- "الفاتحون" على شاكلة بنك الحظ لتعميق الغزوات والسيرة في الأذهان

- الشهور العربية وكنز الحاج وخارطة فلسطين ألعاب إسلامية أصيلة

 

كتبت- سماح إبراهيم:

"تعميق الوعي بغزوات الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذهن الأطفال.. تنمية القدرات العقلية والمهارية الجسدية... وإكساب القدرة على الملاحظة والمقارنة... وتعميق إثبات الذات والثقة بالنفس... واستثمار الوقت... واكتشاف الطاقات الإبداعية.. هل تتخيل أن لعبة واحدة قادرة على تحقيق كل ذلك؟

 

ابتكرت مجموعة من الفتيات خليطًا من الألعاب للأطفال في مختلف المراحل السنية؛ ليستمتع الأطفال باللعب بها، وفي الوقت ذاته يتأصل لديهم بعض المفاهيم الإسلامية، ويطبع في ذاكرتهم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وغزواته، مع الاستعاضة عن أي أخطاء شرعية من اللعب بالنرد وغيره بوسائل أخرى مبتكرة.

 

(إخوان أون لاين) التقى منى مرسي إحدى أعضاء المجموعة التي ابتكرت العديد من الألعاب، والتي عرضت مجموعة من أفكارهن المبتكرة.

 

تقول: إن دافعهن في البدء في مثل تلك الفكرة، نابع من أن هناك نظريات تؤكد أن تعرُّض للأطفال للعب وممارستهم للأنشطة المختلفة في سنواتهم الأولى هي الطريقة المثلى لتبسيط المعلومات لهم، وإيصالها بشكل سليم، مشددة على أن الأم إذا أرادت أن توطد مفاهيم معينة لأبنائها فعليها بإشغالهم بما هو نافع.

 

وتستشهد بقول الإمام أبو حامد الغزالي- رحمه الله-: "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كلِّ نقش وصورة، وهو قابل لكلِّ ما يُنقَش عليه، ومائل إلى كل ما يُمَال إليه، فإن عُوِّد الصبر وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة"، مشيرةً إلى أن الرسائل الإيجابية للطفل وتنمية قدراته من خلال الأنشطة المختلفة تُعدُّ أسلوبًا تربويًّا ناجحًا وفعالاً، يغفل عنه العديد من خبراء التربية، ومعلمي رياض الأطفال.

 

 وتضيف: بدون اللعب سيصبح الطفل  ضيق الأفق، غير محبوب، وأنانيًّا، ومتمركزًا حول ذاته.

 

وعرضت نماذج مختلفة للألعاب التي قاموا باختراعها؛ لدعم مهارات الطفل وتنمية ذكائه الحسي والبصري، وتتم حاليًّا دراستها من قِبَل الكثير من التربويين؛ بغرض تعميمها وطرحها بالأسواق؛ حيث لم تنتشر سوى في مناطق محدودة.

 

وعددت المهارات المكتسبة من خلال النشاط، والمتمثلة في مراعاة الفهم، والقدرة على إدراك العلاقات المجردة من الأشياء، والاستفادة من الخبرات المكتسبة من الألعاب وتوظيفها في مواجهة المشكلات، بالإضافة إلى تنمية القدرة على الإبداع والابتكار.

 

الفاتحون

وشرحت فكرة اللعبة الأولى الخاصة بهم، وهي (الفاتحون) على شاكلة لعبة تسمى بنك الحظ، وعدد اللاعبين بها من 2 إلى 6 أفراد، ويمثل فيها كل لاعب جنديًّا ما، ويتضمن المجسم 28 غزوة في 28 خانة، بالإضافة إلى عدد من السرايا، التي يقوم اللاعب برمي النرد فيها وتحريك الجندي نحو الغزوة التي يحددها النرد، ومن حق كل جندي أن يشارك في الغزوة بأدوات تداول مثل "سيف، رمح، بعير"، وكل من تلك الأدوات له سند مالي، وله قيمة رقمية، فالسيف يرمز له برقم عشرة والبعير 52 وهكذا، بحيث لو اشترك أحد اللاعبين في غزوة  ومر الجندي بقافلة بجوارها "غزوة بدر، وقافلة أبو سيفان" يستطيع أن يبني خيمةً، ولو مر عليها أحد الجنود المشاركين معه باللعبة يدفع  للجندي أداة تداول أو سند رقمي.

