- مؤسسة المشروع: "نهدف إلى فهم القرآن ومعرفة توجيهاته"

- لدينا دورة تدريبية تؤهل المعلمين لأهدافنا التربوية

حوار: سماح إبراهيم

مشروع جديد وفكرة مبدعة هدفها توصيل معاني القرآن للأطفال بشكل سهل وممتع، وباستخدام بعض الألعاب والأنشطة الترفيهية..

 

(إخوان أون لاين) التقى صاحبة الفكرة منى سلامة مدرسة التربية الإسلامية، وخريجة كلية التربية قسم رياض الأطفال؛ للتعرف على تفاصيل مشروعها المسمى "هداية" والذي قالت إنها تسعى من خلاله لتبسيط المعاني القرآنية؛ حتى يعيش الطفل مع الآية، ويستنبط الحكمة منها، ويعمل على تطبيقها ليسهم في تقدم المجتمع ونهضته؛ فإلى الحوار:

* بدايةً ما فكرة مشروعك؟

** الفكرة جاءتني حين لاحظت أن أبناءنا يحفظون القرآن ولا يفهمون معناه، وعندما نسألهم عن مرادف لكلمة أو آية مثل سورة "الصمد", أو "القارعة" لا يجيب ويقف عاجزًا عن فهمها، فاكتشفت أن هدفنا لم يتحقق، وأن التلقين والحفظ ليس ما ننشده بل القيمة التي لا بدَّ من زرعها هي فهم الآيات القرآنية وتطبيقها على أرض الواقع، والتأكد من استيعابها ومتابعة الأسرة لملاحظة ومتابعة التغيرات التي طرأت على سلوكياته.

 

والفكرة تتلخص في تفسير معاني القرآن وتقريبها للأطفال، ووضعها في قالب مشوق للطفل فنعلم القرآن من خلال القصة واللعبة والأنشودة والمسرحية وأفلام الفيديو والرسومات، وتنمية قدراته على الحوار والمناقشة.

 

ونوظف المعاني في ألعاب ونجسدها فيها؛ ليعيش الطفل معنى الآية، فمثلاً في سورة البلد نوضح قوله تعالى (فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11)) (البلد).. من خلال تقريب معاني القرآن للطفل؛ بوضع عقبة أو مشكلة ما من خلال لعبة أو نشاط معين ونساعده في وضع وسائل مساعدة على حلها، وبعدها نقوم بشرح لفظ العقبة الذي ذكر في القرآن وحكمة الله في وضع العقبة؟ وكيف نواجه العقبات؟

 

* ومتى بدأت في تنفيذ مشروعك؟ 

** بدأت منذ أربع سنوات، ولكن كنا نخشى القمع الذي كان ينتهجه النظام البائد والأساليب القمعية لقتل الإبداعات والابتكارات الدينية، أما الآن فلا بدَّ أن تخرج أفكارنا إلى النور ولا نخشى لومة لائم.

 

إعداد المعلمين

 * أعطينا مثالاً على كيفية التنفيذ؟

** حين ندرس آية نخصص لها عدد حصص معينًا، فمثلاً سورة الفاتحة تبلغ 7 حصص "حصة عن رب العالمين" مَن يكون؟ وكيف نشكره؟ واستخدام وسائل تعليمية تتناسب مع المرحلة العمرية من خلال "تشغيل الأفلام مثلاً", أو عمل ورش ألعاب جماعية, أو سماع أناشيد دينية، أو مسرح تمثيلي "ليخرج الطفل من الدرس متشبعًا بالهدف"، مع غرس العقائد والاعتقاد باللجنة والنار والأخلاقيات.

 

* وهل يتم إعداد المعلمين لتنفيذ الطرق الجديدة؟

** يتم تدريب المعلمين والمربين من خلال دورة تدريبية تؤهله لتعلم المهارات التعليمية الأساسية لتطبيق البرنامج وتوصيل المعنى القرآني بالأنشطة للأطفال من الروضة إلى التعليم الثانوي، ويشمل برنامج التأهيل3 محاور:

أ- "دليل المعلم": هو كتاب يتضمن معرفة طرق التدريس وإستراتجيات التعليم وفهم المعاني التي تتضمنها سورة الفاتحة والجزء الثلاثين مثلاً.

