلى أن الجماعة ستمارس العمل السياسي ولن تفصل القسم السياسي عنها؛ لأنها هيئة جامعة، ولكن سيتم تكييفها طبقًا للمهمة السياسية الجديدة.

 

جلسات اليوم الثاني (ألبوم صور)

 

المؤتمر الصحفي (ألبوم صور)