 

وتوضح أن الطفل يستطيع من خلال تلك اللعبة التعرف على عدة مفاهيم مثل: تعميق السيرة الذاتية للرسول، وعدد الغزوات والسرايا والفرق بين الغزوة والسرية، بالإضافة إلى إدراكه معنى علم التقاضي، والمقايضة، وإكسابه مهارة في الرياضيات من خلال ممارسته للعبة.

 

أما "الفاتحون" الجزء الثاني فهي على نفس شاكلة الأولى، ويستطيع اللاعب من خلالها التعرف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من فترة ما قبل البعثة، إلى خطبة الوداع ووفاته، ويتعرف اللاعب على مجموعة من الكروت، تشمل مجموعة من الأسئلة، ولو استطاع حل معلومات السيرة ينتقل إلى المرحلة التالية، وحقبة أخرى، فإذا تجاوز مرحلة الهجرة يدخل حقبة ما بعد الهجرة، ويفضل أن يتم عرض كارتون عن السيرة النبوية كوسيلة تمهيدية قبل بدء اللعبة. 

 

خارطة فلسطين

وألقت الضوء على نموذج من لعبة أخرى، تهدف إلى تدعيم الجانب التثقيفي مثل لعبة "خارطة فلسطين" أو الطريق إلى القدس، وهي أقرب ما تكون للبازل؛ بحيث تكون كل قطعة كرتونية على اسم مدينة فلسطينية حتى نصل في النهاية إلى معرفة المقدسات الفلسطينية، بالإضافة إلى تنمية الذكاء البصري للأطفال. 

 

 الشهور العربية

أما اللعبة الثالثة فهي "الشهور العربية"، وجاءت فكرة تلك اللعبة باعتبار أن التقويم الهجري أحد أركان ثقافتنا الدينية، ومن ثَمَّ وجب علينا الاهتمام بخصوصيتنا، واللعبة عبارة عن "ضومنة" على شكل أشهر السنة الهجرية يتم استبدال اسم الشهر العربي بالنقاط، فعلى سبيل المثال بدلاً من أن يضع اللاعب رقم (1) يضع اسم الكارت المكتوب عليه محرم، فيضع اللاعب الآخر ربيع أول، فيتبعه بكارت ربيع ثاني، وهكذا.

 

 واللعبة تتضمن مرحلتين المرحلة الأولى من سن 6 سنوات إلى 10 سنوات، وفي هذا المستوى يكون عدد الكروت قليلاً والكروت مبسطة؛ بغرض تعريف الطفل بالشهور بشكل سلس ومبسط.

 

أما المستوى الآخر فأوضحت أنه يناسب المرحلة العمرية من 11سنة إلى 15 أو يزيد وفيه عدد كروت أكبر، وكل شهر له لون محدد، ويجب على اللاعب الآخر أن يلتزم بوضع الكارت الشهري الذي يليه بنفس اللون السابق مع عدم الخلل بالتسلسل الشهري.

 

كنز الحاج

وبيَّنت أن لعبة "كنز الحاج" تهدف إلى تعريف الأطفال بمناسك الحج، وفيها يتم تقسيم الأطفال إلى فريقين، وعلى كل فريق اختيار اسم يروق له، ويقوم قائد اللعبة بتوفير مجسم "الكعبة" وآخر لجبل عرفات وتسمية الأماكن "هنا مزدلفة" وعلى الجهة المقابلة "منى" ويقوم قائد اللعبة بإعطاء معلومات كافية عن الشعائر؛ عند الطواف قل "لبيك اللهم لبيك"، أو مثلاً عند الوقوف بعرفة، وما هي سنن الوقوف بعرفة، وما الأدعية التي يذكرها الحاج عليه؟، وهكذا، ثم يتوجه القائد ومعه الفريقان إلى الحجرة المعدة للعب، ويبدأ القائد في توجيه أوامر ومعلومات لكلِّ فريق، وعلى كلِّ فريق تنفيذ الأوامر وعند كل مجسم يجد اللاعب ورقة بها أسئلة خاصة بشعائر المكان، وهكذا حتى تنتهي آخر مناسك الحج "طواف الوداع".

 

وأوضحت أنه يمكن تطبيق لعبة "مناسك الحج"  بإمكانيات أبسط، بإحضار لوحتين كبيرتين  أقرب ما تكونان للسجادة، إحداهما عليها صور لأماكن الحج، والشعائر المفروضة من تحتها، وأخرى غير مرتبة، وعلى كل فريق ترتيب "البازل" بالطريقة الصحيحة، وبالتوقيت المطلوب، مشيرةً إلى أن هذه اللعبة تمكِّن اللاعبين من معرفة خطوات سير الحاج، وكيفية أداء لمناسك.