 

ب- الفهارس: ويتم تصنيفها لنوعين "فهرسة موضوعية والتي تشمل موضوعات (العقيدة, والتفكر في الكون, والأخلاق, والسيرة, وقصص الأنبياء).

 

وفهرسة نشاطية مثل (الرحلات, الأفلام, الصور, المسرحيات, الرسم, المناقشات, الألعاب).

 

ج- كراسة التدريبات "حياتي بالقرآن": وتشمل مجموعة من الواجبات العملية وأسئلة مرتبطة باليوم التعليمي لقياس مدى استيعابه.

 

د- (الدي في دي) أو "المحتوى الإلكتروني": وهو عبارة عن محتوى إلكتروني مجمع للأنشطة.

 

بالإضافة لمجموعة ثانية تخص الطفل:

هـ- المحتوى الإلكتروني: ويحوي ما يقرب من 500 تدريب وسؤال على سورة الفاتحة وسور الجزء الثلاثين.

 

ز- القصص: وهي عبارة عن سلسلة من القصص التي توضح بعض المعاني والأهداف المختارة من آيات الفاتحة والجزء الثلاثين مثل "كنود ومسعود* البقرة الغامضة *رامي العاجز * الغلام المؤمن * التاجر الأمين * هاني المتباهي * السفينة الغارقة * الثعبان والحمامة * مفتاح المغارة *بائعة اللبن *سيد العنيد والإبرة الحديد.

 

و- كراسة التدريبات: والتي تحوي ما يقرب من 400 تدريب لتقييم مدى استيعاب الأطفال لأهداف الدروس وربطها بشكل عملي من خلال التدريبات العملية لربط تلك المفاهيم بالواقع.

 

* وما الفترة الزمنية اللازمة لإعداد المعلم على ذلك البرنامج؟

** تستغرق فترة التدريب حوالي 6 أيام بمعدل 6 ساعات يوميًّا، يتم فيها مناقشة مفاهيم تتكرر أثناء مدارسة القرآن وكيفيه تناولها وتهيئة المعلم معرفيًّا ووجدانيًّا وإجراء اختيار تقييمي لقياس مدى تحقق أهداف البرنامج.

 

الفريق

* وما صورة الفريق حاليًّا؟

** يضم فريق عملنا "مدى"30 أستاذًا جامعيًّا تربويًّا ومتخصصين في علم نفس، بالإضافة إلى مجموعة من الإداريين وتكنولوجيا الإنتاج، ومنشدين ومحترفين في مجالهم ومدربين وإداريين.

 

* وكيف تقيسون مدى نجاح برنامجكم؟ 

** يتم قياس مردود المحتوى التعليمي من خلال "كراسة الأنشطة" التي توزعها إدارة المدرسة على الأسر ومدرس الفصل وزملائه لتقييم التغيرات التي تطرأ على سلوك الطفل وتطبيق العبادات واستمراريتها.

 

* هل تم تجربة المشروع بأيٍّ من المؤسسات التعليمية؟

** بالفعل تم تجريب البرنامج التأهيلي للمعلم على أكثر من 30 معلمًا ومعلمة، وقاموا بتطبيقه في ما يزيد عن 20 مدرسة دولية، وخاصةً داخل مصر وخارجها، وأعلنوا عن نجاح البرنامج وتحقيق تطور ملحوظ على المتعلمين في استنباط معاني القرآن وتثبيتها في عقولهم.

 

وخلال أقل من أسبوع بلغ عدد المدارس الراغبة في الاستفادة من المشروع وتطبيقه 10 مدارس دولية وخاصة.

 

* وما طموحاتكم وخطواتكم للفترة القادمة؟

** نطمح بتعميم البرنامج في كل المدارس، وتدريس الدين بالطرق التي تُسهم في إعمال العقل وربط القرآن بالواقع، وتطبيق البرنامج خلال فترة الصيف وقياس مردوده واستكمال آليات المشروع لتقديمه كمنهج مدرسي.